أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد العتر - تاملات حول الوطن .















المزيد.....

تاملات حول الوطن .


احمد العتر

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعنى ايه كلمه وطن ؟؟؟هى ليست اغنيه محمد فؤاد الشهيره انما سؤال نساله لانفسنا كل يوم ويساله لنا ابنائنا واحفادنا...اعرف ان هذا السؤال سيثير حفيظه عشاق القوالب الجاهزه وضيوف البرامج التليفزيونيه المنتفخه جيوبهم وكروشهم وهم يتحدثون عن مصر المكان واللمه والخيروكل هذه المعانى الجميله النبيله اللتى نسمعها منذ كنا صغار حتى كدنا ان نعبد هذاالوطن بدون ان نعرف ماهيته وسيعتدلون واحساس محافظهم المتخمه فى جيوبهم الخلفيه ستجعلهم يقولون بكل غضب :ان هذا السؤال كفر بالوطن !!!! كيف اكفر بشىء انا اسال عنه لاعرفه ؟؟؟هذه الاجابات الجاهزه ترضى حتما مذيعات ماسبيرو اللذين يبدون كمضيفات اتوبيسات وسطالدلتا بمكياجهم وكلامهم الاوفر وكمعاونى مباحث قسم سيدى جابر فى تعاملهم مع الضيوف ومع المشاهدين فى اشتراكيه وعداله حقيقيه .....هذا لن يحل السؤال:يعنى ايه كلمه وطن ؟؟؟
هل الوطن هو تلك الرقعه الجغرافيه الملونه على الخريطه الضخمه واللتى تبلغ مساحتها(كذا)ويحدها (كذا)؟؟
ام هى تلك الشوارع اللتى تربينا فيها ولعبنا وجرحت ركبنا الصغيره على اسفلته الخشن سواء كنا نلعب الكره او الحجله ؟؟؟الاهل ,,,الاصدقاء العمل والزملاء والجيران وابنتهم ,,,ذكريات اول قبله مشتعله مختلسه فى بير سلم مظلم بعد منتصف الليل بنصف عين والعين الاخرى على السلم لكيلا يشاهدك احد من دعاه الفضيله فى العماره وهم كثير ...ذكريات اول سيجاره مسروقه من علبه خالك لان والدك لا يدخن ,,,,اول خناقه من اجل فتاه ومن اجل فريق كره ومن اجل كلمه سخيفه ومن اجل منطقتك وبنات منطقتك ...اول مره ترى صورتك فى المراه وقد خط الشعر اول طريق الرجوله تحت انفك فى هيئه شنب رقيع رفيع او اول مره تهربين فيها وانتى تشعرين ان الارض تميد بكى ثم يخبروكى انك الان قد توجت امرأه .اول كل شيىء تقريبا..
ام ان الوطن هو القدره على الحلم ؟؟؟والقدره على تحقيقه ؟؟المستقبل الافضل لك ولمن تحب ...الوطن هو احتياجات المواطن ....
كان هذا الجدل هو مثارنقاش حاد ايام قعدات الكليه فى غرزه سعيد عماشه بعزبه الوالده بحلوان حيث كان يسكن عماد العطار ..
عمادالعطار كان شاب شكله مصرى يعنى لونه قمحى وشعره مجعد مائل للخشونه اسمر خفيف من الامام وجبهه عريضه كانها شمس اتون وجسد نحيل قوى ودم خفيف وقدره على الحلم حتى انه دخل كليه الزراعه رغم انه كان من المتفوقين فى الثانويه العامه بمجموع 98 %وكان من الممكن بسهوله ان يدخل كليه الطب كما كان يتمنى والده عم محمد العطار البقال البسيط فى محل يملكه اسفل منزل يمتلكه هو واخوته الثلاثه ولكن عماد بايمانه بان الوطن يعتمد على الزراعه قرر ان يدخل كليه الزراعه وكاد عم محمد العطار ان يفقدحياته فى ازمه قلبيه عندما كتب عماد فى الرغبات كليه الزراعه وتعتبر من ادنى الكليات الان حسب قانون التنسيق اللذى ماعرفنا غيره مقياس منذ نشاه الكون ولكنه خضع لرغبه عماد فى ان يخدم وطنه بابحاثه اللتى ستحقق اكتفاء مصر الذاتى من القمح ..
