أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - الجمال والايروس والحياة














المزيد.....

الجمال والايروس والحياة


نبيل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


ا
أرى، أسمع، أشم، ألمس، أذوق، كيف، وأين تُمزج الحواس؟ عصارات الحياة وخمور الجمال. أهي التي يسمّونها((الكلّيّة))؟التي يتعهّد معملها السرّيّ بمعاملة وبمعالجة موارد الحواس اليها. أرى وجهاً جميلاً، أسمع نغماً ساحراً، أشمّ وردةً فواحةً، أصافح صديقاً حميماً، أشرب عصيراً لذيذاً. أقوم بكلِّ ذلك بين الحين والحين، إلاّ أنّني نادراً ما يتاح لي أن أمارس كلّ ذلك، في الوقت ذاته، في حالة واحدة بذاتها. وحدها حالة العشق! مع حبيب حميم، تنصهر فيها كلّ تلك الأفعال وتمتزج في لحظة واحدة وفي حالة واحدة. نَرى ونُرى، نَسمع ونُسمع، نَشمّ ونُشمّ، نَلمس ونُلمس، نَذوق ونذاق، كلّ ذلك يحدث معاً، في لحظةٍ خارقةٍ ومتكثفةٍ، تنهمك فيها ذاتان حتى الأنصهار. وأكثر من ذلك فكل حاسة لا تتعامل مع الذي أمامها فحسب، بل تستدعي كلّ ما أختزنته ذاكرة الحاسة في تاريخها الخاص، من خبرات سابقة معيشة ومتخيّلة. ياه! ما اكثر ما يحتشد من عناصر الكون في هذه اللحظة الكونية الخَلْقِيّة، وما أكثر الأشواق المتراكضة الى بؤرة التحقّق هذه. أليس التواصل بين الرجل والمرأة، هو سرّ أسرار الكون، ونقطة الخلق التي تسعى اليها كلّ مواد الوجود؟ لحظة عبور وارتقاء من حالة المادة الى الحالة الحيّة.
عندما يمسك الرسام ريشته محاولاً إقتطاع الجمال الكلّي في منظرٍ، يقصر عمله عن إستحضار الكلّي في الجزئي. وعندما يستجمع المغنّي كلّ عذوبة صوته، لتضمينه حالة الحبّ يفشل في تقديم الكلّي المتعدّد في المتتابع من النغم. حتى الوردة يخيب مسعاها في تحقيق ذلك الاقتراب من الجمال الكلّي الحميم. وما العسل إلاّ لعقة لذّةٍ عمياء بكماء!. ولا ينجح المثّال مهما جسّد من مثال للأكتمال في صنع الجمال الكامل. تبقى فنون المسرح والسينما هي الأكثر مقاربة لتمثّل اللحظة الجمالية، لما يحتشد فيهما من حضور العنصر البشري، كأحد أهمّ مقومات العمل الفني. من هنا نستطيع الأمساك بخيط الحياة والجمال، فالأنسان والعلاقة الأنسانية، ولحظتها القصوى علاقة الرجل والمرأة، هي كلمة السر لفهم الجمال كتعبير عن نزوع الحياة الى التحقّق المنفلت من أسر المادة الميتة، ومسار كلّ الأشواق وهي تدور في مدار متكوّر حول لحظة العشق. هذا التوق الذي يصطحب معه كلّ مقتنيات كلّ الحواس، ويمزجها بكلّ ذاكرات الفرد والنوع، ويستعين بكلّ التمثيلات الفنية لينصهر الجمالي بالعشقي في لحظة الأحتفاء الكوني بالحياة!. كم هي فائقة الذكاء هذه الحياة التي توظّف كل عناصر الكون، في تشكيل جمالي يثير ويُلهب كافة أعضاء العشق! لكي تستمر في جهدها المثابر الدؤوب، الذي يقضم في كلّ لحظة من جرف الكون، ويحيل مواده الميتة الى حياة أكثر وأكبر وأعمق!. هل هي اللحظة الأيروسية؟ التي تستعين بها الحياة لأستدراج الوجود الميت، الى اللحظة الجمالية ومنها الى لحظة الخَلْق عبورا الى الحياة. الحياة هذا التكثّف المذهل للكون. النقطة التي يسقط فيها الوجود الميت في شرك الحياة!، ليقوم حيّاً.وكأن الجمال يستدرج الوجود الميت، الى معمل((الكلّيّة))الحيوي، لينفخ العشق فيه الحياة!



#نبيل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردوس البشري
- السماء في مدينتي
- الشاعر والبحر وقصيدة
- ذات مجزرة وقصائد أخرى
- خمس قصائد
- الطاعنون في العشق
- سبع قصائد قصار
- ثلاث قصائد وحريقٌ واحد
- بعضكِ كلّي وكلّكِ المحالُ
- النهر الخفّي
- لكي لا ننسى أنّنا ننسى !
- سيدوري، زيديني خمراً !
- هزيع الجمر الأخير
- إثْمُ السؤال
- رزايا الحكمة المتأخرة


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - الجمال والايروس والحياة