محمد صبيح البلادي
الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 15:08
المحور:
حقوق الانسان
في سلسلة مواضيع ننقلها لكم من آخر نشرات شراكة الموازنة الدولية IBP
ينقلها لكم موقع الحقوق الدستورية صندوق الاجيال تحت إشراف محمد صبيح البلادي
واليكم الموضوع الاول ما الذي نعرفه عن عمل موازنة المجتمع المدني؟
[فيما يلي اقتباس مقتطف من التقرير السنوي لعام 2012 لشراكة الموازنة الدولية. الوصول إلى التقرير الكامل من هنا.]
على مدى الخمس عشر عامًا الماضية انصب تركيز شراكة الموازنة الدولية على أنظمة فتح الموازنة وتحسين مشاركة المجتمع المدني فيها، بهدف تحسين الإدارة وتحقيق فوائد ملموسة للفقراء والمهمشين في جميع البلدان في كافة أنحاء العالم. وتوضح تجربتنا أن منظمات المجتمع المدني يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ممارسات وسياسات ونتائج الموازنة. وفيما يلي أربع مقالات يستكشف كل منها جانبًا مختلفًا لعمل موازنة المجتمع المدني والبيئات التي يتم من خلالها العمل وكيف أن العوامل والوسطاء الخارجيين مثل شراكة الموازنة الدولية يمكن أن تدعم هذا العمل حتى يكون له التأثير الأكبر في ذلك. وإجمالاً، فإن هذه المقالات لا تحاول وصف النطاق الكامل لما تعلمناه، وإنما يمنحنا كل منها دروس هامة للاستفادة منها في المستقبل.
ما الذي يمكن لمنظمات المجتمع المدني تحقيقه وما هي أكثر المناهج فاعلية؟
على مدى السنوات الخمس الماضية، عملت شراكة الموازنة الدولية بشكل أفضل على توثيق تأثير حملات المجتمع المدني للتأثير على الموازنات الحكومية وتقديم الخدمة. وقد حددت الوثائق الدقيقة الدروس التي تبناها الممارسين واستخدموها، والتي يمكن أن تساعد شراكة الموازنة الدولية وغيرها في تهذيب مواد التدريب ودعم شركاء المجتمع المدني. وفي نهاية المطاف سوف تقوم شراكة الموازنة الدولية بنشر 22 دراسة حالة للحملات في كافة أنحاء العالم، وقد تم استخلاص الدروس التالية من التجميع المتواصل لهذا العمل.
ما هي تأثيرات الموازنة التي يمكن لمنظمات المجتمع المدني تحقيقها؟
يحسن عمل موازنة منظمات المجتمع المدني من نوعية وتنوع النقاش الشعبي حول القضايا المالية العامة، وتوسيع الخيارات السياسية وشحذ الضغط الشعبي للإصلاح. على سبيل المثال، في منصة بنك التنمية البرازيلي، وهو ائتلاف واسع لمنظمات المجتمع المدني، يتم وضع مسألة شفافية بنك التنمية الوطني ضمن الجدول العام للأعمال في وقت لا تكون فيه النخب الحاكمة مستعدة لمناقشته. وقد سهلت المنصة عملية المشاركة في هذه المناقشات لشبكة واسعة من النقابات العمالية ومجتمعات السكان الأصليين والمنظمات البيئية. وبعد سلسلة من الفضائح المالية والبيئية وفضائح منظمات حقوق الإنسان، واجه بنك التنمية ضغوطًا واسعة من الائتلاف وغيره للعمل بشفافية أكبر، وهو الأمر الذي استجاب له بانفتاح كبير.
