أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - مدينة التاريخ ..بين الواقع والأمل















المزيد.....

مدينة التاريخ ..بين الواقع والأمل


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 01:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لايختلف اثنان على ان للانسان روابط متينة مع المدينة التي يعيش فيها طفولته وفيها ذكريات العمر ، فكيف اذا كانت الناصرية ، التي لأسمها ايقاع ونغم خاص على مسامع اهلها، ففي صدر التاريخ كانت مسكن لنبي الله ابراهيم ،واختط فيها اول حرف، فهي مدينة العلم والادب والفن والابداع والفرات والتاريخ .. وبروز مكانتها في نفوسنا يظهر جليا ً ان ابتعدنا عنها لأيام فنحس بالشوق والحنين اليها .
ومع انها كانت محط اهمال واغفال متعمدين في العهد السابق ، غير ان أهلها كانوا صابرين محتسبين ،واليوم وهي تدار من قبل ابناءها ، فالأمل يكبر في تعويض ما مر بها من حرمان ،اننا اليوم نطمح ان نرى مدينتنا اجمل مدن الأرض ، وهذا ليس صعبا ً و لسنا طالبي المستحيل والناصرية تمتلك كل مقومات الجمال ،انها أشبه بفتاة ريفية فائقة الجمال ولكنها تفتقد العناية الحديثة والأهتمام التي تبرز جمالها كما تفعل بنت المدينة ، فالفرات الذي يغفو حالما ً في منتصفها يزيدها رونقا ً وتمتد على جانبيه بساتين النخيل الرائعة ولكننا نجد جانبي النهر داخل المدينة جرداء بعكس ما هو مطلوب حيث يتوجب أن تكون تلك الشواطئ أجمل ما يكون وموشاة بالخضرة وانواع الأشجار والشجيرات وأن تستغل تلك الشواطئ الطويلة لأنشاء كازينوات وأماكن راحة للعوائل التي نراها مع الأسف في المناسبات تفترش الأرض أو تبحث عن مكان لائق لتمضية استراحة مناسبة وهذا الطموح يضاهي توفير الخدمات الاساسية ، بل هو يسير جنبا ً الى جنب معه ، فالشوارع يتوجب ان تكون واسعة و معبدة ونظيفة يتوسطها أو على جانبيها أو كلاهما معا ً الاشجار والشجيرات والورود والارصفة منضدة بجمالية ونظيفة، ان انتشار بساط الخضرة والنبات بانواعه يؤثر في نظافة الارض والهواء ونفسية الناظر ، كما يمكن ان تكون الابنية بألوان مختارة تنتشر في وسطها الساحات العامة الخضر ، وتلك الساحات موجودة في التخطيط الأساسي لاغلب الاحياء غير أنها مهملة فنجدها أما خالية أو مليئة بركام الأزبال ،ومدينة يتوسطها الفرات ليس صعبا ً ان تكون هي ومحيطها خضراء ،كما أن جانبي النهر يمكن ان تستغل لأعطاء مسحة جمالية كبيرة للمدينة وتوفير مكان راحة تلجأ اليه العوائل ، وقد ينجز هذا بفتح مجال الاستثمارللمتمكنين من مواطني المدينة ،إذا كانت الدولة قاصرة ، ونعجب عما نسمعه من تصريحات من ان شواطئ الفرات لايمكن التصرف بها كون حق التصرف بها يعود للجهة الفلانية ! ،واذن الى متى نبقى في هذا الأهمال والتخلف والى متى لاتستطيع الدولة من جمع أي أطراف متنازعة على مائدة واحدة وفرض ما يناسب ويفيد المدينة وسكانها ، وهذا ما يحصل اليوم لمشاريع تعود بالنفع على المدينة وأهلها بحجة أن الأرض الفلانية تعود الى عشائر كذا ،ويجب ان لايفهم من كلامنا اننا ندعو الى إغتصاب اراضي الغير واقامة مشاريع عليها ولكن الدولة تستطيع تعويض الملاك الحقيقيون اذا اثبتوا ملكيتهم للأرض بوثائق رسمية ،ومن الخطأ أن تترك المقاول أو المستثمر لمصيره من النجاح أو الفشل ، يجب أن تسن قوانين لمثل هذه الحالات تحدد العلاقة وتعوض اصحاب الأرض .
ونحن الى الأن لم نتمكن من الأستفادة المثلى من الأماكن العامة الموجودة في المدينة ، فمدينة الألعاب لايمكن ان تقصدها الناس الاّ بالمناسبات بسبب الأسعار العالية وخاصة بالنسبة للعوائل التي لديها أطفال ، ومع مواردها الجيدة فان الزائر يلمس ان الأهتمام بدأ يقل بساحاتها وتوفير الخضرة بداخلها ويظهر ان الأمر يعود لمزاج المستثمر وليس هناك متابعة مستمرة من الجهات المسؤولة ، اما المتنزه الذي يشكو الأهمال الكبير بحيث ان واقعه قبل ثلاثين سنة هو أقضل بكثير من واقعه اليوم وهذه مفارقة تثير الأستغراب تدل على اننا نعود الى الوراء ولانتقدم ، وهناك خشية من الأهالي ان يعطى لمستثمر بنفس ضوابط مدينة الألعاب فيصبح من العسير على العوائل متوسطة الدخل والفقيرة دخوله ،والمتنزه يحتل مكان رائع على انعطافة لنهر الفرات وبالتالي لو صمم بشكل جيد سيكون مكان رائع لراحة العوائل .
