أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العتر - وطن يذبح العصافير ....اهداء لشهداء الاولتراس















المزيد.....

وطن يذبح العصافير ....اهداء لشهداء الاولتراس


احمد العتر

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


ويوم ماابطل اشجع هكون ميت اكيد .....
من اهازيج الاولتراس
المشهد الاول :
كان القطار ينهب الارض بسرعته البطيئه وصوته العالى اللذى يغطيه غناء وتصفيق مجموعه من الشباب تحتل ثلاث عربات من القطار ويرتدون التىشيرتات الحمراء ويغنون باغانى تختلط فيها الثوره بالكره بالحب فى تناغم جميل كاللذى صنعه هولاء الشباب فى الكره بمصر منذ ظهورهم ودورهم الاكبر بعد الثوره..انهم انياب الثوره هم ورفاقهم الفرسان البيضاء كان الجميع منشغلا بالهتاف : حريه...حريه .هذا الشاب العشرينى الوسيم تبدو عليه ملامح الانزعاج وهو يمد راسه خارج شبابيك القطار محاولا سماع صوت محدثه على الموبايل من الطرف الاخ منشغلا عن الصخب اللذى يحدثه اصحابه فى غنائهم وتهليلهم .....
الشاب :انتى ازاى تنزلى امبارح من غير ماتكلمينى ...انتى مش عارفه انى فضلت قلقان طول الليل عليكى ومش قادر اتكلم فى البيت لحد من اهلك يردوا عليا والوقت مش مناسب ..ازاى تحطينى فى موقف اللى خايف عليكى وعاجز عن مساعدتك الشعور ده بيقتلنى ...انا اكبر منك بسنه لكن حاسس انك بنتى وانك ملزومه منى ...هيام ارجوكى .
هيام "متزعلش ياعمر انا اسفه انا كانت معايا ماما وقررت النزول بسرعه ومعرفتش اكلمك اقلك ومكنش ينفع اكلمك وهى معايا. عمر:انا عارف انك بتلمحى انى لسه صغير وانى مقدرش اصارح اهلك بحبنا بس انا عندى 20 سنه وقدامى سنتين واتخرج .نتخطب السنتين دول... وانا نويت اجى اكلم باباكى ومن بكره وكنت ناوى اتصل بيكم لما ارجع القاهره
هيام:انت سيد الرجاله ...انا مش عايزه اجبرك على حاجه انت مش مستعد لها
عمر:ازاى تقولى كده انت املى فى الدنيا دى ومش هعيش غير معاكى .
ضحكت هيام فى دلال وقالت هتعدى عليا اشوفك من البلكونه قبل ماتدخل بيتكم ...انت هترجع امتى
عمر :هنروح بعد الماتش على طول على الساع 10 كده ..هنكون فى القاهره على 11 ولا حاجه
هيام :ربنا يجيبك ليا بالسلامه ..خلى بالك من نفسك ...لا اله الا الله
يرد عمر وهو يغلق السماعه وهو لايكاد يسمعها :محمد رسول الله
شاب اخر فى اخر العربه وان بدا اكبر قليلا سنا يتكلم فى موبايله وهو يقول بصوت عال من الغضب ومن الضوضاء بجواره :يعنى المتعه الوحيده اللى فى حياتى عايزه تحرمينى منها يا ايمان ...الكوره هى حياتى والاهلى هو عشقى وماتشاته هى الوقت الوحيد اللى بحس انى عايش ...انا مش مقصر فى حقك ولا حق بنتنا كريمه بس انا كمان ليا حق
ايمان :الوقت اللى انت بتضيعه مع اصحابك وانت فى ماتشات الاهلى انا وبنتك اولى بيه انت طول النهار فى الورشه وطول الليل على التاكسى ومش بنلحق نشوفك .لم يرد .
ايمان:طيب انت جاى امتى يا مصطفى؟
مصطفى :انا جاى ان شاء الله بعد الماتش هجيبلك الشاورمه اللى انتى بتحبيها وياريت تجيب للبنت من عندك من بورسعيد بيجامات صغيره هتلاقيها احلى وارخص ...واكملت فى دلال بس متنسانيش .
مصطفى :ده ظنك فيا يا ام كريمه يا عسل انتى احلى بيبى دول لاحلى ايمان فى امبابه تما .
انهت المكالمه وهى تضحك بدلال وفرحه
بجانبه كان كريم وهو شاب لم يكمل السادسه عشره وكان يسافر خارج القاهره لاول مره بفضل صديقه مازن وقدرته الفائقه على الالحاح على والده المهندس الصارم رافت ثابت ولكنها قدره صديقه على الاقناع .الم يقنعه انه فى هذا السن ممكن ان يكون له صوت مؤثر عندما نزلا معا فى 25 يناير فى بدايه الثوره فى مظاهره دار الحكمه
