أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص














المزيد.....

أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3641 - 2012 / 2 / 17 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


أيها الشاعر العابر شوارع حمص..
بنعالٍ من رصاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المثنى الشيخ عطية

أيها الشاعر الرائي بنظارة من غبار
أيها العابر السائر في شوارع حمص
باحثاً دون جدوى وسط القنص والراجمات
عن "وشاحٍ من العشب ترتديه أمهات القتلى"
في زمن المجازر السيريالية واجتراح المعجزات
شارداً إلا عن همّ إشعال غليونه المطفأ
من ريح قذيفة دبابةٍ لم يسأل أين سقطت
أيها الشاعر المستقبليّ المزهوّ بعمامة المهديّ
بارزاً يشير له الناس، شفافاً لا يراه الرصاص
أيها الكبير المتعالي بتواطؤ ديكتاتور صغير
أيها الشاعر المهذّب الذي يلوم "رئيسه المنتخب"
لم لا يضع الزهور على جثث الأطفال الذين ينزع أرواحهم
أيها الشاعر "المفرد.. بصيغة جمع" من الشبيحة
يسجدون لمسخٍ شبّيح رأوا فيه صورتهم
أيها الشجاع الذي لا يعبأ بأشلاء "الرّعاع"
متناثرة حوله في النار والتراب والدخان
يدُ طفل هنا، قدم رجل هناك،
قطعة لحم ما تزال معلقةً في الهواء
كأنها من رأس بنتٍ..
أيها المناغم خطوته على موسيقى فاغنر بين الأشلاء
دون أن يخلخل إيقاعها صوت انفجارات القنابل
أيها المغلق أذنيه عن صوت تكبير المآذن على الجثث..
كي لا يلوّث التكبير موسيقى احتفالها بجائزة نوبل
أيها الشاعر "العابر شوارع حمص بنعالٍ من رصاص"..
ثمة رجل يمشي في شوارع حمص بجانبك
محتاراً ماذا يفعل!
بالطفلة التي يحملها بين يديه
بالطفلة النائمة كما يليق بأميرةٍ حمصية نائمةٍ
لا يعكّر صفو غفوتها سوى
لطخةٍ حمراء على جبهتها
تبدو مثل ثغرةٍ مفتوحةٍ رغم تعميتها
دون جدوى من مقص الرقيب
أيها الشاعر الأريب، العارف..
ثمة رجلٌ تظهره الكاميرات بجانبك
يحمل جثة طفلته ومازالت تأكله المخاوف
على طفلته،
رجل قد لا يعني شيئاً لك
لكنه يحمل طفلته ومحتارٌ أن يسألك
أيها الرائي إن كنت تعرف مشفىً ميدانياً
لم يحوله القصف بعد إلى مقبرة!؟..
أيها الشاعر المتكابر بحجم مجزرة..
ثمة رجلٌ إلى جانبك، في شوارع حمص
يمشي بين أنقاض باب عمرو، البياضة، باب السباع
القصور، الخالدية، الوعْر، وكرْم الزيتون
وما لا تريد أن تسمع من أسماء أحياء
تقاوم الموت صابرة تحت نار القتل
أيها الشاعر المهووس بالأسماء
وليكن من يكن اسمك.. ثمة رجل في شوارع حمص..
يحمل جثة طفلة لا يصدّق أنها جثة طفلته
يمشي ذاهلاً في مدينة محاصرةٍ بالمسوخ
يدقون أكفّها بالراجمات على خشب الصليب
أيها الشاعر الأريب السائر في شوارع حمص
ثمة رجل تظهره الكاميرات بجانبك
يلقي ثياب العار على عراء الشعراء
أيها الشاعر العاري في شوارع حمص
دعني أخاطب الرجل الذي بجانبك
يا أنت يا رجل يا حمصي يا محتار أخاطبك..
أنت ياابن مدينة الشعر، ياابن مسيحة الخلاص
ياابن من ارتضت باسمةً أن تكلّل رأسها
بتاج الشوك تحت الرصاص
أن تسمح لي أنا الرجل الدامع القلب
أن أقف معك مواجهاً دبابات الشبّيحة المسوخ
حارساً نوم أميرتك النائمة..
من قطعان الشبيحة الناهشة للجثث
يا أنت يا رجل يا حمصي يا محتار..
اسمح لي أن أقبّل في جبين طفلتك النهار
أن أقبل الجرح على جبهتها
وأن أرفع بندقيتي في وجههم
وأطلقُ النار

[email protected]



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في لا جدوى عقاب سيزيف السوري
- في اللحظة السياسية السورية.. يسار محتار أمام دروب الحرية
- في اللحظة الرمزية السورية.. علمان وعالمان يفترقان
- أيتها الأرض.. أيها الموت
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - أيها الشاعر العابر شوارع حمص.. بنعال من رصاص