أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - ولعل البعض يتعظ














المزيد.....

ولعل البعض يتعظ


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثيراً ما يحدث أن يتصور البعض فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل أن بإمكانهم الوثوق فى وعود الحاكم الظالم، وأن بإمكانهم الانقلاب على بعضهم البعض تملقاً له، ناسين أن الحاكم إذ يراهم ألعوبة فى يده يحتقرهم، ويدوس عليهم واحداً تلو الآخر.

ويروى لنا الشيخ عبدالرحمن الجبرتى، وكان عين مصر الساهرة، قصة الشيخ الدواخلى، وكان نقيباً للأشراف، وهو منصب مهيب فى زمن محمد على باشا، وكان نائباً عن نقيب الأشراف فى الأستانة، ولا يجوز عزله من منصبه إلا بقرار سلطانى، ونقرأ «ولما حصلت واقعة قيام العسكر على محمد على، وأقام الباشا فى القلعة ليدبر أمره، ألزم الأعيان بالطلوع إليه فى كل ليلة، ومنهم الشيخ الدواخلى، لكونه معدوداً من كبار العلماء،

ونقيباً عن الأشراف، ولاحظ الجميع أن الوالى يسترسل معه فى المسامرة والمسايرة ولين الخطاب والمذاكرة والمضاحكة»، ونمضى مع رواية الجبرتى أنه بعد انتهاء تمرد العسكر، واستعادة محمد على قوته كاملة «انتهز الشيخ الدواخلى تقرب الباشا منه ومسامرته معه فقال له: الله يحفظ حضرة أفندينا وينصره على أعدائه والمخالفين له، ونرجو من إحسانه بعد هدوء سره وسكون الفتنة أن ينعم علينا ويجرينا على عوائدنا، فأجابه الباشا: نعم يكون ذلك إنشاء الله، ولابد من الراحة لكم ولكل الناس، فدعا له واستقر فؤاده، وقال: الله تعالى يحفظ أفندينا، وينصره على أعدائه، ويكون تمام ما أمرتم به من الراحة لكل الناس، والإفراج عن الأوقاف على المساجد والفقراء.

فقال الباشا نعم «ونزل الدواخلى من القلعة ليأمر أتباعه بالمناداة فى حوارى القاهرة بما كان من وعد الباشا»، لكن محمد على وبعد أن قضى على الفتنة، غضب من أن الدواخلى قد وضعه فى حرج مع الناس بأن أعلن وعود الباشا، والباشا لا يفى بالوعود والناس تسأل الدواخلى، والدواخلى، لم يعد مسموحاً له بمقابلة الباشا فلم يجد أمامه سوى الكتخدا، والكتخدا يراوغه بكلمة واحدة «إنشاء الله يكون خير» حتى ضج الناس، وانصرف غضبهم إلى الدواخلى الذى لم يجد أمامه إلا أن صرخ فى وجه الكتخدا «أنتم تكذبون علينا ونحن نكذب على الناس»، وردد الجميع هذه العبارة. فأمر محمد على بعزل الشيخ الدواخلى.

لكن المشكلة أن محمد على لم يكن يملك حق العزل فنقيب الأشراف يمتلك حصانة، ولا يجوز عزله إلا بقرار من نقيب أشراف الأستانة، وكان لابد من سبب فلم يجدوا سبباً معقولاً فقالوا إنه سبق أن اشترى منذ عامين بضاعة من شيخ رواق الترك بقدر من النقود الفرانسة، لكنه لم يجدها فسدد الثمن قروشاً فرطاً، ثم «وجمع الباشا المشايخ ليكتبوا عرضحالا لنقيب أشراف السلطنة يطعنون فيه بالدواخلى، ويؤكدون أن العزل قد تم بناء على ترجيهم والتماسهم»، وبعدها بدأ الباشا فى اللعب بالمشايخ الواحد بعد الآخر، حتى يحكم قبضته على حكم مصر دون منازع.

ويحكى الجبرتى فى حسرة أن المشايخ منذ خضوعهم للحاكم «زالت هيبتهم ووقارهم من النفوس، وانهمكوا فى الأمور الدنيوية، والحظوظ النفسانية والوساوس الشيطانية، ومشاركة الجهال فى المآتم والمسارعة إلى الولائم»، وهكذا يتكرر الأمر وسيتكرر حتى زماننا غير السعيد.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس مجرد صراع ميادين
- دستور «تيك أواى»
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون
- عندما تغضب مصر ضد حكامها وشيوخها
- يا د. مرسى.. ما هكذا تكون الرئاسة
- التدين.. رؤية أخري
- الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»
- سيد قطب .. الذي لا نعرفه
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - ولعل البعض يتعظ