أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - علموا أبناءكم لماذا و كيف و علل جوابك؟














المزيد.....

علموا أبناءكم لماذا و كيف و علل جوابك؟


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


كنا حينها تلامذة في الابتدائي,كنا نقرأ النص مرارا و تكرارا ثم بعدها يسألنا المعلم أسئلة الفهم,كنا نقفز من مقاعدنا و نتجه نحوه حتى قبل أن يتمم السؤال:
-أين و قعت أحداث القصة؟
-ساد أنا,ساد أنا,أنا وساد,أنا وساد.
-في سوق القرية.
-حسن جدا,كيف وجد العم هشام السوق؟
-ساد,ساد,ساد.
-وجده مكتظا بالمتسوقين.
-حسن جدا,متى عاد من السوق إلى بيته؟
تتكرر عبارة ساد ساد عند كل سؤال و تتكرر معها عبارة حسن جدا عند كل جواب.لم أكن أعرف لماذا كان يستعمل"حسن جدا"حتى و لو كانت المجيبة تلميذة؟
-عاد إلى بيته على الساعة الواحدة بعد الزوال.
-إلى أين ذهب بعد ذلك؟
-إلى المرحاض
-لماذا؟
ما أن يصل المعلم إلى سؤال "لماذا" حتى يتراجع الجميع و يتقوقع كل واحد منا في مكانه,كنا نجيب عن جميع الأسئلة بخفة و حيوية و نصيب الجواب ما عدا"لماذا",شخصيا كنت أكره كلمة"لماذا" و لحد الآن لا أعرف لماذا؟
لم يكن في بيوتنا مراحيض و لا كان في قريتنا سوق.يبدو أن واضعي الكتاب كانوا يتحدثون في القصة عن بوادي فاس أو مكناس أو الرباط...ولكن بالرغم من ذلك فلاشك أن العم هشام دخل إلى المرحاض لأحد أمرين إما لقضاء حاجته أو للوضوء,ما شأننا نحن و لماذا لماذا؟
مع ذلك لم أكن أدري مالذي كان يمنعنا من رفع الأصابع للإجابة,هل كنا نجهل الجواب رغم بداهته أم أننا كنا نخجل من قول الحقيقة؟ فقد علمونا أن كلمة خراء عيب,رغم أن كل الناس يخرأون,ومادام المرحاض هو مكان الخراء,فقد كان يتناهى إلى أذهاننا أن ما فعله العم هشام داخل المرحاض عيب لا يجب النطق به.
بعدها بسنوات صرنا في الإعدادي فأصبحنا نصادف في الامتحانات سؤالا يقول"علل جوابك" كنت أكره هذا السؤال مهما كانت إجابته بسيطة.
الآن أدركت السبب الذي جعلنا نكره لماذا و علل جوابك, السبب أن أولاد لحرام لم يعلمونا أن نبرر إجابتنا و نعلل مواقفنا و ندافع عنها بكل حرية وبأدلة دامغة,حرمونا من أم العلوم في الابتدائي و الإعدادي و ضحكوا علينا في الثانوي بدروس يتيمة,أولاد لحرام لم يكونوا هم معلمونا,بل مهندسو السياسة التعليمية الطبقية اللاشعبية الهادفة إلى تدجين أبناء الفقراء و ردهم أجسادا طيعة بيد الحكام.
كانت تروادنا مجموعة من الأسئلة عن الدين و اليوم الآخر و الله... و لا أحد منا كان يجرؤ على طرحها,لأن الأستاذ كان هو الآمر الناهي,كنت أتساءل مع نفسي مثلا,أين يوجد الله؟كيف هو؟يقول لنا الأستاذ الله أكبر,كيف حجمه إن كان أكبر من كل شيء,أكبر من الجبال,أكبر من النخلات الباسقات,أكبر من الأبراج المحيطة بإغرم...؟ما هو لون الجنة؟كنا نتصوره أخضرا و نجمع على ذلك..
لقد درسونا "نبيه هل تركنا العم هشام و ذهب"لم يكن في قريتنا شيخ باسم هشام و لا طفل باسم نبيه,ومن كان يتشجع حينها أن يسأل المعلم ما معنى نبيه؟ولماذا نبيه و ليس موحى؟
كان حدو و حدى و عسو و يدير وموحى... هي أسماء الشيوخ,أما أسماء الأطفال و الشباب فكانت سعيد,مصطفى,زيد,موحى... التي كنا هي الأخرى نجهل معانيها
كانوا يدرسوننا"لم لا تمر ألم تر الإشارة"كان ذلك في سن السادسة و لم أكتشف أضواء الإشارة إلا بعد العشرين من عمري,هكذا حاولوا أن يخلقوا منا أناسا مستلبين,بعيدين عن محيطهم و بيئتهم,فما نجحوا.
الآن اكتشفت أن نفس السياسة مازالت مستمرة,حيث مازال الناس يساقون إلى مراكز الانتخابات دون أن يعرفوا لماذا؟يصوتون ب"نعم"أو"لا"دون أن يعرفوا لماذا؟يهرولون نحو تقليد الشرقيين أو الغربيين و لو سألتهم فلن يعرفوا لماذا؟
أما أنتم هل تعرفون لماذا؟
لأنها نتيجة حتمية لسياسة الاستلاب و التعليب,ولأنهم لم يتعلموا في صغرهم أن يجيبوا عن"لماذا"؟



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ متى أصبح التعريبي يهتم بقضايا الشعب المغربي؟
- قراءة في رسائل أقصوصة-إضراب-
- -إضراب-
- من سخافات التعريبيين
- -لم أعد أستغرب- قصيدة شعرية تكريما للشاعر الكبير أحمد مطر.
- -فلاح اغتصبت أرضه-
- ما بعد -الشرعية-
- شهيوات مصطفى الخلفي:طاجين بالأرقام و البرامج
- تناقضات التعريبيين
- باقة من أقوالي(ج1)
- -باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة ف ...
- منذ متى أصبح ربيع الشعوب يهدد الأوطان؟
- حين صدق بن كيران و لا أحد أنصفه
- مات العيد,فمتى العيد؟
- و يستمر استحمار الشعب المغربي
- -نكافو للا الحكومة-
- مريدو بن كيران و شعار-دعه يعمل..دعه يمر-
- قل للبجيديين إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و أتباعكم
- فقط في أكادير
- بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - علموا أبناءكم لماذا و كيف و علل جوابك؟