أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - عمل الأحداث و فساد القيادة















المزيد.....

عمل الأحداث و فساد القيادة


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من انها سن الدراسة المفترض الا ّ ان القانون يجيز عمل الأحداث في سن الخامسة عشرة ونشاهد اليوم فتية اصغر عمرا ً من ذلك بكثير يتوزعون في الشوارع بين زحام السيارات يبحثون عن لقمة العيش لعوائل اختلفت الظروف التي اجبرتها على زج فلذات اكبادها في هذه المهمة الصعبة ، ففي معامل الطابوق يفتح الطفل عينيه على الحياة يجد نفسه وسط بيئة عمل قاسية ، وانه يسكن ويعيش وسط بيئة عمل تنعدم فيها الظروف الصحية وظروف العيش الكريمة ويشب على هذا الواقع فيجد نفسه بدون ارادته قد بدأ يعمل حاله حال أهله ولما يزل طفلا ً وتجبره ظروف العيش والسكن على ان يتزوج ويولد الأطفال ويستمر حتى المشيب في هذا المحيط القاسي وهناك الكثير الكثير من القصص المؤلمة والحالات التي تضطر فيها العائلة على دفع ابناءها الأحداث في اتون الحياة قبل الأوان ولما يزالوا غير قادرين على المواجهة .
ولايمكن ان نلقي باللوم الأكبر على العائلة في جميع الحالات ،ولكن يلام المجتمع الذي تغيب فيه العدالة وتكافؤ الفرص وتوفير الحياة الكريمة لأفراده ،والحكومات التي تغيب فيها برامج النهوض بالواقع الأقتصادي وغياب برامج الأعانة ومعالجة البطالة ، ان العائلة التي فيها رب الأسرة عاطلا ً عن العمل مما لاشك فيه تحمل بذور تمزقها وسط قسوة الحياة وتكون تلك العائلة اشبه بسفينة غير محصنة وسط ريح عاتيه ،وتكون حياة الأبناء متميزة بالفشل والضياع ،وسيكونون مؤهلين للأنجراف نحو الممارسات الخاطئة والأنحراف والشذوذ .
الطاقات الضائعة
ـــــــــــــــــــــ
سيخسر المجتمع هذا الجيل الواعد الذي تقوم الأمم المتقدمة المتمكنة برعايته منذ الصغر واكتشاف مواهبه وسبر اغواره ، لوضعه في الطريق والأختصاص اللا ّئق الذي يجيد الأبداع فيه ، حيث ان اكبر طاقات واعدة هي طاقات الشباب التي هي امل كل امة ،وعندما نقرا سير اغلب المتفوقين اليوم في مختلف مجالات الحياة ،نجد ان هناك ايد امينة وقلوب حانية قد امدتهم بالرعاية في السنوات المبكرة من الحياة ،وهذه سنة الحياة ،ومن هنا فاننا برمي الأحداث في صخب الحياة نجني عليهم بقطع طريق الحياة عليهم ونخسرهم ،ونولد مشاكل جديدة تجعل من هؤلاء وبالا ً على المجتمع ذاته الذي يأخذ بالأنفاق ووضع الدراسات المختلفة لمعالجة نفوقهم وتحولهم الى طرق تهديمية ، كالجريمة مثلا ً وكان الأولى ان تكون الوقاية خير من العلاج ،فقد كان الأصح معالجة الأسباب التي ادت بهؤلاء الى الأنحراف ووضع الحلول الناجعة لها .
الفساد الأداري والأقتصادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان الفساد اذا ساد راس الهرم فقد انتشر على جميع الجسد واصبح من الصعب علاج علله ، ولهذا فمن المهم ان تكون السلطة التي تقود البلاد من النزاهة والحكمة و القوة بمقدار كبير لكي تكون قادرة على ادارة البلاد وتوزيع ثرواتها بعدل وانصاف ووفق ضوابط يعرفها المجتمع ويرضاها ،تؤدي بالنهاية الى توفير الحياة الكريمة لكل فرد من افراده ،ونجد هناك امثلة كثيرة على مجتمعات ابتعدت عن الحروب والمغامرات ،وسلمت قيادها الى من هم خيرة ابناءها من الصفوة التي تختارهم بطرق حضارية لا غوغائية ، فأننا نجد ان هذه البلاد ينتشر فيها الأمن وتتوفر فيها الحرية و الحياة الكريمة لكل مواطن وتظهر في سماءها نجوم متألقة من العلماء والمفكرين والمتفوقين في كل مجال من مجالات الحياة ونجد فيها البطالة في اقل نسبها ان لم تكن معدومة وينعدم الفقر وتتناقص فيها معدلات الجريمة والحوادث السلبية الأخرى ،ويحصل العكس للبلاد التي يتطاول للقيادة فيها من هب ودب فانها بالنتيجة النهائية ستكون موضع تجارب لأشخاص مغامرين من النادر ان يظهر فيهم القائد المتمكن الذي يستطيع كشف علل المجتمع ووضع الحلول لمعالجتها .
