أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟















المزيد.....

بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين شكسبير وسوفوكليس..
ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟

لأن أحد أهم مشاكل أبناء الرؤساء في أنظمة التوريث هو وجوب حمل الوريث صفات أبيه الاستثنائية الحقيقية والوهمية المسبغة على الأب في ذات الوقت، وأن يتفوق عليها كذلك بحكم عقدة أوديب من جهة الإبن وبحكم ضرورة وجود صفات تبرّر الاستمرار من جهة بطانة الأب.. كان على الطفل بشار الأسد، ابن الرئيس الذي انطلقت مسرحية تأليهه، أن يعيش طفولة مشوّهة محبطة تتمزّق بين كونه ما عليه وبين ما يجب عليه أن يكون، وكان على الشاب بشار الأسد أن يعيش مأساة الرجل الثاني المهمّش في مسرحية إعداد أخيه العسكري لخلافة الأب، وكان على طالب طب العيون بشار الأسد في بريطانيا أن يعاني من وجوب دوره المرسوم كمدني مثقف في عسكرتارية الدولة، وأن يبرهن هذه الثقافة دون أن يطلب منه أحد ذلك بعمل فذّ... وهكذا كان على البريطانيين أن يعانوا وجود من يتفوق على شكسبير، وأن يشهدوا مسرحية أخرى تنقذ ماكبث من جحيم كوابيس جريمته، كما فكّر طالب طب العيون، بقطع الطريق على نبوءة الساحرات القائلة بهزيمة ماكبث حين يرى غابة بيرنام تزحف إلى قلعته، وذلك بقطع أشجار غابة بيرنام. كما كان على البريطانيين الحريصين على أشجار هذه الغابة ووفقاً لحالته الأوديبية أن يتلقوا رداً منه على نصيحتهم له باتباع طريقة أهل التراجيديا اليونانيين وجعل ماكبث إن أراد أن لا يرى غابة بيرنام تزحف إليه أن يفقأ عينيه، وذلك بقوله لهم أنه هو من يعطي للعالم الدروس...
وهكذا بعد توريثه، وجد الطفل حمزة الخطيب ابن الثالثة عشرة من درعا نفسه ممثلاً بجثته ومقطوع عضو الإخصاب حين عاش وريث الجمهورية بشار الأسد كوابيس خصب الربيع السوري وتفجّره من يد أطفال بسطاء لم يوهمهم أحد بأنهم أبناء آلهة.. هكذا وجد المغني إبراهيم قاشوش الشاب من حماة نفسه ملقى على شاطئ العاصي مذبوحاً ومجزوز الحنجرة حين عاش وريث الجمهورية كوابيس تحطيم أغاني المتظاهرين السوريين لقداسة صنمه كلما رفع شبّيحته تمثالاً له أو سجدوا لصورته.. هكذا وجدت "علا جبلاوي"، الطفلة ابنة الثالثة من اللاذقية نفسها ممدة على الأرض دون حراك، بعين واحدة وإنْ بوجه ملاك، إذ استقرت في عينها الأخرى رصاصة قناص، حين عاش وريث الجمهورية كوابيس انكشاف كذبه وضحك أطفال سورية عند رؤيتهم له عارياً كلما ألقى خطاباً أو تفوّه بكلمة.. وهكذا وجدت الصبية زينب الحصني، ابنة الثامنة عشرة من حمص نفسها مقطّعة الأوصال في كيس جثث بعد اغتصابها من قبل مخابراته وشبيحته، حين عاش وريث الجمهورية كوابيس تأكّد فشل حلّه الأمني في إخضاع السوريين وإجهاض انتفاضتهم.. وهكذا تصاعدت دراما الرعب إلى إيعازه لجيشه ومخابراته وشبيحته المنتشرين مثل زومبي في شوارع المدن السورية بخطف الصبايا السوريات والتهديد باغتصابهن وتقطيعهن إن لم تتوقف الانتفاضة...
على صعيد آخر هو صعيد إعلامه بأنه يقوم بالإصلاح ويجري عملية سياسية إلى جانب محاربته لعصابات مندسّة لم يفلح في نفي أنها قادمة من الفضاء.. تكشفت ساحة عمله السياسي عن فشل تلو الفشل في إقامة حوار سياسي بينه وبين الناس في ظل مدافعه ودباباته وسفنه الحربية وطائراته الموغلة قتلاً في أجساد الناس، حيث بدا أن أشجار غابة بيرنام المروية بدماء قطْعها تنمو بصورة أكبر فور قطعها، وتكشفت مسرحياته في معالجة الفشل انسجاماً مع طبيعته في أن يكون الأستاذ المسيطر وفقاً لما تمّ إعداده عليه، والتلميذ المكابر لكن الصاغر وفقاً لما هو عليه، باتجاهه إلى اللعب بالمعارضة التقليدية المترددة والمصابة بمرض الخوف وأوهام