وقد ساهمت منظمات المجتمع المدني في عمليات تحسين سياسات ومخصصات الموازنة التي لها تأثير مباشر على حياة الشعوب. ففي جنوب إفريقيا على سبيل المثال، استخدمت حملة Treatment Action Campaign (العمل من أجل العلاج) تحليل بيانات الموازنة في محاكمة تاريخية لإثبات أنه كان بوسع الحكومة وضع برنامج لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. وقد ربحت الحملة قضيتها، وكانت النتيجة زيادة النفقات الصحية التي وفرت علاجًا مضادًا للفيروسات لأكثر من 1.6 مليون شخص. وفي البرازيل قام معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية بتجميد إصلاح الضريبة التنازلية الذي كان يشكل خطرًا على أكثر من 7 بليون دولار أمريكي خاصة بالإنفاق في قطاع الصحة وحده. وفي الأرجنتين أجبرت الدعوة التي أقامتها الجمعية الأهلية للمساواة والعدالة (ACIJ) حكومة مدينة بوينس آيرس على توفير البنية التحتية والمواد التعليمية والمعلمين، فزادت نسبة الوصول إلى تعليم ما قبل المدرسة لقرابة 7000 طفل من الأسر الفقيرة.
ويمكن للعمل المتعلق بموازنة منظمات المجتمع المدني أن تحسن من عملية تنفيذ الإنفاق الحكومي وتقلل من التسريبات وتقديم خدمات حكومية أفضل. وفي الهند حدد الائتلاف الوطني لحقوق الإنسان لمجموعة الداليت تمويل قدره 150 مليون دولار أمريكي من الأموال المخصصة للخدمات العامة المقدمة إلى مجموعات الداليت التي تم تحويلها إلى دورة ألعاب الكومنولث. وقد أجبرت حملات الدعم التالية التي أطلقها الائتلاف الوطني لحقوق الإنسان لمجموعة الداليت (NCDHR) الحكومة على إعادة معظم هذه الأموال لتقديم الخدمات الموعودة. وفي تنزانيا تكللت الجهود التي بذلتها منظمة Sikika بالنجاح في الضغط على الحكومة لوضع قوانين جديدة للحد من النفقات المهدرة في قطاع الصحة. وفي المكسيك أجبرت أبحاث فوندار الحكومة على وضع الحد الأدنى والحد الأقصى لمستوى الفائدة لبرنامج الدعم الزراعي المتعلق باتفاقية NAFTA والذي تبلغ قيمته 2 مليار دولار أمريكي في العام الواحد، فترتب على ذلك الحد من استحواذ الأسواق الزراعية على المخطط وزيادة الفائدة بالنسبة لصغار المزارعين.
وتساهم اليوم حملات موازنة منظمات المجتمع المدني في تعزيز قدرة المواطنين ومنظمات المجتمع المدني في محاسبة ومساءلة الحكومات في المستقبل. وغالبًا ما يعاود نشطاء الموازنة والذين تعلموا مهارات التحليل والدعم في أحد القطاعات أو البلدان الظهور مرة ثانية للمساهمة في التأثير على القطاعات ذات الصلة، أو حتى البلدان الأخرى التي لديها نفس السياقات. وإضافة إلى التأثير الواقع من الأفراد، يبدوا أن أساليب الدعم التي تم تطويرها في الحملات أو الاستراتيجيات التنظيمية للتنمية والتي تم اعتمادها في سياق قد قامت بتسريب “روح عصر التأييد” واستنسخها الآخرون في السياقات المختلفة. ولابد من المزيد من محاولات استكشاف هذا الدرس لأنه يساعد في فهم كيفية تحقيق الاستدامة لحملات المجتمع المدني وتعزيزها بمرور الوقت.
ما هي أنواع أعمال موازنة منظمات المجتمع المدني الأكثر قابلية لأن يكون لها تأثير؟
من المرجح أن تكون منظمات المجتمع المدني التي تركز على النتائج الإستراتيجية على المدى الطويل وليس نتائج المشروع على المدى القصير هي الأكثر تأثيرًا. ومن المتوقع أن تصبح منظمات المجتمع المدني أكثر فعالية إذا كانت تتسم بالحرية لتحويل تركيزها من أعمال الموازنة إلى التركيز على الاستجابة للفرص الناشئة التي تتناسب مع إستراتيجيتها على المدى الطويل. وتسعى منظمة المجتمع المدني إلى الانخراط في التخطيط الاستراتيجي والاستجابة السريعة حين يعتمد تمويلها على إكمال أنشطة المشروعات المحدد مسبقًا. ويمكن للممولين أن يساعدوا في ذلك من خلال توفير المزيد من الأهداف بعيدة المدى أو تمويل رئيسي يرتبط بتلك الأهداف، وإعطاء المرونة الكافية للمنظمات لاتخاذ قرارات التخصيص الاستراتيجي قصير المدى.