لقد اصبح اليوم لكل اختصاص مدارس ومعاهد تلم بأصول وفنون ذلك الأختصاص وتعلم اسراره وخباياه ،ولما للقيادة من اهمية في دورة حياة كل بلد فأن من المهم عدم تجاهل هذا الجانب وجعل تخرج الشخص من احد هذه المدارس من الضوابط التي يقبل على اساسها المتقدمون لأشغال المراكز القيادية او على الأقل كشرط من شروط المفاضلة .
علة مجتمعاتنا
ـــــــــــــــــ
ان من اهم علل مجتمعاتنا هو ان قيادات البلد تاتي عن طريق الدسائس والأنقلابات وبالتالي فمن يتصدى لقياد البلاد يكون على الأعم الأغلب من المغامرين الذين لايمتلكون الكفاءة وستكون النتائج حتما ً كارثية حيث سيهتم بأشباع نزواته دون الأهتمام بالمجتمع كرب العائلة الذي يهمل عائلته .ولهذا فأن من اهم المعالجات هو اختيار الطريقة الديمقراطية التي ترى بعين العقل وبضوابط مدروسة انها ستاتي باناس اكفاء، وليس الديمقراطية الغوغائية التي يسمح فيها لكل من يجرب حظه بتسيد زمام القيادة .
الواقع المؤلم
ــــــــــــــــــــ
صحيح ان هناك من ينادي بمعالجة البطالة والفقر ،وتوجد هيئات ومنظمات دولية لحماية الطفولة والدفاع عن حقوقها ،ولكن الواقع مؤلم ومرير فالاف الأطفال والصبية من كلا الجنسين يباشرون كل صباح اعمال من المفترض ان يقوم بها الكبار وان هناك الالاف منهم من يقع ضحية جماعات وعصابات لاهم لها سوى الربح المادي ،تستخدمهم كسلعة رخيصة ثم ترمي بهم في الشارع عند انتهاء حاجاتها ، وهذا يحصل بوجود الحكومات واجهزتها الأمنية والمنظمات المختلفة ، فمثلا ً لو أخذنا عصابات التسول تلك التجمعات التي تعمل بجد ونشاط يفوق نشاط أي منظمة من منظمات حقوق الطفل ،ولاترى منها ظاهرا ً سوى عشرات الأطفال التي عوقت او صنع لها عاهات تجعلها مؤهلة لأحتراف هذا العمل وهي ممدة في الشوارع لأستدرار العطف وكسب النقود التي تذهب الى جيوب هذه العصابات ! فهي ظاهرة في العلن لا احد ينادي بالقضاء عليها او معالجتها على الرغم من خطورتها على مستقبل وحياة هؤلاء الأطفال والصبية .
ان مشكلة عمالة الأطفال والأحداث مشكلة كبيرة بحجم مشكلة القيادة والفساد الذي يستشري في البلاد وحلولها تتم بمعالجة مشاكل البلاد الرئيسية ونوع الكفاءات التي تتولى القيادة فيها .

[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقية الهزيمة والجهاد المشرف
- مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟
- بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
- القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
- ديننا الحنيف وفعالهم
- عيد العمال في مدينتي
- تحية للطبقة العاملة بعيدها
- البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
- لنعود الى منابع ديننا الصافية
- أمير العرب والدين الكنسي الجديد
- البطالة والجنة الموعودة
- قروض العاطلين ..التجربة الأولى
- الصداقة... أروع علاقة
- لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان
- العراق .. المطلوب بعد الأنتخابات
- الحكام العرب والأستراتيجية الأمريكية
- قبل صندوق الأقتراع
- احدث حكايات الف ليلة وليلة
- مدارس تعلم الفشل
- التحدي الأكبر للعراقيين


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - عمل الأحداث و فساد القيادة