أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - المنطق الأمريكي خلق الأرهاب















المزيد.....

المنطق الأمريكي خلق الأرهاب


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4091 - 2013 / 5 / 13 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المعروف أن الأمريكان قاموا على انقاض شعب الهنود الحمر ( كان يقطن القارة الأمريكية قبل ان يجتاحها الأوربيون أكثر من 500 مجموعة مختلفة من السكان الأصليين ، بعضها قبائل صغيرة وبعضها أمم ،تعداده اكثر من ثمانية عشر مليون نسمة ) ووضع الأمريكان فلسفة ومنطق خاص بهم ، صاغوه بأسلوب ادبي ،اضافوا له مسحات من بركات الرب يدعم منطقهم من أن موارد الطبيعة لم تخلق بهذا السخاء الرباني لكي يهدرها المتخلفون ، ومن هنا فأن الأحق بالموارد هم الأقدر على استغلالها ،ولهذا فأن أغتصاب الأرض يصبح واجبا" على المؤمنين ، كما أن أستغلالها خير الصلاة لخالقهم وخالقها .
وبهدى شريعة الغاب هذه فأنه لم يحاور مسؤل عربي نظير له امريكي وحاول أن يقدم او يشرح له قضية فلسطين إلاّ وأجابه بأن الخلفيات التاريخية تفاصيل لم تعد تهم لأن الحاضر الراهن هو النقطة التي نعيشها ونتصرف منها ،بصرف النظر عما كان في الزمن قبلها .
يذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل ( أن هنري كيسنجر وهوأستاذعلوم سياسية ذائع الصيت وكان يشغل وقتها منصبين : وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ومستشار الأمن القومي لرئيسها بتاريخ 1973 في لقاء مباشر معه أستغرق ساعات ركز على طلبين :
- أرجوك أن تحدثني عن مصر وحدها ،ولاتدخل بي الى أمور تخص بلدان عربية أخرى ، فذلك الذي تسمونه بالقومية قضية لا أعرف وقائعها ! .
- وارجوك ان تحدثني عما نستطيع عمله هذه اللحظة ،دون العودة الى ما كان قبل ذلك ،ودعني اذكرك بأني عندما وصلت الى مطار القاهرة أمس قلت للصحافيين الذين كانوا ينتظرونني ، بكلمات عربية أجهدت نفسي لكي أحفظها أن ما فات مات .
ويضيف الأستاذ هيكل : أن من المدهش ان ذات المنطق وأن كان بأسلوب أكثر رقيا" صدر من عدد من أكبر المفكرين في امريكا وبينهم كينيث جالبرايت الذي قال : تذكر اننا نعود الى التاريخ لكي نعرف عنه ،وليس لكي نتمسك به ) .
اذن فمنطق امريكا هو منطق الواقع المعاش بما فيه من قوة ومال ومصالح ، فانت اليوم امامي بما هو انت الان وليس بما كنت سابقا" ،أو هي أشبه بالقول المؤثور كن قويا" كي اراك ،وليس هناك لديها أعراف أو قيم او صداقات ،فعلى سبيل المثال ، ولأنها لاتعترف بالتاريخ ولاتريد الرجوع الى الوراء فهي لاتريد الأعتراف بالحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني فالماثل امامها اليوم في فلسطين هو الصهيوني المدجج بالسلاح النووي والتقليدي .
والمال في العرف الأمريكي له سحر لايقل عن قوة السلاح وتستخدمه امريكا بدل السلاح احيانا "ومعه أحيانا" اخرى للوصول الى اهدافها ،فمع أنها كانت طرفا" في النزاع في الحرب العالمية الثانية ولكنها فضلت ان تكون مشاركتها بالمساعدات المادية والقروض والأعارة ،وعندما بدأت بالسنوات الأخيرة من الحرب مشاركتها كانت بتحفظ كبير ،وبدل ان تنزل جيوشها مباشرة في جزيرة صقلية الإيطالية ،رتبت الامرمع عصابات المافيا الموجودة آنذاك في نيويورك وباتفاقات اقل ما توصف بانها مشبوهة ،حيث أن امريكا كان همها السيطرة على الجزيرة دون خسائر باهضة بغض النظر عن أي روادع اخلاقية او دينية ..الخ ودفعت امريكا مقدما" خمسة وعشرون مليون دولار اضافة لتسهيلات كبيرة لهذه المافيات ،حيث أن لهم ولاءات واسعة في الجزيرة وبأمكانهم تمهيد السيطرة الأمريكية عليها وقد كان لهذا الأتفاق الأثر في انتشار هذه المافيات في ايطاليا والتغطية السياسية عليها حتى السنوات القريبة الماضية .
وفي مصر تكرر استخدام الاموال سنة 1950م حيث حاولت امريكا التخلص من قضية اللاجئين الفلسطينين التي ترهق الصهاينة وكان أن عرضت على مصر مشروعا" لشراء سيناء وتوطين اللاجئين الفلسطينين فيها وقد رفض الملك فاروق ذلك .
وفي سنة 1956 م وبعد تأميم قناة السويس ، فكرت أمريكا بحل لقضية التاميم وبعثت وفدا" من رؤساء شركات الملاحة الكبرى يحملون عقدا" بمبلغ ( 2 ) بليون دولار نظير الحق في أدارة القناة ، ورفض العرض من المصريين ايضا" .
وعندما لايجدي المال نفعا" فالحلول الامريكية موجودة ، حسب المنطق الأمريكي ، أذ تظهر الوثائق أن الرئيس أيزنهاور أعطى توجيها" لرئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك آلان دالاس بأغتيال زعيمين هما جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو ،حيث يهدد الأول المصالح الامريكية في الشرق الأوسط والثاني يعطي مثلا" سيئا" لبلدان امريكا اللاتينية .
والمثال الأخر الحديث العهد على أستخدام امريكا للمال يبينه لنا الصحفي الأمريكي بوب وودوارد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت بتوزيع سبعين مليون دولار على زعماء القبائل الأفغانية بواسطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وذلك قبل بدء العمليات الحربية الأمريكية في أفغانستان .


