أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية














المزيد.....

مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ردّ على مقال الناقد صبحي حديدي نشره في القدس العربي ليبرّر فيه إنشاء ما سمّي بالمبادرة الوطنية الديمقراطية يحاول الوزير وعضو القيادة القطرية لحزب البعث في سورية مروان حبش أن يقلب في ظاهر مقاله صورة التحليل العميق الذي قام به صبحي حديدي في مقاله المميز "سورية: طائفة تتململ، وجيش يرتبك، وحرس قديم يستفيق"، لأسباب استفاقة الحرس القديم للأسد الأب على رنين جرس محمد سلمان الذي يهتز بإيقاع يد بشار الأسد الإبن كما يبدو.. لكنه يعيد في الجوهر إلى الأذهان صورتين متداخلتين الأولى هي صورة هروب تعكس مرض العديد من السياسيين والمثقفين ورجالات السلطة بنكران واقعٍ فرض نفسه على الأرض هو واقع طروحات الثورة الراديكالية بإسقاط النظام، والتشبث بواقع وهمي تجاوزته الأحداث التي فرضت هذا الواقع، بتوازٍ مع مرض نكران بشار الأسد كما بدت صورته في مقابلته الأحادية مع التلفزيون الرسمي السوري، حيث ما تزال العصابات المسلحة والتأييد الشعبي ووهم مناعة الحائط الإيراني والحزب اللاهي ملاءات بيضاء تطير بأجنحة مرفرفة في مخيلته، وحيث: ما هو مهم في مبادرة الحرس القديم وفقاً لملاءات حبش الطائرة: "أن يكون حوار هذا الحرس مقتصراً على صاحب القرار دون غيره (بشار الأسد)، وأن يتولى بشار الأسد نفسه زمام المبادرة بالتغيير، مع سعي مجموعة المبادرة وفقاً لحبش (وهذا هو سبيل تمريرها) "إلى الالتقاء مع كل مجموعات المعارضة والسعي معاً لإنجاز شكل ما تنضوي تحت سقفه كل المعارضة بعد اتفاقها على عدة أهداف لا يمكن الاختلاف حولها، ويكون هذا الشكل كغطاء سياسي لثورة الشباب"، / ومع إنكار حبش واقع أن الشباب الذين يتحدّث عنهم رسموا على ملاءاته الطائرة بوضوح صورة الواقع التي لا يمكن إنكارها بأن: الشعب أسقط شرعية بشار الأسد ويريد إسقاط النظام ورحيل رئيسه، وبانفعال من يصاب بالإنكار أيضاً عند رفض بعض راديكاليي هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي الحوار مع النظام، ورفض ضمهم لمجموعة المبادرة إلى الهيئة باتهام حبش لهؤلاء بممارسة الإقصاء، مع وعده بالنضال "من أجل خروج هذه الهيئة من ذهنية العمل بعقلية الشلة والانعتاق من تأثير بعض هواة السياسة على قراراتها التي كان من نتيجتها تسطيح المفاهيم وإقصاء الكثيرين" كما يقول...
الصورة الثانية يكشفها الوعد النضالي المصرّ من مروان حبش على حامل هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي بقيادة حسن عبد العظيم وعضوية شخصيات معروفة مثل ميشيل كيلو، حيث تنحلّ قليلاً عقدة التداخل بين الصورتين لتتبلور الصورة الثانية بمبادرة ليست نابعة بأية حال كما يقول صبحي حديدي من "صحوة حرس الأسد الأب الذين مهدوا وصنعوا توريث الإبن على ضرورات الإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامة المواطن السوري، بل لأنهم أخذوا يستشعرون تململ شرائح واسعة من أبناء طائفة صارت تتبصّر مصائرها على نحو أوضح، وأخذت تدرك ـ ببطء، ولكن على نحو منتظَم ومتدرج ـ أنّ منابع الأخطار على الوطن ليست تظاهرات الشعب، بل تحالف قَتَلة الشعب وناهبي الوطن"، وفي تفسير أوضح: مبادرة تحاول إيجاد مخرج للنظام يبقي بشار الأسد في السلطة، ويرضي القوى الخارجية المعنية بالأزمة السورية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتركيا والدول العربية مع ضرورة إصلاحات يجب القيام بها دون تضحية بجوهر النظام واستبدال الحل الأمني الذي يعرف محمد سلمان ومجموعته أكثر من غيرهم أنه فشل في تطويع الشعب وزاد من اتساع وتجذّر الثورة، بحلّ سلمان السياسي الذي يتكرّر طرحه بعد أن فشل في المرة الأولى على حامل قوى في "هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي" صرّحت بأنها لم تطرح أصلاً إسقاط النظام ويطيب لها حلّ يجنّب في رأيها البلاد من الدخول في فوضى الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية...
ويبدو أن صورة مبادرة سلمان وحبش وشلة حرس الأسد الأب على حامل القوى المحسوبة على اليسار في هذه الهيئة تجد لمعالمها نصيباً في التكون، تحت ظلّ الفشل المتكرّر لمؤتمرات بعض قوى المعارضة الكلاسيكية وقوى الثورة الجديدة في الخارج بصورة خاصة، وطروحاتها المتسرّعة في تشكيل مجالس وطنية مهلهلة بمختلف التسميات، واليأس الذي يريد النظام إشاعته في نفوس قوى شباب الثورة في الداخل مستغلاً هذا الفشل، لتمرير حلّه السياسي الذي يعيد إنتاج سلطة استبداده وفساده نفسها بعبوة جديدة، لكن أيضاً، ولسوء حظ النظام النابع من طبيعته المافيوية القمعية الإجرامية المخادعة، تحت شمس نار الثورة التي تزيح هذا الظل بجمعةٍ ساطعة تليها جمعة أشدّ سطوعاً، وتدفع قوى "حسن النوايا" اليائسة المهرولة للالتحاق بالشكل الجديد لحلول النظام إلى الفرملة، كما تدفع القوى الغيورة التي تفتقد الخبرة السياسية في الثورة إلى الخجل مما تتيحه تجاربها الصبيانية من مدّ عصابات النظام بأنفاس جديدة، إضافة إلى إحراق ريش طواويس الثورة المتسلقين على سورها بحبال خيلاء الإعلام الواهية، وتعليم قوى الثورة على اختلاف طروحاتها الإيديولوجية فضيلة الديمقراطية في تجنّب فرض الأدلجة، ومعنى وحدة البرنامج في ظل احترام الاختلاف، وتجنّب إجهاض الثورة بأوهام أسلمة الدستور، مع احترام دم الشهداء الذي سال واحداً من جميع السوريين والإخلاص لتضحيات الجرحى والمعتقلين على طريق بناء دولة سورية المدنية الديمقراطية.. ويبدو أن الوقت قد حان لقوى الثورة المتبلورة في تنسيقيات الداخل على اختلاف أشكالها وائتلافاتها مع قوى المعارضة الراديكالية التي حسمت أمرها برفع شعار إسقاط النظام دون لبس، أن تعمل على طرح مبادرتها في عقد مؤتمر وطني لعموم قوى الثورة الديمقراطية السورية وقوى المعارضة على قاعدة الانحياز الكامل لأهداف الثورة في إسقاط النظام، والتفاوض فقط على خروج النظام وآلية تسليمه السلطة للشعب، وتأكيد طبيعة الدولة السورية الوليدة على أنها دولة مدنية ديمقراطية تعددية لجميع السوريين دون تمييز في الدين أو العرق أو المذهب أو اللون أو الجنس.



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المثنى الشيخ عطية - مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية