أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - الفردوس البشري














المزيد.....

الفردوس البشري


نبيل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 07:18
المحور: الادب والفن
    


ليس بكاءاً كالبكاءْ
والدموعُ أضواءُ شمعةٍ
تمسح وجه ليل عجوز
ماسةٌ تشعّ
كقلبٍ يخفق في شُرْفة عشقٍ وليدْ
في خرائب عالمٍ يمضغ الرمادْ
لم يفْلتْ منه سوى بحّار
يقطع البِحارْ
منذ عصور ما قبل التوطّن
يقوده بريقُ عينين بلون البحر والسماء
لمْ يعْرفْ وطناً
نجا من قسوة الأرْض
ومن تعاسة المكوث في بقعةٍ متوحّشةٍ
أسْلمَ نفسه الى جسد الماءْ
وتموّجات الشوق الشهيّة
لمْ يُلْقِ مرْساته في أيّما ميناءْ
فالسحْر كان يُبثّ من فنارات ليلية بعيدة
باتجاهٍ معاكسٍ لفنارات صيّادي البحارْ
كأنّما كان ما يزال مربوطاً الى رحِمٍ أبدي
يحاذي السواحل
ويستدير قافلاً الى أعماق البحارْ
لم يولدْ ليمشي على قدمين
وليس سمكة ليغوصْ
هكذا هو مُعلّقٌ وعالقٌ في المابين
يدورُ ويدورُ
لم يعْرفْ حرائق اليابسة
يظنّ الدخانَ البعيد
المنبَعث من هناك حفلةَ شواءْ!
فلم يجرّب في حياته
سوى اشتعال وحيدْ
في قلبه
مشدوداً بشعاع سحْرٍغريبْ
يقودهُ من بحر الى بحر
لمْ يدخل قارّةً
ولمْ يأْو الى بلدٍ
لمْ يذقْ طعم اليابسة
كان يسافرمن قلبه الى قلبه
يلوح شعاع السحْر بعيداً أحياناً
واحياناً يسطع في قلبه
لم يرَ في الآفاقْ
إلاّ قلباً كبيراً بإيقاعه
يضبط إيقاع دقّات قلبه الصغيرْ
مذ كنّا صغاراً
حذّرونا منها ولقّنوننا
لا تقربوا منها
إحذروا من تفاحة حوّاء الحمْراءْ
إحذروا من السقوط
إحذروا من بساتين التيه
لا تتركوا سفينة نوحْ
ولكنْ من يلجم الروحْ !؟
وتيقنتُ أخيراً
أنّهم يَرْوُونَ القصةَ معكوسةً
فالتفاحةُ تبقى في النهايةِ هي مُشْتهى البدايةِ
وكان الأنسانُ منذ البدايةِ
أشْطرَ من أنْ يتجنّب السقوط
في الفردوس البشري...!



#نبيل_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السماء في مدينتي
- الشاعر والبحر وقصيدة
- ذات مجزرة وقصائد أخرى
- خمس قصائد
- الطاعنون في العشق
- سبع قصائد قصار
- ثلاث قصائد وحريقٌ واحد
- بعضكِ كلّي وكلّكِ المحالُ
- النهر الخفّي
- لكي لا ننسى أنّنا ننسى !
- سيدوري، زيديني خمراً !
- هزيع الجمر الأخير
- إثْمُ السؤال
- رزايا الحكمة المتأخرة


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمود - الفردوس البشري