الهزائم الأمريكية ومنطق امريكا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الظاهر ان امريكا تختلف عن الأمبراطوريات الأخرى في مسميات الأخلاق والنصر والهزيمة والكبرياء .. الخ ، فهي دائما تعيش الواقع وتدرسه بعناية محاولة طي الماضي وهناك تجارب تشهد على ذلك :
في فيتنام قرر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الإنسحاب ، بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها القوات الأمريكية في سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية ، دون مراعاة لأي كبرياء .
وعندما هوجم جنود قوات المارينز في لبنان وقتل منهم حوالي 400 جندي في تفجير واحد ، قرر الرئيس الأمريكي رونالد ريجان سحب القوات الأمريكية على وجه السرعة .
وفي الصومال ، تمكنت قوات الجنرال محمد عيديد من حصار سرية من جنود البحرية الأمريكية في قلب مقديشو وقتلت معظمهم وأستعملت رؤوسهم في لعب الكرة وسط الشوارع ووقتها قرر الرئيس بيل كلنتون الأنسحاب من هناك .
وفي العراق سحب الرئيس اوباما الجيوش الأمريكية التي شاركت بغزو العراق بعد الخسائر الكبيرة والمستمرة التي تعرضت لها هذه القوات في العدة والعدد .


نكران الجميل من الصفات الأمريكية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا لاتعود الى الوراء حتى ، على الأقل ، في العرفان بالجميل لرجالها الذين يفنون العمر ويهملون مصالح بلدانهم من اجل عيونها وكسب ودها :
- فأهم رجالها في الشرق الأوسط شاه أيران ( محمد رضا بهلوي ) رفضت أن تستقبله على اراضيها بعد الثورة الأيرانية ،بل ويقال انها كانت على وشك تسليمه الى رجال الثورة الأيرانية في مقابل الافراج عن الرهائن الأمريكان الذين أحتجزهم الثوار في السفارة الأمريكية في طهران .
- ومحمد حسني مبارك الذي خدم الأمريكان والصهاينة واستمر ينفذ أتفاقيات كامب ديفيد وأخذ مصر في متاهة بعيدة عن حقيقة ما تمثله مصر وبعيده عن مصالح مصر ، لأجل عيونهم ، وجيش الجيوش في حرب امريكا على العراق ،وحاصر الفلسطينين بجدار شبيه بالجدار العازل الصهيوني الذي يقسم فلسطين ، يقبع اليوم في سجون الثورة المصرية ، وهو اليوم يظهر من على شاشات الفضائيات في مشاهد مأساوية ،ينقل عنه من خلال مكالمة تليفونية مع صديقه بنيامين أليعازار ، في شباط 2011 وذلك بعد تنحيته قوله ( ان امريكا قد تخلت عنه وتنكرت لكل ما قام به لأجلها ، وأنه من ضحايا الجحود الأمريكي مثله مثل شاه ايران ، فشاه أيران كان ضحية لكارتر وهو ضحية لأوباما ، وأضاف ان امريكا ستندم على فعلها معه ) . ولم يخطر بباله ان يندم على ما فعل بمصر لصالح امريكا والصهاينة ، فامسى لايجد من يبث همومه له غيرهم .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة نصف ملاك ونصف بشر
- عمل الأحداث و فساد القيادة
- أخلاقية الهزيمة والجهاد المشرف
- مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟
- بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
- القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
- ديننا الحنيف وفعالهم
- عيد العمال في مدينتي
- تحية للطبقة العاملة بعيدها
- البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
- لنعود الى منابع ديننا الصافية
- أمير العرب والدين الكنسي الجديد
- البطالة والجنة الموعودة
- قروض العاطلين ..التجربة الأولى
- الصداقة... أروع علاقة
- لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان
- العراق .. المطلوب بعد الأنتخابات
- الحكام العرب والأستراتيجية الأمريكية
- قبل صندوق الأقتراع
- احدث حكايات الف ليلة وليلة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - المنطق الأمريكي خلق الأرهاب