حزب الكادحين في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تخصّص جريدة طريق الثورة هذا العدد لانتفاضة 17 ديسمبر في ذكراها الثانية محاولة النظر في هذا الحدث المهم في تاريخ شعبنا الذي أحاط به و لا يزال جانب كبير من الخداع و التزييف و التمويه و كان الغرض من ذلك طمس معالمه الثورية والاستعاضة عنها بما يناسب الخطة الأمريكية الكبرى الهادفة إلى رسم خريطة جديدة للوطن العربي تكون فيها الغلبة للطائفية و الجهوية و العشائرية أي تمزيق الأمة العربية و قطع الطريق أمام وحدتها وتحرّرها .
لقد وظّفت الامبريالية لبلوغ هذا الهدف رئيسيا اليمينين الديني و الليبرالي و وجدت في خزائن إمارات الخليج أفضل تمويل وعندما لم تستطع بلوغ هدفها بالوسائل السلمية استعملت طائراتها و بوارجها ودبّاباتها فسقط مئات الآلاف من الشهداء العرب في أقطار عديدة و دمّرت مدن عربية على رؤوس أصحابها و لا تزال المعركة مستمرة لتنفيذ الخطة الأمريكية كاملة أو إفشالها و إلحاق الهزيمة بأصحابها.
و من هنا فإنّ الانخراط في الخطة الأمريكية بوعي أو بدونه سوف تكون نتائجه كارثية على المدى الاستراتيجي إذ سيجلب معه سنوات طويلة من القهر والعبودية و التقاتل المذهبي و الطائفي و لن يجني منه الكادحون غير العذاب و المآسي .
لهذه الاعتبارات نبّه حزب الكادحين إلى ضرورة الاتحاد على قاعدة الثورة و نبذ أوهام الديمقراطية الأمريكية و تركيز النظر على حل المعضلات الوطنية و الاجتماعية و الديمقراطية من موقع الشعب و مصالحه الإستراتيجية لا من موقع الحسابات الفئوية الضيقة التي لا يحركها إلا اللهث وراء فتات الموائد الامبريالية بحثا عن المغانم و لو كان ذلك على حساب الكادحين وآلامهم ومعاناتهم .
إنّ فهم الانتفاضة التونسية جزء من فهم الانتفاضات العربية كافة و مساهمة في استقصاء و استقراء الوضع العربي و تحديد علمي لمهماته الثورية و هو ما لا يمكن أن يتم دون نقاش واسع و شامل، و على شتّى المنابر الثورية أن تفتح أبوابها و نوافذها أمام مثل هذا التحليل و النقاش الذي لا تفعل جريدة طريق الثورة أكثر من إثارة جزء من مواضيعه ومشكلاته وتقديم بعض المساهمات الأولية حوله فسيرورة الانتفاضة لم تنقطع و التحليل يجب أن يرافقها فلا حركة ثورية دون نظرية ثورية و سيظل تغيير الواقع في اتجاه التقدم مطلب الكادحين و حلمهم الدائم .
#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