وتخرج عماد بامتياز ولم يعمل بالكليه لانه ببساطه ابن بقال وليس ابن الدكتور ثروت مهدى اللذى عين بتقدير مقبول كالعاده ولكنه من اولاد الدكاتره فيجب ان يكون دكتورا اماعماد فحسب القانون السائد فى الوطن امامه اختياران اما بقال فى محل ابيه وامامندوب مبيعات وكان الحل الثالث هو الاقرب دائما لنفسيه عماد المحطمه انه السفر الى بلاد النفط ....اتذكر وانا جالس معه اودعه قبل سفره كيف بكى وهو يحكى لى كيف اضطرالى تغيير بيانات بطاقته من مهندس زراعى اللتى كان يفتخر بها الى عامل بناء حتى يستطيع ان يستخرج الفيزا الحره .....بعد شهرين من سفره تلقى الحاج محمد العطاراتصالا من ابنه عماد وكان عماد يبكى بحرقه كما كان يبكى حين ضيع كتاب العلوم فى سنته الاولى فى المدرسه مما شطر قلب ابيه لنصفين وهو يساله :مالك يابنى ياحبيبى خير ان شاء الله ؟؟؟؟
عماد:بابا,,انا اتخانقت مع الكفيل بتاعى وانا دلوقتى فى مخفر الشرطه ..
الحاج محمد مذعورا:ليه بس كده يابنى انت رايح تاكل عيش ولا رايح تتشاكل ؟؟
عمادوهو يبكى وقد احس بالظلم اكثر من موقف ابيه اللذى يعاتبه قبل ان يعرف السبب:بيقولى خد يامصرى يابن الكلب ,,,,قلتله اهو انت اللى ابن ستين كلب ...مسكنى هووالعمال وكان منهم مصريين كمان .....صمت قليلا وهو ينهنه واكمل:خدونى على الشرطه هنا بقالهم يومين بيضربوا فيا ويقولولى جاى تاخد فلوس اسيادك وكمان بتتشرط يامصرى ياكلب يابن الكلب ...انت ماتستاهلش النعمه اللى ملايين من اللى زيك بيحلموا بيهاوموجودين فى بلادنا عشانها انت هتترحل لبلدك احنا مش ناقصين زباله ...
الحاج محمد وقد استرد انفاسه :طيب الحمد لله يابنى انهم هيرحلوك غيرك بيفضل فى السجن سنين محدش بيعرف طريقه دى بركه دعاء امك وخيرها فى غيرها ...
رجع عماد واقمنا له حفله رجوع فى غرزه عماشه ثم بعد اقل من 4 اشهر انقطع عنا وسمعنا انه سافر هذه المره لليبيا ..
بعدشهرين من سفره دق جرس الهاتف المحمول فى جيب الحاج محمد وكان الرقم من ليبيا وكان عماد على الخط يصرخ قائلا :الحقنى يابا انا فى السجن ...اتخانقت مع الرجل الليبى اللى شغال معاه ...
الحاجمحمد :ليه بس تاااااانى ياعماد يابنى ده انا ماصدقت لميت تمن السفريه دى بعدماسددنا ديون الاولى ...
عماد:اختلف معايا فى الحساب ولما اشتكيته فى القسم قالى الظابط بتشكى سيدك يامصرى ياكلب يابن الكلب ...وحكموا على ب3 شهور وغرامه بتهمه اهانه مواطن ليبى وتكديرصفوه وهيرحلونى بعدها ..
فى منفذ السلوم بعد 4 اشهر كان عماد من ضمن المرحلين وقد نمت لحيته بكثافه وعدم اهتمام وطار ماتبقى من شعره وفقد اكثر من ربع وزنه ...كان هناك ظابط حرس حدود مصرى يصرخ فيهم قائلا :انتم مصريين انتم ...انتم كلاب ولاد كلب فضحتوا البلد ...
وهنالم يحتمل عماد واخذ يصرخ وارتمى على الارض مثل الصريع ويقول بلا توقف:انا مش مصرى...انا مش مصرى ...انا مش ابن كلب وظل يقولها حتى وقع مغشيا عليه .
لم يعد عماد ابدا لقعدتنا اللتى اصبحت متقطعه على الغرزه وانشغل كل واحد بمحاوله عيش يومه حتى جائنى الخبر من صديق مشترك لنا :عماد غرق فى البحر فى مركب من مراكب الموت الاسبوع اللى فات هو و40 شاب مصرى قباله سواحل ايطاليا اللى كانوا بيحلموايوصلولها واتدفنوا فى البحر .....
حدعرف يعنى ايه كلمه وطن ؟؟؟



#احمد_العتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الخيبه والنهضه والسد .
- ماذا بعد ان نتمرد ؟
- الارهاب ضد عبدالودود.
- من اوراق محامى .
- سوريا ...ثوره ام مؤامره؟؟
- تمكين وزارى للاخوان .
- مقاومه الكهنوت الاسلامى .
- يوميات محامى حر...قصه قصيره
- الاخوان..تنظيم ضد الثورات .
- قابلت التحرير فى طره .
- العجوز وبدله الرقص الحمراء...قصه قصيره
- ضد الاخوان...معارضه ام مقاومه ؟
- هات عينيك...قصه قصيره
- الاخوان ...تنظيم ضد الشعوب .
- وطن يذبح العصافير ....اهداء لشهداء الاولتراس
- سليمان خاطر....قصه قصيره


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد العتر - تاملات حول الوطن .