أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - والقط يأكل ويستمع














المزيد.....

والقط يأكل ويستمع


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 09:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تأملت أحداث يوم 25 يناير الماضى والشعب كله ينتفض، يقول لا بأعلى صوت، مئات الألوف تحتشد هاتفة بسقوط دولة المرشد، مطالبة بإسقاط الدستور الملعوب فيه وقانون الانتخابات الذى قام بتفصيله ترزية لا يعرفون فن التفصيل.

تأملت مصر كلها وهى تقول بأعلى صوت «ارحل» واستعدت تحركات أشخاص وقوى «عصرت على نفسها ليمونة» وانتخبت مرسى، ولم يزل صوت واحد ممن فعلوها يتصاعد فى أذنى قائلاً «يا ريت إيدى كانت انقطعت قبل ما أكتب صح أمام اسم مرسى». وتذكرت الفارق 1.3% وهو فارق ضئيل بين من انتخب أو بالدقة من أعلنوا انتخابه وبين من أبلغوه بانتخابه ثم سحبوا البلاغ. ولم أنس قصة المطابع الأميرية وهو ما اعترفت به لجنة الانتخابات الرئاسية رسمياً وقصة أقلام الحبر المتطاير. وقصص الزيارات الغامضة لمسؤولين أمريكيين وقطريين قبل إعلان النتيجة.

لم أنس ذلك كله وأنا أتابع مئات الألوف وهم يصرخون: يسقط حكم المرشد. وأجريت حسبة بسيطة فى ذهنى، وسألت: كم بقى من سكان هذا الوطن مع د. مرسى؟ وكم أصبح عدد معارضيه. وتذكرت حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم «لا يؤم رجل أناساً هم له كارهون» وحاول الكثيرون وهم ملايين عديدة أن يُسمعوا د. مرسى ومكتب الإرشاد صوتهم «نحن لكم كارهون». وهكذا تسقط وفقاً لقول الرسول الكريم وأمره لنا ولهم كل حجج الالتزام بنتائج صناديق الانتخاب أو العودة لصناديق الانتخاب.

وكان ذلك بالنسبة لى طبيعياً ومتوقعاً، لكن ما أدهشنى حقاً هو هذا الصمت غير الحكيم الذى خيم على الإخوان جماعة وحزباً وحكومة. الشعب يغلى، يصرخ، يرفض، يهدد، يشتم وهم صامتون وما عهدناهم كذلك. ويا جماعة الإخوان ورجالها ومتحذلقيها الذين تربعوا كوجبة اضطرارية على التليفزيون الحكومى وغير الحكومى أين أنتم من كل ما يجرى؟.

وأتذكر أننى فى عامى الأول فى كلية الحقوق وجدت فى الصفحة الأولى من كتاب الاقتصاد لأستاذنا د.زكريا نصر عبارة تحتل الصفحة الأولى تقول «والقط يأكل ويستمع»، واستجمعت أطراف شجاعة خائفة لفتى آت لتوه من المنصورة، وسألت الأستاذ الكبير عن المعنى.. تأملنى باسماً وسأل مفهمتش؟ فقلت لأ. فقال «أصل الحكاية أن رجلاً طيباً كان يربى قطاً وكان يطعمه من طعامه حتى يشبع، وفيما كان الرجل يصلى لمح القط وهو يقفز ويبدأ فى التهام الطعام.. أنهى الرجل صلاته وذهب للقط وبدأ يعاتبه برفق ويذكره أنه يمنحه طعاماً كافياً، وأنه يمنحه كل رعاية ممكنة، ولكن القط يمضى، ودون توقف، يأكل ويستمع، وبعد أن فقد الرجل الأمل والثقة فى توقف القط عن سرقة الطعام أحضر عصا وبضربة واحدة قفز القط بعيداً»، وهذا بالضبط ما فعلته جبهة الإنقاذ.

والآن وبعد كل ما كان يوم 25 يناير الماضى وما بعده أكون قد فهمت تماماً. فقيادات الجماعة إذ تصمت تستثير أناساً كثيرين نبذل نحن جهداً كبيراً فى إقناعهم بضرورة التحرك السلمى ورفض العنف، لكن الجماعة تحكم وتستمتع ولا تستجيب لأى انتقادات ولا لهتافات الملايين ضدها وضد رجالها وسياستها، فيتمرد حتى الهادئون على دعوتنا لرفض العنف. فهل من عقل يمكنه أن يحمى مصر من مهاوى العنف الذى إن تفجر فى هذا الزمن المنفلت بأسلحة تباع فى أكشاك السجائر فإنه لن يبقى ولا يذر؟!.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوانيون عقلاء
- لندن.. واشنطن.. الإخوان.. والقاعدة
- مصر بين صراع الهوية والصراع الاجتماعى
- رغم الأزمة.. اليونان تفكر
- بعد أن سكتت الصواريخ
- ولعل البعض يتعظ
- ليس مجرد صراع ميادين
- دستور «تيك أواى»
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون
- عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها
- يا د. مرسى.. ما هكذا تكون الرئاسة
- التدين.. رؤية أخري


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - والقط يأكل ويستمع