أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.














المزيد.....

بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 17:21
المحور: الادب والفن
    


مقتطف من مجموعتي القصصية"سيزيفيات" التي لم تر النور بعد.
أنهى لتوه قراءة مؤلف البؤساء للأديب الفرنسي فيكتور هيكو,فمنذ سن مبكرة و تحديدا عندما كان تلميذا في الثانية إعدادي و هو يمني النفس أن تتاح له الفرصة للإطلاع على هذا المؤلف الذي كان يتكرر ذكره على لسان أستاذ اللغة الفرنسية في كل لحظة و حين,لم يكن حينها متأكدا إن كان أستاذه نفسه قد قرأ هذا الكتاب أم فقط سمع عنه أو اكتفى فقط بقراءة ملخص له,لم تكن حتى هذه الأسئلة تراوده,بل لم تكن تهمه البتة, كان كل همه هو أن يبتسم له الحظ يوما لقراءة هذا الكتاب,وليس إصراره ذاك و تحمسه بنابعين من فراغ,فقد كان يعتبر نفسه جزءا من هؤلاء البؤساء,بل الأكثر من ذلك,فقد كان يتمنى أن يصير يوما أديبا أو كاتبا متحدثا باسمهم,معبرا عن همومهم,آلامهم و آمالهم,رسولا منهم و إليهم,منافحا عن حقوقهم,ماسحا لدمعة كل شقي بئيس,كل عامل كادح,كل فلاح مقهور,كل معوز يعيش شظف العيش.
أنهى"البؤساء" و تساءل بمرارة و غصة,بعد أن خاب أمله,هل هؤلاء هم البؤساء بالنسبة لك يا فيكتور هيكو؟ماذا لو علمت ما يشكوه البؤساء الحقيقيون في و طننا هذا؟
أكيد لو علمت نزرا يسيرا من معاناتهم لاكتشفت أن من أسميتهم بؤساء و اتخذت من اسمهم عنوانا لكتابك,لاكتشفت أنهم في الحقيقة أسعد السعداء,أو على الأقل لبحثت عن صفة أخرى تصبغها عليهم بدلا عن"البؤساء".
ثم واصل أسئلته المحيرة مخاطبا نفسه"كيف لأديب كبير أن يغفو و يسقط في هذه الهفوة؟",ولكنه سرعان ما عاد إلى صوابه أو عاد إليه صوابه وسرعان ما توصل إلى الجواب الشافي لسؤاله,بعد أن أقنع نفسه أن أديبا مبتدئا مثله لا يمكنه أن يصحح أخطاء أديب كبير من حجم فيكتور هيكو,وبعد أن أقنع نفسه كذلك بأن هذا الأديب الكبير لا يمكنه أن يسقط في هذا الخطأ الشنيع و بتلك السهولة التي تصورها في بداية الأمر,فأردف قائلا:
"لا...لا...,لا يمكن لفيكتور هيكو أن يعتبر السعيد بئيسا,ليس من السهل أن يقع في هذه الغفوة,أولئك الذين تحدث عنهم,بؤساء حقيقيون,بؤساء فرنسا,بمعايير فرنسية,أو بمعيار فيكتور هيكو الفرنسي على الأقل,وهؤلاء؟هؤلاء بؤساء مغاربة,بمعايير مغربية,أو بمعياري الخاص على الأقل,وقد يأتي من يقرأ قصصي هذه فيعتبرهم غير ذلك,وقد يأتي من يتساءل هل هؤلاء هم البؤساء؟ماذا لو علمت عذابات و آلام و شقاء البؤساء الحقيقيين؟"ثم أضاف:
"نعم...نعم,إن هذه نماذج فقط لبعض البؤساء وأنا أعلم علم اليقين,أن هناك أشخاصا أشد بؤسا و أكثر إملاقا و فاقة من هؤلاء,ومن هنا راودتني فكرة الكتابة عن بعض بؤساء وطني,كما كتب هيكو عن بؤساء و طنه,فالبؤس بؤس أينما حل, ولكن معاييره و درجاته تختلف,ولا أزعم أني قد أحطت بكل تفاصيل و تجارب هؤلاء المسحوقين,المعدمين".
ثم شرع يكتب قصة أحد البؤساء,يتعلق الأمر ب "با جلول"حارس السجن,أما عنوان القصة فهو"مؤبد بدون حكم".



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تنتقدون الحكومة؟
- التعريبيون و اللعب بالنار
- صدقت النبوءة
- الشجرة التي حاولتم اغتيالها لم تمت,فلا تفرحوا
- مسيرة بالآلاف و قصة صاحب سيارة-كونكو-
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام(تتمة)
- نماذج من الفهم الخاطيء للإسلام
- -إميضريسطين-
- متى -تفيقون- بأن الشعب-عاق أو فاق-؟
- جميعا من أجل إلغاء الاحتفال بما يسمى-ذكرى تقديم وثيقة المطال ...
- ردا على العثماني بخصوص -المرجعية الإسلامية-
- من أجل الأرض والإنسان الأمازيغيين
- توضيحات هامة عن الأقلية والأغلبية
- ردا على -إنهم يبايعون ويصلون للعلم الأمازيغي بدل العلم الوطن ...
- لهذه الأسباب سيفوز الخليفة على عصيد
- القذافي من مجرم ضد الإنسانية إلى بطل من وجهة نظر إنسانية.
- ما مدى مصداقية استطلاعات الرأي -الإليكترونية-؟
- تناقضات حزب العدالة والتنمية الإسلاموي
- دمشقيو المغرب
- عندما تصبح مهمة الصحافة هي التحريض وإثارة الفتنة؛-


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.