أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - آمنه سعدون البيرماني - تنابله السلطان -مقاله














المزيد.....

تنابله السلطان -مقاله


آمنه سعدون البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 10:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بحثت كثيرا عن مفهوم تنابله السلطان وربما البعض من القراء يعرف ان الكلمه اطلقت على مجموعه من الكسالى والعاطلين الذين لا عمل لهم الا النوم والاكل كعاله على احد دور العجزة في الزمن العثماني حتى امر السلطان بالقاءهم في البحر ! ولا اريد ان اطيل عليكم بتفاصيل القصه ومن يرغب فليبحث عنها في كتب التاريخ . من خلال بحثي عن معنى الكلمه استنتجت ان التعريف الادق والاكثر شموليه والذي استخدم فيما بعد مجازا هو وصف لبطانه او حاشيه السلطان ومقربيه ممن ينعمون بالرغد على موائده هذا الكيان الطفيلي الذي لا عمل او- بالاصح لا نشاط - له الا التملق بمثابرة شديدة له والترفيه عنه احيانا وقد تعدت هذه الظاهرة السلاطين والملوك لتشمل وزراءهم وكبار قادتهم والذي يحوى مجلس كل منهم على مجموعه من التنابل الخاصه به !ولو لاحظنا فهذه الظاهرة ليست وليدة العصر العثماني بل تتعداها الى عصور كثيرة سبقت هذا وتفشت في كل انظمه الحكم في العالم القديم سواء البلاط الروماني او الاغريقي او غيرها عبورا باوروبا وبريطانيا حتى اقاصي الصين ويتنوع افراد هذه البطانه بين المنافقين والمتزلفين ومنهم شعراء البلاط ومهرجيه والبغايا والمحضيات تحت تسميه الجواري (في البلاط العربي والصيني والياباني والاوروبي على حد سواء !) وكان لهؤلاء مسميات مختلفه منها الندماء او المهرجين او الحكماء حسب ما تقتضيه مصلحه الملك او الشاه او الامبراطور او حتى شيخ العشيرة ! كل هؤلاء لا عمل ولا هم لديهم الا اطراب صاحب المجلس بكلمات الحب والمديح والاطناب بذكر محاسنه الحقيقيه والمزيفه على حد سواء !
هذه الظاهرة ضاربه في صميم حضارتنا العربيه الاسلاميه ,بل هي من احد اهم اسباب زوال الخلافه العباسيه وسقوط دول الاندلس و الفاطميين والايوبيين والمماليك ثم توالى هذا في عصر السلطنه العثمانيه ولم ينتهي بها
فاليوم برزت لنا طبقه جديدة اكثر تطورا وحداثه واكثر خبثا ودهاء تعتاش كالطفيليات على موائد السلطه بدا بالحكومات وصولا الى مكاتب المدراء والوزراء والسفراء حتى مجالس العشائر ,تنمو هذه الظاهرة وتطفو الى السطح من جديد ولا يكاد يخلو مجلس من مجالس سلاطين العصر الجديد الذين تسلقوا سلم الديموقراطيه العربيه على الطراز الحديث ! ديموقراطيه تزدهر في بلدان لا تفقه من الفعل الديموقراطي الا ما تشاهده على شاشات التلفاز عبر المسلسلات او الاخبار المستوردة ! شعوب لا تعرف سوى التزلف للحكام وتقبيل الايادي وربما الاحذيه لو لزم الامر !
نعود الى بطانه السلطان او تنابله المجلس وهؤلاء متنوعي الاشكال والاحجام وحتى الاعداد ,فكلما كبر شان المجلس ازدادت وتنوعت بطانته والعكس صحيح , فمثلا قد يكون الوزير او المدير العام او راس المجلس صالحا ,مستقيما ,راغبا في العمل الجاد ولكن الحلقه الجهنميه التي تدور حوله من المتزلفين والمستجدين واغلبهم قد يكونوا من الاقارب المقربين تمنع كل صاحب حق او صاحب فكرة مثمرة او مشروع حقيقي من خارج هذه الحلقه من النفاذ ,نعم قد ينجح بعض هؤلاء من الوصول الى صاحب الشان لو (ورقوا ) جيدا ولكن ربما احيانا لا ينفع حتى التوريق (التوريق لمن لا يعلم هو مصطلح عراقي جديد وهو دفع عمولات ورشوات لانجاز عمل او حتى للحصول على مقابله مع صاحب الشان !) لان البطانه التنبوليه تكون مغلقه على طائفه واحدة او حتى نطاق عشيرة بعينها وصولا الى التمييز المناطقي ,فمن كانت اصوله من الاحياء الراقيه لا يسمح له بالمرور الى السيد المسؤول ذو الاصول البسيطه القادم من الحي الفقير ! والعكس ايضا صحيح , فما ان يتقدم احدهم نحو احد اصحاب المعالي حتى تبدا التحريات قد يظن لبعض ان التحري يكون عن الحاجه التي تقدم بها او عن المشروع الذي يطرحه ! اخطأتم طبعا فالتحري يتم عن اصوله وعشيرته والحزب الذي يسنده واولاد خالته وعمته ...الخ , اعلم ان الكثيرين من اصحاب الحاجات والمشاريع والفكر المستنير الراغبين في بناء هذا البلد ومؤسساته شعروا بالاحباط واليأس وان الكثير منهم قد عاود هجرته بعد ان خاب الرجاء
لا اقول سوى رحم الله ابا الحسن علي بن ابي طالب خليفه المسلمين الذي لم يمتلك يوما مكتبا ولا بطانه ولا طاقم منافقين ! كان من يريده يجده يبيع التمر في( بسطيه ) رفيقه ميثم التمار ! هذا الرجل الذي كان يخرج في قيض صيف العراق اللاهب لتوزيع العطاء حتى لا يتاخرالمال عن مستحقيه فينقادوا الى حضن الشيطان مجبرين ! رحم الله الخليفه عمر بن الخطاب ! الذي حكم ,فعدل ,فنام مرتاح البال ملتحفا ثوبه المهلهل المرقع ,وهو من كان الذهب يكسر بالفؤوس بين يديه !
اخبروني بربكم ,من من حكام اليوم او مسؤوليه يمتلك ان ينام قرير العين مرتاح البال كهذين الرجلين !؟



