أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - صديقي الجسر














المزيد.....

صديقي الجسر


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


صديقي الجسر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المثنى الشيخ عطية

(إلى صديقي جسر دير الزور المعلق لحظة سقوطه جريحاً بين يديّ)

دعني أحسبكَ شهيداً كي لا تتألم
وأداوي جرحك بالكلمات لعلّ الدم..
يعود فراتاً/ يهدر بين عمود البازلت الأسود تحتك..
وأهدّئه بيديّ كما كنا نفعل فوق سريرك حين تخاف
ودعني أوقف ساعة هذا الدمع وأستحضر روح الأسلاف..
لجرحك دعني أحضر عشبة جدّي جلجاميش
فقط أمهلني بضع دقائق، وتنفس بهدوء..
لن تستغرق هذي الرحلة أكثر من سطر..
فتنفس، أعلم أنك محتجزٌ بلظى الجمر
انسَ قرون الوحش بصدرك، وتذكّر أنك أنت صديقي الحرّ..
تذكّرْ، كم من قُبلٍ مسّت صدرك بفَراش عذوبتها
كم من عرسٍ أشعل في أضلاعك شغف العاشق للطيران
وكم من طفل أطلق طائرة فوقك نحو سماء لا أسوار لها
كم حضنت أعطافك من أقدامٍ سارت لمقاصدها بخطى الريح..
وألقت همّ الترحال لترفع كأسك في دفء "الجرداق"1
وكم من شمس غرقت في حضن النهر وأيديها..
تتشبث فيك لتغرق فيها
كم من أيدٍ لمست أيدٍ فوق سريرك..
وهي تودع شمساً نامت في أحضان النهر
تذكّر أنّك ذاكرة طفولة "أهل الدير"
تذكّر أنك عشق الفتيان، وعشق الفتيات، وعشق الأوراق،
وعشق الأشجار، وعشق الأطفال، الفلاحين، العمال،
الورد، القطن، القمح، وعشق العشاق
تذكّر أنك أنت قرين فراتي الجامح وفراتي الرقراق
تذكّر أنك أنت أنا، والناس هنا..
انظر كيف أتى كل منهم، في يده صورته وهو يعانقك
افتح صفحات "الإنترنت"..
لترى كم حباً شكل نهراً سار إليك
انظر كم حلماً رفرف بجناحيك
تذكّر أنك لم تنجز أحلام الأمس
وأن السهرة في أولها، أن بقية حلم مازالت في الكأس
صديقي "المؤتمن على الأحلام"2..
انظر حلماً لم يُشرب بعد على نهر العاصي
انظر لنواعير حماة تدور لأجلك
ساعة حمص لم تتوقف عن نبضك
انظر نفسك أجنحة فراشٍ في الرقّة
صرخة عزّ في درعا، سيفاً في لافتةٍ بكَفَرنبل
وردة غيث في داريّا
حجراً يصهل في أبواب دمشق
تذكر أنك سيف الجيش الحر، وأنك ترتاح على ساعد من آخاك
تنفس وانسَ قرون الثور بصدرك
خذ ذاكرتي، وافتح قلبك لصبايا "الدير"..
أتين يقمن لك الطقس على ضفة نهرك
هاهنّ يشكلن هلالاً حولك
هاهن يماهين قرون الثور بظل تحلّقهن
يمهّدن على إيقاع "معادة"3 ندّابات الدير..
صعود الجدّة عشتار من الموت بأنفاسك..
زاهية بهلال أنوثتها الكونية
ويزغردن لعرس نشورك، فانهض
دعني أشبك أسلاك قيامك بشراييني..
كي تفرد أجنحة العنقاء على الآفاق
تحلّق بي فوق الحوامات، وفوق صواريخ الأفاقين
لنفتح "معركة الجسر" على جثث غزاة مسوخ الفرس المعتوهين
نعيد صياغة أوهام الأحزاب اللاهيّة لهباء التاريخ
نعيد صياغة أحلام الإنسان لمجد الإنسان
ودعنا نفتح أجنحة الحرية فوق الأرض السورية
نشعل أعراس السوريين أيادٍ تتشابك فوق الأكتاف..
تحلّق مثل نسور في الساحات
صديقي الحرّ، تنفس وانظر من فيض بهائك..
كيف نجمّع ذاكرة الحلم لنحمي الحلم
معاً، كيف نعيدك أبهى مما فات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1: "الجرداق": اسم المقاهي الموزعة على ضفاف نهر الفرات في دير الزور.
2: "المؤتمن على الحلم": جملة مقتبسة من مقال الشاعر عقل العويط: "هذا الإله الرجيم"
3: "المعادة": اسم طقس توديع الميت الذي تقيمه النساء في منطقة الفرات.
[email protected]



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمه أحمد البياسي
- نار الثورة وأجنحة الإمام
- يفتح باب النهر ويدخل
- خارج كادر الزنزانة
- في ميزان الشفافية السورية
- ما أجمل السوريين!
- في اصطفافات المعارضة ومجازر النظام.. بإذن الله وإرادة الشعب
- خطاب المعارضة السورية الملتبسة.. في أوج صعوده وسافلة انحداره
- أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - صديقي الجسر