أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - انتفاضة في تركيا














المزيد.....

انتفاضة في تركيا


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ عدد من اليساريين الثوريين الأتراك اعتصاما في ساحة تقسيم في قلب مدينة اسطنبول قبل أيام للاحتجاج على مشروع يتمثل في اقتلاع أشجار وإقامة مشروع تجارى في المكان وعندما فضت قوات القمع التركية الاعتصام بشراسة صرخ المعتصمون في وجه قوات القمع "أخرجوا هراوتكم، رشونا بالغاز، المقاومة ليست في تقسيم وحدها، إنها في كل مكان".
وفعلا سرعان ما تحول الاعتصام إلى انتفاضة عمت معظم مدن تركيا وقراها وارتفع سقف المطالب الاجتماعية والسياسية لكي يبلغ المطالبة باستقالة أردوغان الذي تم وصفه بالمستبد الديني الذي يعمل على أسلمة المجتمع والدولة وتفقير وتجويع الكادحين لصالح حفنة من سماسرة المال و الأعمال وبيع تركيا إلى الامبرياليين الأمريكيين والأوربيين .
قاوم المنتفضون بشجاعة مستعملين الحجارة والزجاجات الحارقة وأقاموا المتاريس في الشوارع مستنبطين وسائل لحماية أنفسهم من الغازات وعرقلة تقدم قوات القمع بينما استعملت الأجهزة البوليسية الهراوات وقنابل الغاز ومدافع الماء الساخن و الرصاص المطاطي .
كانت المواجهات التي انطلقت في البداية في مدينة اسطنبول حامية الوطيس مما جعل الرئيس التركي يصرح قائلا : إن المظاهرات وصلت إلى حد لا يطاق أما رئيس وزرائه فبدا مصمما على إغراق المنتفضين في الدم متوعدا : "السلطة كانت في ساحة تقسيم أمس، وستبقى فيها اليوم وستكون أيضاً غداً لأن ساحة تقسيم لا يمكن أن تكون مكاناً يستطيع المتطرفون أن يفعلوا ما يشاؤون فيه"، و لكن إرادة كادحي تركيا كانت أقوي من إرادة الجلاد رجب طيب أردوغان مجبرة قوات القمع على الانسحاب من الساحة وسط أهازيج المنتفضين و فرحتهم .
وعندما انتشرت شرارة الانتفاضة في طول تركيا وعرضها بدا الجلاد يتراجع مصرّحا "نحن لا نقطع الأشجار بل نقتلعها فقط وسنغرسها في أماكن أخرى" متجاهلا أن الأمر لم يعد يتعلق بأشجار مقطوعة بل بدماء عدد غير محدد حتى الآن من الشهداء وآلاف الجرحى و المعتقلين. وكعادة اليمين الديني في كل مكان حاول اللعب على وتر الإيمان و الهوية فقد كان يريد بحسب ما صرّح به إقامة مسجد وثكنة عثمانية مكان الأشجار المقطوعة .
مدينة اسطنبول التي انطلقت منها الانتفاضة التركية معروفة بمقاومتها للرجعية سواء كانت ليبرالية أو دينية وفيها سقط عدد من الشهداء الشيوعيين بمناسبة إحياء ذكرى أول ماي قبل سنوات وخلال عيد العمال هذا العام جرت فيها مواجهات دامية أيضا كما أن تركيا كلها تمتلك تاريخا زاخرا بالكفاح والمقاومة و لها قادة تاريخيون ومنهم شهيد الشيوعيين والكادحين الأتراك إبراهيم كايباكيا، وهناك مجموعات مسلحة ثورية تركية وكردية وعربية واتحادات عمالية وشبيبية ونسائية قوية وقد أعلن الإضراب العام لمدة يومين في رد مباشر على الجرائم المقترفة ومنها قتل شاب بالرصاص في مدينة هاتاى ودهس آخر بسيارة في اسطنبول بينما حصل اشتباك مسلح بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني و الجيش التركي في سلسلة الجبال الواقعة على الحدود التركية العراقية.
