أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - سيد قطب .. الذي لا نعرفه














المزيد.....

سيد قطب .. الذي لا نعرفه


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 03:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يمثل سيد قطب نموذجا فريدا للتحول من النقيض إلي النقيض، فالذي يقرأ «معالم في الطريق» أو «في ظلال القرآن». يتجسد أمامه شخص متشدد، متطرف، يرفض الآخر ويشهر في وجهه سيف التكفير.. ولكن إذ نقلب هذه الصفحات ونعود إلي أفكار سيد قطب الأولي نجد النقيض. وثمة كتاب لا يذكره الكثيرون للمؤلف «آلان روسيون» عنوانه «سيد قطب – المجتمع المصري جذوره وآفاته» يقدم لنا نماذج مهمة من كتابات وأفكار سيد قطب الأولي.

ونقرأ.. «فليحاول كل فرد منا أن يكون مبشرا في أسرته بتعاليم الأسرة الجديدة، ولنختلط بالافرنج ما استطعنا، ولنقرأ ما كتب في لغاتهم من وصف للبيت الافرنجي ومباهجه، ثم لنحاول في صبر طويل محاكاتهم في إحياء بيوتنا، وبث روح الفرح والنشاط بين جدراننا، ولعلنا نوفق بعد عمر طويل»، ونقرأ «ومن التقاليد القاسية قسوة المجتمع في بعض جهات المملكة المصرية علي المرأة التي تسقط ولو مرة واحدة. والملحوظ أن غالبية البغايا يجئن من الوجه القبلي، فالمعروف أن أهالي الصعيد لا يتسامحون غالبا في جرائم العرض، بينما يتسع صدر أهالي الريف لمثل هذه الفتاة ولو قليلا، ويتسع صدر المدينة لها كثيرا فتجد هذه الفتاة الفرصة لتلافي غلطتها».

وأيضا « أن احتجاب المرأة عن المجتمع يلهب الغرائر، ويحرمها العلاج اليومي البطئ بالنظر والسماع والاختلاط البرئ ويدعو إلي اروائها بطرق ملتوية هابطة في معزل عن الرقباء».

ثم يقدم لنا سيد قطب رؤية جميلة للإسلام السمح فيقول «أن الإسلام ليس دينا جامدا، انما هو دين مرن يحتمل السير به في مختلف الأحوال، فإذا كان هذا الدين في نشأته قد واجه قوما يعتزون بآبائهم واجدادهم، ويتفاخرون بأموالهم ووجاهتهم فأصغر من شأن هذه المظاهر، ودعا دعوته إلي تصغير الحياة الدنيا ليوجه إلي الاعتدال والاتزان في نفوسهم ، فنحن اليوم في دور قد استهنا فيه بالحياة أصغرنا قيمتها فأصبحنا بحاجة إلي قسط كبير من احترامها لنرتفع بها، وهذه تبعة ثقيلة ملقاة علي عاتق رجال الدين فعساهم يغيرون نغمة الأسي المصطنع، وينسون مؤقتا ازدراء الحياة والحط من شأنها في هذه الظروف، ومتي أحببنا الحياة واحترمناها وجدنا في نفوسنا عناصر كثيرة للفرح الانساني الأصيل».

ويدافع سيد قطب عن المرأة وحقوقها قائلا «لقد عاشت المرأة في ظلام العصور تتنفس بمقدار كما تتنفس في الماء، وتبصر النور من خلال الشيش حقيقة ومعني.

وظل مجتمعنا جافا كئيبا موحشا، وكان لهذا أثر سيء في أخلاقنا وتقاليدنا وتربيتنا وفنوننا وكل مظاهر نشاطنا وحيويتنا» ويمضي قائلا «وسوف يختار احفادنا زوجاتهم من زميلات الدراسة وصواحب النادي ورفيقات الطريق وسيكونون سعداء في حياتهم موفقين في زيجاتهم لأنهم درسوا خطيباتهم ولاءموا بينهم وبين عصرهم» ثم يعلو صوت سيد قطب «أنا لا استطيع أن ادعو إلي احتجاب المرأة، ولا أطيق هذا الاحتجاب في عصرنا الحاضر» ويعلو صوته أكثر فأكثر إذ يدافع عن الفن قائلا «لا استطيع أن أسلم لحظة واحدة بقص أجنحة الفن الجميلة التي يسمو بها الواقع عن المحدود حين يريد ويحلق بها بعيدا عن قيود الضرورة، وعن الصراع الأرضي المضني، وكل دعوة إلي قص أجنحة الفن الجميلة إنما تصدر عن ضيق في النفس وارتكاس إلي الطور الحيواني في حياة الإنسان قبل أن تنبض في نفسه الحاسة الفنية التي تنزع به حتما إلي التحليق فوق الواقع والانفلات من ضرورات العيش وأثقال المادة».

ثم يواصل سيد قطب تحديه لكل المتطرفين والمتأسلمين والمتشددين قائلا: نحن نظلم هذا الدين، ونشوه غايته الكبري حين نجعله دينا أخرويا فحسب، وتقف غايته علي إعداد الناس للآخرة فحسب، ونجعل من همه تصغير الحياة الدنيا بمعني احتقارها واهمالها وترك العمل لها».

والكتابات والابداعات كثيرة وتتبدي وكأنها بلا نهاية. أورد هذه الأفكار مدركا أن الكثيرين من المتأسلمين سوف يستسلهون القول: كان ذلك في زمن جاهليته، وقد تاب وناقض ذلك بشدة لكن السؤال الأكثر إلحاحا يأتي ليتهم زماننا بضيق الصدر وضيق الأفق، فقد قال سيد قطب ذلك كله دون أن يتهمه أحد بالكفر ولا بالمروق وتركوا أمامه الطريق سهلا، ولو فعلوا ذلك لربما كان دعوة الارتداد قد تحولت إلي دعوة للقتل، ولكان القتل فعلا كما حدث مع د. فرج فودة. ولكان المتأسلمون قد فقدوا أكبر منظريهم.

أن كتابات قطب الأولي واحتمال المجتمع لها دون معاندة ودون اتهام أو تكفير أو تحقير من شأن صاحبها علي علاقة فارقة بين زمانين ومجتمعين. ولست اعتقد أن مجتمع التأسلم هو الافضل ولا الأقرب إلي صحيح الدين.

أليس كذلك؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار
- الإخوان.. والتمويل الأجنبى «الوثائق»
- «الدستورية» تسأل: ماذا يريد الشعب فى الدستور الجديد؟
- الدستور والأقباط
- الإخوان وخصومهم عبدالناصر نموذجاً
- مرسى.. والمحكمة.. والميليشيات
- حكايات ليست للتسلية
- وأقسم مرسى بالثلاثة
- فلنبدأ
- التأسلم فى السودان.. مجرد نماذج
- محاولات أسلمة الدولة في مصر وتركيا دعوة للمقارنة 1
- الإخوان والأقباط
- الإخوان.. وماذا لو أن؟
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
- حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
- محاورات يونانية قاسية
- حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
- على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
- كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - سيد قطب .. الذي لا نعرفه