منظمات المجتمع المدني الناجحة تعدل استراتجيات الدعم لديها استجابة للتغيرات البيئية. تُعد قدرة المنظمات، بصفة خاصة، ومدى استعدادها للتبديل بين المواجهة والتعاون هي العامل الرئيسي لحملات الموازنة الناجحة. وتحتفظ الحكومة في نهاية المطاف بسيادتها على الأموال العامة، ولذا غالبًا ما يكون على الحملات التعامل مع الدولة. وقد أبدت مجموعة ACIJ مثل هذه المرونة الفعالة. ففي البداية نجحت في مقاضاة حكومة مدينة بوينس آيرس لتوفير البنية التحتية الملائمة لتعليم ما قبل المدرسة، ثم انتقلت من المواجهة إلى التعاون مع الحكومة في تنفيذ حكم المحكمة.
وغالبًا ما يكون لحملات المدى المتوسط والبعيد التي تطلقها منظمات المجتمع المدني تأثير أكبر، نظرًا لأن استدامة توصيل الخدمة وإصلاحات السياسة غالبًا ما تتطلب تغيرات شاملة ومتتالية. فعلى سبيل المثال، استخدم الائتلاف الوطني لحقوق الإنسان لمجموعة الداليت في الهند مطلب الحصول على المعلومات لأول مرة للحصول على البيانات الخاصة بالتمويلات المخصصة للفقراء والطبقات المحرومة. وفيما بعد، نجح في شن حملة لوضع قانون 789، وهو القانون الذي يمِّكن المجتمع المدني من تتبع الأموال المخصصة لمجموعة الداليت. وفي النهاية، تمكن من خلال هذا القانون من تتبع الأموال التي تم تحويلها إلى دورة ألعاب الكومنولث، وأخيرًا، مارس الضغط على الحكومة لإعادة هذه الأموال إلى برامج الطبقات المحرومة.
تستهدف حملات منظمات المجتمع المدني الناجحة صناع القرار في الحكومة بحكم القانون وليس بحكم الواقع فقط. ويمكن أن توفر آليات المشاركة الرسمية، مثل جلسات سماع الموازنة التشريعية، سبُل هامة للتأثير على صناع القرار بحكم الواقع. وعلى أرض الواقع، تمارس منظمات المجتمع المدني والمواطنين المزيد من التأثير من خلال سلك سُبل السلطة غير الرسمية (بحكم القانون). ففي البرازيل على سبيل المثال، تمكن معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية من تعبئة وشحذ الهيئة التشريعية ضد إصلاح الضريبة التنازلية المقترح من خلال إبلاغ الوزارات المعنية واللجان البرلمانية عن احتمالية وقوع أثار كارثية لهذا الإصلاح على الصحة وغيرها من الخدمات الاجتماعية. وبعد نجاح معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية في إقناع هذه الدوائر الانتخابية الرئيسية، دعا رئيس الهيئة التشريعية المناقشة الخاسرة بتطبيق الإصلاح المقترح. وقد دخلت حملات منظمات المجتمع المدني الناجحة في شراكة مع الجهات الفاعلة ومؤسسات المساءلة الأخرى – مثل المؤسسات الرقابية ووسائل الإعلام والهيئات التشريعية والجهات المانحة وموظفي الحكومة المتضامنين. وتُظهر دراسات الحالة بوضوح أن منظمات المجتمع المدني تساهم بشكل كبير في نتائج الموازنة، ولكن نادرًا ما يكون لها تأثير بمفردها. ففي أغلب الحملات الناجحة كان المجتمع المدني يقوم بتأسيس شراكات رسمية أو غير رسمية مع مؤسسات المساءلة الأخرى. وهذه العلاقة بين المؤسسات والنظام الإيكولوجي للمساءلة هي التي تمنح المسار المستدام لمساءلة الموازنة.
#محمد_صبيح_البلادي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