مازن:اى خدمه ياعم كريم ...عد الجمايل دى اصاحبى
كريم :انا مش عارف ابويا وافق ازاى على السفريه دى وبعدين لما انت خليته يوافق انا امنت بيك خلاص انا مش عارف انت ازاى اقنعته بحوار الاولتراس ده
مازن :على فكره انت والدك راجل متفتح وعارف ان اللى انت فيه ده شيىء جميل وطبيعى لسنك بس انت مش عارف تعرض فكرتك كويس
اطلق القطار صفاره طويله وهو يتاهب للدخول الى محطه بورسعديد...ثم توقف القطار قبل نحو 800متر من المحطه وصعد ضابط بكاب احمر يطلب منهم النزول وهناك باص مخصص لاخذهم الى الاستاد تحت حمايه الجيش وهنا صاح الكابو بمرح :احنا جايين بورسعيد ولا تل ابيب يلا يارجاله معايا ...وانطلقت الاغانى الحماسيه المميزه لالولتراس اهلاوى اللذى يزور بورسعيد ليكون مع فريقه فى مباراته ضد المصرى فى ستاد بورسعيد .
المشهد الثانى :
محطه رمسيس فى يوم المباراه ليلا:
امتلات المحطه فى ذلك اليوم بمصر كلها اتت تنتظر ابنائها اللذين ذبحوا باستاد بورسعيد ...عصافيرهم الصغيره اللتى كانت تنشد فىالاستاد ليتمتعوا بالمتعه الوحيد من حياتهم المضطربه بسبب عيشهم فى بلدهم المضطرب اللذى لايخجل من ذبح العصافير الصغيره امام الكاميرات وعلى الهواء مباشره ...كانت الدهشه والغضب على جميع الوجوه وفى الكافيتريا كانت القنوات تتسابق فى الحصول على السبق هذه الليله وكان اسماء الضحايا اللذين تفترش جثثهم العاريه الداميه استاد بورسعيد وقد كانوا يرجونه رجا باصواتهم وتشجيعهم منذ اقل من ساعتين ....كانت تتشبث بالامل بان لا تسمع الاسم اللذى اتت لتطمئن عليه ...كانت هيام ترتعد تتصل بعمر للمره الالف تقريبا تبعث له بى بى ام بجنون :انت فين....انت فين ....الاف المرات من انت فين؟؟؟انه حياتها وقد اخبرها انها حياته فلا يمكن ان يخون وعده ويرحل من دونها ....كانت الاسماء تقرا بطريقه اليه من المذيعه اللتى تضع اطنانا من المساحيق وصوتها المعدنى يطلق احكام الاعدام فى وجه عشرات الاسر المصريه ...تسمع المذيعه :كريم رافت ثابت ....مازن على السباعى ....تسمع مزيدا من الصراخ والاغمائات حولها فى كافتيريا المحطه وتتشبث بالامل فى ان لاتسمع اسمه وان تراه ثانيه ولو لمره واحده ...لا يستطيع ان يموت الان انه مازال صغيرا جدا ...ثم انها لم تصالحه بعد لقد كان زعلان منها وهو يكلمها من القطار عصر اليوم ...تركز اكثر على الاسماء ...المذيعه تحولت الى ملاك للموت بجناجه الاسود وريشه الذهبى الضخم صوتها يزداد عمقا وكانه اصبح صوت القدر:مصطفى محمد خليفه وسمعت صرخه من المراه اللتى كانت بجوارها وتعلقت ايديهما ببعضها فى امل مشترك تهاوى بالنسبه الى رفيقتها اللتى انهارت وهو تكرر :ياميله بختك ياايمان ...ياميله بختك ياايمان
مرت الثوانى بالنسبه لها كانها سنوات ...اخرجت الموبايل تكلمه للمره الالف منذ ان انتهى هذا الماتش الملعون وشاهدت وهى تكاد تموت من الخوف الجماهير وهى تتجه ناحيه المدرجات اللتى يشغلها عمر وجميع رفاقه من الاولتراس ثم رأت الشرطه وهى تنسحب فى صمت وخنوع يعرفه كل من كان فى الثوره ويعرف انه وراءه حتما مجزره ستحدث ...وبدأت الانباء ترد عن القتلى ...اهذا حقيقى .....قطع حبل تفكيرها عزرائيل وهو يذيع فى التلفاز من قبضهم :عمر على الجبالى ......وعندما سمعت اسمه احست ان قلبها كانه فقاعه وانفقأ ...انهارت على الارض وهى تغرق فى الظلام ومن بعيد فى مؤخره المشهد يرتفه صوت حماسى يغرد(ويوم ماابطل اشجع هاكون ميت اكيد )
النهايه



#احمد_العتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان خاطر....قصه قصيره


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العتر - وطن يذبح العصافير ....اهداء لشهداء الاولتراس