أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - تمرد














المزيد.....

تمرد


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وكأن الأمر جديد، تثور تساؤلات بعضها برىء والآخر ليس بريئاً. هل من جدوى لهذه التوقيعات؟ وتأتى الإجابة عبر التاريخ فالعرائض كانت دوماً وسيلة مصرية للاحتجاج وطريقاً للثورة. وفى العصر العثمانى البغيض ومع أى بادرة ظلم أو نهب من جانب الكتخدا أو المحتسب أو الباشبزق يتسارع شيوخ الأزهر وقضاة المذاهب الأربعة لتختيم العرائض أى وضع أختامهم عليها والويل لأى من الظالمين إذا تم تختيم العرائض ضده فإما الإطاحة به وإما صعود المؤذنين إلى مآذن الأزهر داعين الشعب للخروج.

وفى بدايات الثورة العرابية احتاج عرابى إلى دعم فى مواجهة الخديو توفيق والقناصل الأوروبية وانتشر الدعاة وعلى رأسهم عبدالله النديم فى الأسواق والمقاهى والقرى يحملون عريضة تقول «اعلموا يا معاشر المواطنين أن أولادكم المنتظمين فى سلك الجهادية قد اتكلوا على البارى سبحانه وتعالى وعزموا على منع كل ما من شأنه الإجحاف بحقوقكم، والمطلوب منكم أن توقعوا على الكتابة المرسلة إليكم والمقصود بها أن أكون نائباً عنكم فى كل ما يتعلق بأحوال البلاد».. وبسرعة مذهلة تجمعت أختام وبصمات على آلاف العرائض ويقول بلنت فى كتابه «التاريخ السرى للاحتلال البريطانى لمصر»: وامتلأت شوارع القاهرة وأروقة وزارة الدفاع بمئات من المعممين وأصحاب الجلابيب والحفاة يحملون فى اعتزاز آلاف العرائض. وفزع توفيق فلجأ للإنجليز وتحركت الجماهير غاضبة «يا توفيق يا وش القملة من قلك تعمل دى العملة».

وعندما بدأت إرهاصات ثورة 1919 طالب وفد من الزعماء بالسفر لعرض القضية المصرية على مؤتمر الصلح فرفض المندوب السامى وينجت بل إن وزارة خارجيته انتقدته لأنه قابل أشخاصاً لا صفة لهم. ونشأت فكرة جمع التوكيلات وجاء فى العرائض «مهمة هذا الوفد السعى بالطرق السلمية المشروعة فى استقلال مصر استقلالاً تاماً» وجاء فيها «الوفد يستمد قوته من رغبة أهالى مصر» وسريعاً تجمعت التوكيلات بما منحت سعداً ورفاقه القدرة على السفر ممثلين لإرادة الشعب.

والآن تأتى عريضة «إرادة» معبرة عن إرادة الشعب فى إزاحة حكم مكتب الإرشاد. وتماماً كما حدث عبر التاريخ وكما أكد رفاعة الطهطاوى «إن للرأى العمومى سلطانا قاهرا على قلوب الحكام» استطاع المصريون أن يهزموا أعداءهم من الكتخدا والمحتسب والخونكار إلى الخديو والسمسار إلى الاحتلال. فهل يتعلم د. مرسى الدرس. ويا د.مرسى عليك أن تخضع لإرادة الشعب وإلا فالمصير معلوم. عليك أن تختار بين ولائك لمصر وولائك لحماس. ويا د. مرسى عليك أن تختار بين المصريين وبين أحبابك من المتأسلمين الذين أفرجت عنهم واستدعيتهم من الخارج ليتحولوا إلى قاعدة لتنظيم القاعدة فى قلب سيناء. ويا د. مرسى تأمل خيبة الترتيبات والأفكار فأنت تتحدث كثيراً جداً عن تعميد إقليم قناة السويس بينما تقيم على بعد أمتار منه قاعدة للإرهاب المتأسلم فمن يأمن؟ ومن يأتى بأمواله؟. ولا مفر من الاختيار. إما مصر وإما حماس، إما مصر وإما الإرهابيين المتأسلمين. إما مصر وإما الأنفاق.. لكنك للأسف اخترت.

وأخيراً.. تذكر كيف ذهب الكتخدا والمحتسب والخونكار وتوفيق «وش القملة» والاحتلال وبقى الشعب. والشعب سيبقى وأنت ستذهب.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشام قنديل.. سياسياً
- مصر والمرأة في مواجهة التأسلم «5»
- رسالة إلى الفريق أول
- مصر والمرأة في مواجهة التأسلم «4»
- الإخوان وحماس.. علاقة المحارم
- مصر والمرأة في مواجهة التأسلم (3)
- مصر والمرأة في مواجهة التأسلم (2)
- مصر والمرأة في مواجهة التأسلم «1»
- وتسلحت الفتنة فى الخصوص
- أسئلة مفزعة.. وإجابات مستحيلة
- عيب يا دكتور مرسى
- كارثة تسييس الدين
- عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم
- عندما يتثاءب د. مرسى
- والقط يأكل ويستمع
- إخوانيون عقلاء
- لندن.. واشنطن.. الإخوان.. والقاعدة
- مصر بين صراع الهوية والصراع الاجتماعى
- رغم الأزمة.. اليونان تفكر
- بعد أن سكتت الصواريخ


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - تمرد