#آمنه_سعدون_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حرب الولاءات في العراق )
- قصيدة (تذّكر) من ديوان (خطابات مفتوحه )
- عقدة المثقف
- قصيدة (الحب في الخريف)
- قصيدة جديده بعنوان (هل تذكر ؟)
- قصيدة (العيد وطفله ) من ديواني الثاني (خطابات مفتوحه) الصادر ...
- قصيدة (سنين الخوف) من ديواني (خطابات مفتوحه) الصادر عن دار ا ...
- قصيدة (همهمه المدينه )من ديوان (خطابات مفتوحه ) الصادر عن دا ...
- قصيدة (ماذا لو؟) من ديواني الثاني (خطابات مفتوحه ) الذي صدر ...
- قصيدة (نحن البشر ) من ديوان (اعطوني عدلا )
- قصيدة جديدة بعنوان (لون عينيه ) من ديوان امنه البيرماني الجد ...
- (عدو نفسه)
- (بلا عنوان)
- كوني الحياة
- المراة العراقيه بين التشرد وضياع الحقوق
- المراة العربيه ونظرة المجتمع
- (أسرَّ لي القمر )
- قصيدة (كلمات الى ابي) من ضمن ديواني الجديد الذي سيصدر عن دار ...
- الحريه المنضبطه
- الحريه الكامله (هل لها وجود)


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - آمنه سعدون البيرماني - تنابله السلطان -مقاله