أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - وتسلحت الفتنة فى الخصوص














المزيد.....

وتسلحت الفتنة فى الخصوص


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



واشتعلت الفتنة من جديد فى مكان شبه عشوائى اسمه الخصوص، عاود لهيبها ليكوينا بمزيد من الالتهاب، لكنها تأتى هذه المرة بثياب مخيفة، مواجهات بالرصاص بدلاً من صراخ مقابل صراخ، أو إحراق كنيسة مقابل شكوى مستكينة. أتت هذه المرة برصاص متبادل وهذه هى الكارثة الكبرى.

منذ زمان كنا نحذر ونشكو وندعو إلى عقل وتعقل. قطعوا أذن مسيحى، وتصالحوا، وتساءلنا: ماذا لو قطع مسيحى أذن مسلم؟ هوجمت الكنائس، وفى كل مرة يقولون: «مختل عقلياً»، وسألنا سؤالا سخيفاً: وماذا لو وجد مسيحى مختل عقلياً؟ لكن التمييز الدينى والإصرار على التمييز فى كل مجال كان سيد الموقف، ويجىء الحكم الإخوانى، ليستريح على وسادة التمييز ضد كل ما هو غير إخوانى، فما بالك بما هو غير مسلم؟

ويستريح على وسادة التسيب الأمنى، أو بالدقة، الترويع اليومى والممنهج للمواطنين، بحيث يظل المواطن مرعوباً، فيترسخ فى يقينه أنه لا أمل فى أمان إلا باللجان الشعبية الإخوانية، التى تفرض بها الجماعة واحدة من حلقات تحكمها فى أعناق المصريين، وإذا كانت عملية شطب الأمان الآتى عبر جهاز الشرطة لحساب أمن الوطن والمواطنين، تأتى لحساب أمن من نوع جديد تمارسه لجان إخوانية لحساب حسابات إخوانية، بحيث يمكن التجاوز، ولو قليلاً، فنقول: ستكون عبر لجان «للأمر بالمنكر والنهى عن المعروف»، وإسكات كل نبرة غضب أو نسمة احتجاج بأيد غاشمة لا يمكن محاسبتها، ولا حتى الشكوى منها، فإن هذا النوع من الأمن الإخوانى يتبدى من الآن ممزوجاً برؤى متشددة ومتغطرسة ورافضة للآخر المعارض والمعترض، وبالضرورة المختلف فى الدين.

وينساب من الآن طيف من ثعابين صغيرة تلوّح بالتشدد، وتكفير الآخر، وتحاول فرض تأسلمها على الشارع، وذلك فى ظل رضاء إخوانى، فإذ يأتى سلفى بجريمة ضد مسيحى أو ضد من لا يمتثل لدعاواه المتأسلمة يتمسكن الإخوان، قائلين: «أرأيتم أننا أفضل من السلفيين»، ثم وفى ذات الوقت يتفرعنون، ممسكين بأعناق المواطنين المخالفين فى الرأى أو فى الدين. ومع الأخونة يزداد التطرف، فإذا كانت المناصب والمواقع محرمة على المسلم غير الإخوانى فما بالك بالمسيحى؟

وقد بنى الإخوان حساباتهم الجامحة على أساس أن المسيحيين سيتقبلون أى شىء تحت سيف التهديد، لكنهم نسوا أن الانعكاسات تتغير. وفى زمن الجاهلية كانت قبيلة «بهراء» تتجاور مع نصارى، وبنت حساباتها على أن النصارى خاضعون، ويتقبلون أى ظلم، فمارسوا ظلماً تراكمت انعكاساته، حتى صاح شاعر نصرانى: «وقد زعمت بهراء أن رماحنا – رماح نصارى لا تبوء إلى الدم»، فارتفعت رماح النصارى، وكانت مقتلة مفزعة، حتى تلقن الجميع درس المساواة واحترام الآخر.

والآن سئم البعض سياسة الاستسلام، وأشهر رصاصاً مسيحياً فى مواجهة رصاص إسلامى، بحجة أنه لا قانون ولا أمن ولا عقل، وحتى لا إسلام حقيقى، وهنا الكارثة الحقيقية، فهل آن للعقل أن يأتى لمكتب الإرشاد؟ وهل آن للمتشددين أن يخضعوا لمحاسبة قانونية. والأحمق السلفى الذى هاجم بيت المسيحى هل سيحاسب؟ والشيخ الذى نعق كالبوم، داعياً المسلمين لإحراق الكنيسة، بزعم أن المسيحيين أحرقوا ثلاثة مساجد هل سيحاسب؟ والذى قتل المسلم، والذين قتلوا المسيحيين الأربعة هل سيحاسبون بالقانون؟ أم يفتح باب الفتنة المسلحة التى تقتادنا إلى خراب شامل؟ ثم أين الحلول الحقيقية؟ أين قانون دور العبادة؟ والكف عن الأخونة، والتمييز فى الوظائف، وترويع الأقباط، وفضائيات التأسلم التى تبث الفتنة.

متى تهدأ الخواطر حتى يأتى العقل المصرى الخالص؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة مفزعة.. وإجابات مستحيلة
- عيب يا دكتور مرسى
- كارثة تسييس الدين
- عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم
- عندما يتثاءب د. مرسى
- والقط يأكل ويستمع
- إخوانيون عقلاء
- لندن.. واشنطن.. الإخوان.. والقاعدة
- مصر بين صراع الهوية والصراع الاجتماعى
- رغم الأزمة.. اليونان تفكر
- بعد أن سكتت الصواريخ
- ولعل البعض يتعظ
- ليس مجرد صراع ميادين
- دستور «تيك أواى»
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - وتسلحت الفتنة فى الخصوص