أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لا مدينة مثلك يا بغداد














المزيد.....

لا مدينة مثلك يا بغداد


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 23:23
المحور: المجتمع المدني
    



مدينة عمرها ما يقارب 1250 سنة , محور الثقافة العربية ومركز علمها وشعرها وأدبها , سرقت متاحفها التي تؤرخ الى 7000 سنة من حضارة وادي الرافدين .
بغداد قاطعها العرب وطمع فيها الغرب ,ويرها خبراء الحرب مدينة ستراتيجية , مدينة التدهور الأمني والشد السياسي والفوضى التي غلبت على الثقافة , من بين 82 مسرح وقاعة فنية لم يبقى سوى أربعة مسارح وثلاثة قاعات سينما , ومن بين 20 قاعة للفن التشكيلي اربعة قاعات , تاريخها تاريخ للسومريون والبابليون والأشوريون القدامى , أتخذت من الاردن مقر لمتاحفها .
بغدا كأنك مدينة حرب تفوح منك رائحة الدماء وشواهد الخراب والشوارع المغلقة , غطى الظلام ملتقياتها الأدبية والفكرية وتراكمت الأتربة على جدرانها , إحتلتها الجنابر وتهالكت هندسة عمرانها , بغداد لم تعد رئة لتنفس المثقفين والأدباء والشعراء وهي خانقة لأهلها , احاطها التصحر وضربتها عواصف التراب في الصيف والشتاء , سمائك يا بغداد ملبدة سوداء بحقد الطامعين ودخان حرائقك التي تحمل ذرات اجساد ابنائك , تناثرت في شوارعك اشلاء الاطفال وأمتلئت تقاطعات الطرق بالأيتام والحمالين والمعاقين .
بغداد من مدينة التسامح والخيال والفنون الى مدنية للرعب والخوف وقصص الخيال , تقيم المهرجانات ولا ترسم على شفاهها الأبتسامة بعد ان غزاها خفافيش الظلام , تقطعك شوارعك يا بغداد بالحواجز الكونكرتية حتى كأنك مدينة اشباح وإن الأبرياء فيك مطاردون لا يعرفون عدوهم متى يغدرهم مستسلمين لأقدارهم .
لا مدينة مثلك يا بغداد كما يقول المثل التركي , ولكن ثقافتك عاشت التهميش والمحاصصة والأغتراب فتحاصص في كل شيء حتى ارثك وتاريخ شعبك الممتد في عمق التاريخ والانسانية .
بغداد لست مدينة المنصور الباحث عن السلطة على حساب الدماء ,احتضنت على ضفتي دجلتك الأمام موسى الكاظم وابو حنيفة النعمان تلميذ الأمام جعفر الصادق , بغداد لا ترقص على بلاطات السلطوية بعد ان عاشت تناقض الثقافة بين عمق التاريخ والحضارة والثقافة والادب والفنون وبين سطوة الفكر المتسلط الزاحف الى ارضها الداعي للجهاد ضد الأبرياء والتكفير المناضل ضد الشعوب والانسانية , ونفس هذا الفكر هو من ضيع اقدم العواصم دمشق .
المرأة فيك يا بغداد معنفة مشردة وأم للأيتام صابرة على الويلات , ما نقل عنك لا يمثل نسائك المعبئة بالقيادة الفكرية والجهاد ومن شهيدات الفكر ومبدعات وشاعرات ومعماريات , المهرجان الثقافي لا يؤسس لحدث حضاري يجعل منها قبلة الثقافة العربية حينما لا يستطيع الأدباء دخول شارع المتنبي, بغداد تريد انتزاع ثوب الاحتشام وتتحدث بلغة الشعوب ولكنها انتزعت مواريثها المليئة بالقيم والمباديء , بغداد يريدوك عارية بنكهة ألمانية في مسرحك الوطني , بغداد ناقضتي نفسك حينما عصفت بك الرياح السوداء والأنفاس الصفراء لتلقي زفيرها على أهلك , بغداد كنت تلتهمين الثقافة ويقرأ فيك كل كتب الدنيا , اليوم يراد لك توطين ثقافة العنف والقتل والطائفية والأفكار البعيدة عن التحضر والعقل والانسانية , الاّ إنك يا بغداد ستبقين عراق مصغر ومدينة الأخاء والثقافة والأدباء والعلماء والمفكرين والفلاسفة ولا مدينة مثلك يا بغداد



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرباء في وطن الغرباء
- ازدواجية السياسة العربية والأرهاب الأسرائيلي
- الأنتماء لوطن
- مخاطر ادارة الاقتصاد العراقي وزيادة العاطلين
- قائمة المالكي من يقودها في المحافظات ؟
- الأمطار لأختبار مجالس المحافظات
- الشهادة الجامعية ضرورة ربما يأتي يومها
- القيادة والأمل نجاح في زمن قياسي
- أزمة العمل من تعطيل قانون الخدمة المدنية
- الشذوذ الفكري والأخلاقي لأعداء الأنسانية
- الذهب الأخضر في السياسة الأقتصادية لمعالجة البطالة
- لماذا خسر الدعوة في الأنتخابات ؟؟
- شراكة الأقوياء من النظرية الى التطبيق
- سلبيات الأعلام العراقي
- الفائز الأكبر في الأنتخابات
- الوقوف عند أسباب تراجع الناخبين
- الخطر على الأبواب العراقية
- نجاح الأنتخابات بتحقيق أهدافها
- سيدنا قتل سيدنا وكلاهما في الجنة
- النتائج النهائية للأنتخابات ..1- ائتلاف المواطن 2- الأحرار 3 ...


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لا مدينة مثلك يا بغداد