على صعيد الاقتصاد كان للانتفاضة التركية تأثيرها السريع إذ سجل انخفاض حاد في بورصة اسطنبول وصل إلى 10.5% كما سجل هبوطٍ في سعر الليرة التركية، وصل إلى نحو 16 %وألغيت العديد من حجوزات السوّاح، علما أن تركيا يزورها سنويا حوالي 30 مليون سائح ويشغل قطاع الخدمات فيها ما نسبته 33.7% من مجمل القوى العاملة، ويساهم بما نسبته 58.5% من الناتج القومي الخام، بينما يعمل في قطاع الصناعة ما نسبته 20.5% من مجمل القوى العاملة، ليساهم بذلك بنحو 29.5% من الناتج القومي فقط. وهو ما يشير الى هشاشة ما يسمى المعجزة الاقتصادية التركية القائمة في جوهرها على حساب شقاء الكادحين و معاناتهم .
أما على الصّعيد السياسي فيلاحظ سرعة التصدع بين اليمينين الديني والليبرالي ممثلين في حزب العدالة و التنمية و الحزب الشعبي الجمهوري و تبادل التهم بينهما كما يلاحظ "القلق" الأمريكي والأوروبي مما يجري فتركيا تمثل حليفا استراتيجيا وعضوا مهما في حلف الناتو وبالتالي قاعدة متقدمة في الصراع مع روسيا والصين بالإضافة إلى دورها في إعادة رسم خريطة الوطن العربي وهو ما ترجمته عمليا خاصة في ليبيا وسوريا في تحالف متين مع الرجعية الخليجية وهي تمثل الآن سندا لليمين الديني الحاكم في بعض الأقطار العربية و من بينها تونس، كما أنها لا تزال تحتل أرضا عربية وهى لواء الإسكندرونة.
إنّ ما يجرى الآن في تركيا يبين إلى أيّ حد يمكن أن يستعمل اليمين الديني "الديمقراطية" لقمع الكادحين وخدمة الامبريالية غير أن الأهم من هذا هو الموجة الثانية من الانتفاضات التي بدأت ملامحها في التشكل و التي تستهدف اليمين الديني بعد أن استهدفت الموجة الأولى اليمين الليبرالي وإذا ما تطورت هذه الموجة فإنها يمكن أن تشكل تقدما كبيرا في اتجاه الثورة في الوطن العربي وتركيا وبلدان محيطة أخرى وهو ما سيساهم في التأثير على مجرى التغيير الثوري في العالم برمته .
انتفاضة في تركيا / جريدة طريق الثورة / عدد جوان 2013



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس أول ماي / جريدة طريق الثورة
- تونس : ماذا يحدث في جبال الشعانبي ؟ افتتاحية جريدة طريق الثو ...
- بيان حول الاعتداء الصهيونى على سوريا
- بيان : حول الحملة الموجهة ضد المناضل منجى الرحوى
- المكناسي تقاوم و تنتصر.
- حول طبيعة المجتمع و الثورة في الوطن العربي .
- جهاد النكاح أو الدّعارة المقنّعة
- افتتاحية عدد شهر افريل من جريدة طريق الثورة .
- اليمين الدّيني و المرأة .
- المرأة الكادحة في تونس
- افتتاحية جريدة طريق الثورة / مارس 2013
- حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا
- الريف التونسي : افتكاك الأراضي وسرقة المواشي
- بيان حول اغتيال شكرى بلعيد
- سقط حكم مبارك يسقط حكم المرشد .
- عن الجبهة الشعبية التونسية
- 14 جانفي فى تونس بين الأسطورة و الواقع
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة ( جانفى 2013 )
- اضراب عام في الحوض المنجمى
- جني الزّيتون : هذا ما جناه المعطّلون !!


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين في تونس - انتفاضة في تركيا