أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - -عرس لا كالأعراس-



-عرس لا كالأعراس-


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


إلى مليكة مزان التي قالت ذات يوم:"من الأشياء التي بحثت عنها و لم أجدها الحب"
أخيرا تقرر موعد العرس بعد انتظار طويل,فحضر المدعوون من كل صوب و حدب و من كل فج عميق,أغلب المدعوين من العشاق و المحبين.
بدأت أطباق المأكولات تأخذ مكانها فوق الطاولات المصطفة ومختلف المشروبات توزع,انطلق الغناء و الطرب و الرقص بعد أن فعلت بنت الكرمة في العقول فعلتها,فصرت لا ترى إلا أجسادا تتمايل كحقل سنابل هبت عليه ريح صرصر عاتية.
دخلت العروس في أبهى حلتها وجلست على الأريكة المخصصة لها على منصة ترتفع قليلا عن مكان جلوس باقي الحضور.
لقد انتظر الجميع أن يدخل معها زوجها آخذا بيدها كما يفعل الأزواج مع زوجاتهن ليلة الزفاف,لكن لا شيء من ذلك حصل,فسرت علامات من الدهشة و الاستغراب على الوجوه,انتظروا و انتظروا و لكن مكان العريس بقي شاغرا,فطفقوا يسألون بعضهم بعضا:
-أين العريس المحتفى به؟
تناهت همهمتهم إلى أسماع سلطانة تلك الليلة فأجابت:
-العريس مات.
ردد الجميع بصوت واحد:
-العريس مات؟! ولكن كيف؟
-العريس قتلته منذ زمان.حينها تدخل مدعوون آخرون,كان من بينهم الغدر و زوجته الخيانة و الجشع و زوجته "تمارة" و المال و عشيقته المهانة و "مكردول" و خطيبته الحقارة,والمشكل و زوجته و أمه و أخته المشكلة وهتفوا بصوت واحد:
-...ولقد شاركنا في تنفيذ الخطة
ثم أضافت نجمة تلك الليلة:
-العريس مات منذ أصبح الصداق بآلاف الدراهم و ليلة الزفاف تقام بالملايين.ثم علق المدعو المال:
-العريس كان حيا بينكم,حرا طليقا,حين كان المهر قالب سكر و سورة الفاتحة,عندما كانت المرأة تزف إلى زوجها محمولة على البغلة راضية مرضية بدون شروط مسبقة,العريس مات حين أضحت سيارة الليموزين متبوعة بأسراب السيارات و ضجيج منبهاتها الباعثة على الاشمئزاز هي وسيلة نقل العرائس,لما صار من أول شروط الزواج فيلا فاخرة و سيارة فارهة و حساب بنكي سمين.
حبيبته لم تقف موقف المتفرج,بل كان لها رأيها أيضا,فقالت متسائلة:
-لا شيء أصبح يربطكم بالعريس,فقرر أن يرحل,أو قل قررنا نحن قتله مادام لم يعد لوجوده معنى.
حضر كل شيء في تلك الليلة من مأكولات بمختلف التسميات و مشروبات متنوعة و فساتين مزركشة و أضواء و أجواق...كل شيء حضر إلا المعني بالأمر فما حضر!
بعد لحظت صمت سادت أثناء انهماك المدعوين بنهش ما لذ و طاب و شرب ما حلى و عذب,دخل على الجمع رجل نحيف,هزيل,مدرج في دمائه بالكاد يتحرك,دخل متثاقلا,متمايلا كالعربيد و مرددا بصوت أقرب إلى الهمس:
-مازال العريس حيا في بعض القلوب,مازال العريس حيا في بعض القلوب.
حينها تشجع مدعوون قليلون من بين الحضور كان من بينهم الصدق و زوجته الكرامة و الوفاء و محبوبته العزة و الإخلاص و خطيبته القناعة:
-يحيا العريس,عاش العريس.
وقتها أدركوا جميعا أن الرجل النحيل الذي دخل عليهم لم يكن سوى العريس الذي غدر به و تمت محاولة تصفيته فما مات,بل بقي حيا يصارع البقاء و لو في قلوب قلة قليلة,إنه الحب و علموا عندئذ أن تلك الزوجة الخائنة لم تكن سوى الكراهية.
في ركن من الساحة الفسيحة المخصصة للحفل كان يرقد طفل صغير,متعب,أرهقه السهر و طول الانتظار,بعد دخول العريس شرعت أمه الإنسانية تحاول إيقاظه:
-ضمير,ضمير,فق لقد حضر العريس أخيرا
- و من يكون يا أماه؟
-إنه الحب!



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أفضل كتاب أسوأ كتاب-
- أطباء آخر الزمان
- -تصريح بنفاق-
- الشيخ و الشيخة
- ما يهم المغربي و ما يقوله عصيد عن الدين؟
- جنون بسبب الأعداد
- علموا أبناءكم لماذا و كيف و علل جوابك؟
- منذ متى أصبح التعريبي يهتم بقضايا الشعب المغربي؟
- قراءة في رسائل أقصوصة-إضراب-
- -إضراب-
- من سخافات التعريبيين
- -لم أعد أستغرب- قصيدة شعرية تكريما للشاعر الكبير أحمد مطر.
- -فلاح اغتصبت أرضه-
- ما بعد -الشرعية-
- شهيوات مصطفى الخلفي:طاجين بالأرقام و البرامج
- تناقضات التعريبيين
- باقة من أقوالي(ج1)
- -باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة ف ...
- منذ متى أصبح ربيع الشعوب يهدد الأوطان؟
- حين صدق بن كيران و لا أحد أنصفه


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - -عرس لا كالأعراس-