أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - أيتها الأرض.. أيها الموت














المزيد.....

أيتها الأرض.. أيها الموت


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 09:32
المحور: الادب والفن
    


أيتها الأرض.. أيها الموت

المثنى الشيخ عطية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خذيه إلى حضنك المشمس المرمريّ
خذي صمته وهدوء يديه..
خذي معه كلّ أيامنا الماضيات، ولا تبكهِ/
إن هذا صديقي لؤي* /
المحارب عاد إلى حضنهِ بين سعي الفراشات/
لا جرحَ يمنعه عن مدار سكينتهِ.
فاحضنيهِ،
ولا تغلقي جرحهُ،
واسدلي بين هذا النشيد لعينيه،
وبين رخاوة جفنيه/
ستراً شفيفاً يقيه الرصاص...

*** *** ***

صديقي الذي اختطفته الفراشة مني،
وعاد إليّ/
ملاكاً، ويغفو ملاكاً بحمّى الفَراش
صديقي الذي غيّبته الرصاصة عني،
وعاد إليّ/
رصاصاً، وغنيت في عرسه للرصاص
صديقي الذي أطلقته الزغاريد من موتها/
فاتجهتُ بقلبي إلى الموت...

*** *** ***

ماذا يقول ليَ الموت
ماذا يقول الحليب على فمهِ
فوق صدر التي أرضعتني الدماء
وماذا يقول لي المتعبون بحمل جنازتهِ
فوق قلبي الذي يمخر النهر..

ماذا يقول الهتافُ
وماذا تقول الضفافُ
وماذا تقول المهاميز للزورق المتوحّد بالنار..

ماذا يقول ليِ الحاكم الأجوف المستبدّ
وماذا تقول ليَ الجثث اللاتعدّ
وماذا تقول الرمال التي أتخموها بلحم رفاقي..

وماذا يقول الفراتُ
وماذا تقول الحياةُ
لآخر خيطٍ من النور..

ماذا تقول لي الهوّة المشتهاةُ
وماذا تقول الوحوش التي أطلقوها بقلبي إلى الموت؟...

*** *** ***

يا أيها الموت..
يا قمقمي، وصديق استفاقة روحي الوحيد
ويا نسرَ قلبي الذي حجّرته السكاكين
دائرة فوق دائرةٍ
يا دمي
ومهاري الحبيسة عن عبق الأرض...

أيّ ربيعٍ قتيلٍ سينهمر الآنَ
بين ضلوعي المدمّاةِ
أيّ جبالٍ تلوّح لي
بين هذي المساحيق بالنار

وأيّ جنونٍ سترسله في عظامي المسجّاةِ
بين الثواني، وآه الزهورِ..
بفورة هذا اللقاح المغيّبِ...

أيّ بروقٍ تجمّعها/
لاكتمالي
وأيّ عروقٍ توسّعها/
لاحتباس البراكين والموجِ..
منفلتاً في الشوارعِ
أيّ رصاصٍ جميلٍ سيشطر وجه النهار!...

وأيّ خيول تحمحمُ
أيّ طبولٍ تتوّج كفّي..
برمح صديقي المحاربِ..
أيّ مزامير تطلقها في التحامي
وأيّ القيامات/ تقتلني
أيها الموت
أي الجنازات/ تبعثني
من بقايا صديقي!

*لؤي كضيّب: من أوائل شهداء مظاهرات الشعب السوري ضد نظام حافظ الأسد، عام 1979م.. صديقي الذي أرجو أن ينقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة شهداء ثورة ربيعنا عام 2011 في دير الزور، رمزاً لتواصل تضحيات شبابنا ضد تواصل الاستبداد.
[email protected]



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحصنة طروادية على بوابة الثورة السورية
- بين شكسبير وسوفوكليس.. ماذا سيفعل بشار الأسد بعينيه؟
- الدومري علي فرزات.. بأصابع مكسّرة ساخرة
- مخارج النظام المأزوم وسور الثورة السورية
- مريم السورية في اليوم السابع
- في ضوء اللحظة الشعرية السورية.. أدونيس وفتىً اسمه حمزة الخطي ...
- لنحتفل بغير جثثنا يا أصدقاء
- جدتي من بلدة المرقب لن تستطيع أن تحاور الرئيس
- مثقفو الخواء في اللحظة الدرامية السورية
- قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - أيتها الأرض.. أيها الموت