الإصلاح من خلال خلق الوهم بحواره معها... وهكذا كأستاذ مسيطر يعاني من كوابيس نبوءة زحف الغابة إلى قلعته.. التقت بثينة شعبان/ مبخّرة علاج كوابيسه بحسن عبد العظيم والعديد من المعارضين الإصلاحيين الذين شكلوا "هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي" في مؤتمر فندق سميرا ميس ومن ثم شكّلوا مجلسها قرب دمشق تحت لاءات ثلاث هي: لا للتدخل الخارجي، لا للعنف، لا للطائفية.. لم تستطع إلا أن تتكشف عن نَعمَات للنظام، الذي يحاول إلصاق موبقاته بقوى الثورة التي لم يطرح أي منها هذه الموبقات وبقي الوحيد الذي يستجلب ويريد هو لا غيره استجلاب القوى الخارجية، ويمارس هو لا غيره العنف الذي وصل إلى جرائم ضد الإنسانية، ويدفع الأقليات بعموم أنواع الترغيب والتهديد إلى الطائفية.. إضافة إلى صب ماء بلاغات وتصريحات بعض ممثلي هيئة التنسيق المحرجين أمام قوى الثورة والإعلام من قبولهم مشاركة النظام وتحت قيادة بشار الأسد بطبيعة الحال في طواحين التغيير الواهم الذي يعيد على هذه الصورة إنتاج النظام منقذاً إياه مما غرق فيه من دماء السوريين...
هكذا كتلميذ مكابر لكن صاغر أمام حرس أبيه القديم، ويعاني من كوابيس عدم قدرة أوهام الإصلاحيين في هيئة التنسيق الوطنية على إجهاض نزع الثورة لشرعيته، وفشل محاولته إدخال حمائم حرس أبيه القديم بمبادرة وطنية ديمقراطية مخادعة يقودها محمد سلمان إلى هذه الهيئة التي لا تخلوا من وطنيين مخلصين، مع تفتت هذه الهيئة نفسها بتفسيرات شعاراتها الطروادية وفقدها لجماهيرها الضئيلة أصلاً داخل حركة الثورة.. وجد صقور حرس أبيه القديم، أساتذة إجهاض الثورات بالمجازر، والذين كان أبوه نفسه قد أبعدهم لتمهيد طريق توريثه مثل علي دوبا ومحمد الخولي أنفسهم مستشارين داخل قصره، ووجد السوريون أنفسهم داخل فيلم رعب آخر مواجهين أمواتاً مسلحين بالدبابات والحوامات والرشاشات والبلطات يتحركون لنهش لحوم صباياهم كما الزومبي، لكن أيضاَ بروح سامية تصنع المعجزات وتطلق الأيام بتسميات التضامن بين المدن والشخصيات كما تطلق الجمع بتسميات استراتيجيات الكفاح، وتدفع رغم الإحباطات من تشتت المعارضة القوى الغيورة التي تفتقد الخبرة السياسية في الثورة إلى الخجل مما تتيحه تجاربها الصبيانية من مدّ عصابات النظام بأنفاس جديدة، إضافة إلى إحراق ريش طواويس الثورة المتسلقين على سورها بحبال خيلاء الإعلام الواهية، وتعليم قوى الثورة على اختلاف طروحاتها الإيديولوجية فضيلة الديمقراطية في تجنّب فرض الأدلجة، ومعنى وحدة البرنامج في ظل احترام الاختلاف، وتجنّب إجهاض الثورة بأوهام أسلمة الدستور، مع احترام دم الشهداء الذي سال واحداً من جميع السوريين والإخلاص لتضحيات الجرحى والمعتقلين على طريق بناء دولة سورية المدنية الديمقراطية، لجميع مواطنيها دون تمييز في الدين أو المذهب أو العرق أو اللون أو الجنس.. مع ختام ذلك بمحاولات تحقيق ائتلاف معارضة الداخل والخارج التي تطرح شعار إسقاط النظام دون لبس وتنسيقيات الثورة في كيان يمثل الثورة ويسدل الستار على مهزلة مسرحية الديكتاتور الأخرق عن فهم ما تعنيه كلمة سورية، وما تعنيه إرادة الشعب السوري.

**** **** ****
طبيب العيون الأعمى الذي يعاني من فشل قطعه لأشجار الغابة التي تنمو مرةً بعد مرة ببذور دماء شباب الثورة في سورية، أصبح لزاماً عليه في استحضاره لروح أبيه محمولة على أسلحة حرس الأب القديم ربما التفكير بالحل التراجيدي اليوناني الذي يضع أمامه تحديات هزيمة سوفوكليس لحلّ عقدة أوديبية فشله بما لا يخطر على بال، أمام إنجازات أبيه البارعة لكن المكشوفة كذلك في إخفاء جرائم قتله للرجال والنساء والأطفال.

[email protected]



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