والتراب مشكلة مزمنة في مدينتنا حيث أنه يملئ أجواء المدينة ولايفارقها الا في يوم المطر ،ما يلبث ان يعود حال ظهور الشمس لعدم وجود اعمال تنظيف حقيقية . كما أن أزدياد اعداد السيارات يعمل على تطاير هذا التراب بأستمراروطيلة فترة النهار ما دامت هذه السيارات متحركة ، والعلة ليس في حركة السيارات ولكنها في أعمال التنظيف ، فليس هناك تنظيف بالمعنى الحقيقي للشوارع فلا غسل ولاأزالة للاتربة التي تتراكم على جانبي الطريق ،حيث أن كادر التنظيف العائد للبلدية يقوم بتنظيف الاوراق والاوساخ البارزة ولاعلاقة له بأكوام التراب أو الطين فهو غير داخل في واجباته أو ليس من اختصاصه كما يبدو !
ان هذا ما يجعل جو المدينة ملوثا ً وسببا ً لامراض تتصدر فيها المدينة أغلب المحافظات مثل الربو والحساسية وامراض العيون ...ونعتقد أن ما تصرفه الدولة لتوفير علاج هذه الامراض يمكن أن يقل بمقدار كبير أذا كان هناك أهتمام بالواقع البيئي داخل المدينة .
وقد يقول قائل ان جو المدينة يتعرض لغبار جوي من خارج المدينة ، وهذا صحيح ولكن نسبته أقل بكثير قياسا ً الى التراب الداخلي المتطاير من داخل المدينة وفي شوارعها بالخصوص ،كما اننا بمقدورنا الاهتمام بالحزام الاخضر للمدينة لتقليل تاثير الملوثات الخارجية ، وهذا الحزام الذي بدأ يختفي بالتدريج متحولا ً الى احياء سكنية بسبب سياسة الدولة القاصرة في معالجة مشكلة السكن بصورة واقعية وصحيحة .
وما نريد ايضاحه هو ان بمقدورنا التخلص من نسبة عالية من التراب أذا قمنا بتنظيف شوارعنا تنظيفا ً جيدا ً ومستمرا ً باستخدام اليات حديثة وبمساعدة المواطنين حيث ان كل مواطن مسؤول عن جزء الشارع المقابل لبيته وقيام البلدية بالاهتمام بالحدائق الوسطية والتي اخذت في الاونة الاخيرة تقوم بفرشها بالبلاط فتريح وتستريح ! .
ومن المؤسف ان لانرى احدا ً يعترض على الغاء الحدائق او اهمالها مع ما لها من اهمية كعامل بيئي ومسحة جمالية تضاف الى المدينة ،نعتقد ان الحدائق بحاجة الى اهتمام وتعيين كوادر متخصصة للاشراف عليها ويمكن اعطاء كل حديقة ،سواء كانت وسطية أو حديقة عامة لفلاحين يتقاضون راتب من الدولة مقابل العناية بها ، وهذا متبع في اغلب دول العالم وعواصمها الجميلة ،ولايقتصر واجب الشخص الذي يعيين مسؤولا ً للحديقة على الزراعة والسقي ولكن واجبه يتعدى ذلك الى الاتصال بالاجهزة الامنية اذا تعرضت شجيرات الحديقة وأسيجتها للعبث ،ويمكن إيصال شبكة مياه لسقي الحدائق يكون مصدرها نهر الفرات فلا تكون عبأ على شبكة مياه الشرب .
وفي الاحياء التي لاتزال شبكة المجاري فيها مؤجلة ، يمكن أحلال الانابيب محل السواقي الاسنة كحل سريع ريثما تتمكن أجهزة الدولة من ربط كامل المدينة بشبكة المجاري .
ان آليات الدولة يمكن ان تسهم بجهد رائع في تغيير وجه المدينة ونعتقد ان ذلك جزء من التواصل اللذي ينشده المواطن من اجهزة الدولة وهذا بدوره يقلل من حالات اللا مبالاة والسلبية التي تصدر عن المواطن نتيجة لما عاناه في العصور القديمة من اهمال .
و الزحام ،سواء في شوارع المدينة أو على جسورها والذي أصبح أمر لايحتمل ، فهو اضافة الى المضايقة الكبيرة للمواطن وعدم قدرته على قضاء اشغاله بيسر فأنه سببا ً للعديد من الحوادث التي تقع يوميا ً ،ويستدعي معالجة جادة وسريعة في مدينة كبيرة تتوسع وتنمو بسرعة ،ودراسة حالات الجسور على نهر الفرات والتي هي الأن بواقع مزري وهي عرضة ،في أي وقت ، لحوادث كارثية لا سمح الله .
واخيرا ً هل هذا ممكن أم أنه ضرب من الخيال ،انه ممكن كون الجميع متعطش اليه ،فبقليل من الهمة والحافز والاستخدام الامثل للأمكانيات المتوفرة يمكن ان تكون مدينتنا الاجمل .

[email protected]














#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا استقلال سياسي بدون استقلال اقتصادي
- أميركا والنصح اليهودي
- بيانات خاطئة ..فقر وبطالة اكثر!
- المشاريع الصغيرة وعلاج البطالة
- المنطق الأمريكي خلق الأرهاب
- المرأة نصف ملاك ونصف بشر
- عمل الأحداث و فساد القيادة
- أخلاقية الهزيمة والجهاد المشرف
- مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟
- بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
- القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
- ديننا الحنيف وفعالهم
- عيد العمال في مدينتي
- تحية للطبقة العاملة بعيدها
- البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
- لنعود الى منابع ديننا الصافية
- أمير العرب والدين الكنسي الجديد
- البطالة والجنة الموعودة
- قروض العاطلين ..التجربة الأولى
- الصداقة... أروع علاقة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - مدينة التاريخ ..بين الواقع والأمل