أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى ملو - -باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة في أذهان الناشئة!














المزيد.....

-باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة في أذهان الناشئة!


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 07:05
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


التوقيت:السابعة مساءا وبضع دقائق.
المكان:قرب منتزه ثالث مارس بالرشيدية.
الحدث:أطفال أحد المخيمات يرددون رفقة مؤطريهم"باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا,باش كتمشي و ترسي بالصلاة على القرشي".
و أنا أتجول على متن سيارتي الفاخرة من نوع البيسكليت,استرعاني منظر أطفال في عمر الزهور,مصطفون في صف طويل,اعتقدت للوهلة الأولى أنهم أطفال
أحد القصور المجاورة جاؤوا رفقة أقاربهم للاحتجاج من أجل تحقيق مطالب ما,ولكن مع اقترابي منهم,اكتشفت بأنهم أطفال أحد المخيمات رفقة مجموعة من المؤطرين,يرددون شيئا لا أعرف أين أصنفه,هل هو نشيد ديني,أم أمداح,أم أشعار,أم ماذا؟والحقيقة التي أخفيها عنكم,أنه لا يمكن تصنيف ما كان يردده هؤلاء الأطفال إلا في إطار"الخرافة" و الطلاسم التي يتم تخدير عقول هذه الزهور بها,في أفق تحويلهم إلى مجرد أجساد يتم التحكم فيها بالخزعبلات و التعاويذ,وتعليبهم في شكل علب و بطاريات أدمية يتم شحنها بأفكار خرافية.
ما كان يردده هؤلاء الأطفال هو"باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا,باش كتمشي أو ترسي بالصلاة على القرشي",أليست هذه أكاذيب و خرافات لا يصدقها العقل و مع ذلك يتم شحن الأطفال بها في مثل هذه المخيمات التي تبين لي فيما بعد بأنها من تنظيم إحدى الجمعيات الإسلاموية؟بالله عليكم هل السفينة حقا تتحرك و تعمل بالصلاة على النبي أم بمكانيزمات و عمليات ميكانيكية و كيميائية معقدة؟كم ستكون صدمة هذا الطفل الذي يقتل فيه هؤلاء التخريفيون كل ملكة للإبداع و الابتكار و التفكير الصحيح و العقلاني عندما يكتشف حقيقة السفينة و كيفية اشتغالها و أنه كان يعيش في الوهم و يصدق أكاذيب الإسلامويين؟
استغلال براءة الأطفال لنشر الفكر الخرافي في المخيمات يتم بتواطؤ مع السلطات المعنية و بتحالف مكشوف من الدولة,التي تسعى جاهدة لخلق أجيال طيعة,منصاعة و مصدقة لخرافاتها,فالخرافة هي جزء لا يتجزأ من سر استمرار المخزن في الوجود إلى يومنا هذا,ففي الأيام الأخيرة فقط اعتقد الناس أن أرمسترونغ المتوفى هو أول زائر للقمر في حين أن أول زائر للقمر-في نظر والدتي و جيلها-توفي منذ زمان و هو محمد الخامس,كما تروج لذلك الخرافة المخزنية,هذه الخرافة التي حاولت جاهدا إقناع والدتي بزيفها,فلم أنجح في ذلك,لأنها تلقتها منذ كانت طفلة وما نتلقاه في الطفولة من الصعب أن تمحوه ممحاة,ألم يقولوا"التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"؟
هكذا إذن و بنفس المنطق يتم التعامل مع أطفال اليوم الذين سيصبحون رجال و نساء الغد,حيث سيصل بهم الأمر في يوم من الأيام,بعد أن يكونوا قد تعرضوا تماما و بشكل شامل لعملية غسل الدماغ,إلى حد تكفير و تخوين من يحاول تصحيح أوهامهم,كما يحدث الآن عند محاولة إقناع أطفال الأمس,بأن محمد الخامس لم يظهر في القمر و لا هم يحزنون و أن لا وجود لشيء اسمه البركة و غيرها من التخاريف.
تواطؤ الدولة ووزارة التعليم في نشر الفكر الخرافي و إشغال الناس بالأمور الأخروية حتى لا تبقى لهم دقيقة واحدة للتفكير في أمورهم الدنيوية,واضح من خلال البرامج التعليمية التي تضع نصب عينيها تدجين الناشئة و تحنيطها و إعدادها لتصديق كل ما يروج من خرافات و بالتالي جعلها تؤمن إيمانا عميقا لا يكدره مكدر بشرعية الوضع القائم و من ثمة عدم التفكير-مجرد التفكير-في تغييره,و يظهر ذلك بجلاء من خلال برامج تعليمية تشحن عقول الأطفال بأهوال القبور و العقاب الشديد و جهنم ويوم الحشر...وكلها أمور ميتافيزيقية لا يفهمون فيها شيئا و لن تنفعهم في شيء,لا بل تسبب لهم الذعر و الخوف و "تطير" النوم من أعينهم كلما تذكروا ما تلقوه في الفصل حول عذاب القبر و سعير جهنم و يوم يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم,وكل ما من شأنه وأد ملكة الإبداع لديهم,وزرع الخوف المسبق و الريبة و التردد و عدم الثقة في نفوسهم وتحنيطهم حتى يصبحوا مجرد أدوات طيعة بيد الحاكمين يفعلون بهم ما شاؤوا,متى شاؤوا و كيفما شاؤوا,لذلك فليس من مصلحة هذه الدولة محاربة الفكر الخرافي و الخرافيين لأنهما أساس وجودها و سر بقائها.



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ متى أصبح ربيع الشعوب يهدد الأوطان؟
- حين صدق بن كيران و لا أحد أنصفه
- مات العيد,فمتى العيد؟
- و يستمر استحمار الشعب المغربي
- -نكافو للا الحكومة-
- مريدو بن كيران و شعار-دعه يعمل..دعه يمر-
- قل للبجيديين إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و أتباعكم
- فقط في أكادير
- بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.
- لم تنتقدون الحكومة؟
- التعريبيون و اللعب بالنار
- صدقت النبوءة
- الشجرة التي حاولتم اغتيالها لم تمت,فلا تفرحوا
- مسيرة بالآلاف و قصة صاحب سيارة-كونكو-
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام
- -إميضريسطين-
- متى -تفيقون- بأن الشعب-عاق أو فاق-؟
- جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطال ...
- ردا على العثماني بخصوص -المرجعية الإسلامية-


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى ملو - -باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة في أذهان الناشئة!