نجاح الأنتخابات بتحقيق أهدافها

واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 23:45
المحور: المجتمع المدني
    

.محافظات عراقية سكانها وحجمها اكثر وأكبر من دول الخليج , في عراق موازنته تزيد على اربعة دول مجاورة , أغلقت صناديق الأقتراع وظهرت الأشارات الأولية للنتائج , وطيلة السنوات السابقة تشهد العملية السياسية لعبة جر الحبل وتجر معها الخدمات , مسؤولون لا يزالون لا يدركون الاحداث بشكل جيد ليعرفون واجباتهم وحقوق المواطن والأستحقاقات المترتبة للكفاءات وكيفية التعاون معها لتحقيق كل الطموحات , التداول السلمي محكوم بضوابط يعني بالنتيجة المصلحة العامة , ونتائج الأنتخابات لا تعني فوز أحد على حساب الأخر بقدر ما هو فوز للشعوب للتعبير عن ارادتها , النسبة الكبيرة في انحدار الأصوات والمشاركة تتحمل المؤوسسات الحكومية ومفوضية الأنتخاب الجزء الكبير منه وخاصة في بغداد , بعد اليأس والوعود الكاذبة والتنكر من قبل الفائزين لعدم تواصلهم مع ناخبيهم وتغيير أرقام هواتفهم ومساكنهم , وبين ليلة وضحاها يتحول من كان يتمهن أبسط الحرف الى الطبقات البرجوازية وشغله البحث عن الملذات والسفرات والأيفادات , التثقيف السلبي وإعادة مرشحين فشلوا في الادارة يفرض الشعور بتكرار الدكتاتورية ودكتاتورية داخل الأحزاب لا تستطيع منها تغيير الفاشلين بينها , المواطن عادة معترض على الكثير من الاداء ومن تغييب دوره وعلاقة المحافظات المباشرة في حياة المواطن الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والخدمية , سوء الفعل السياسي والخدمي جعل من التغيير شيء من الأماني وخضع لرغبات المنتفعين , ما لاحظنا خلال الحملات الأنتخابية أغلب القوى لم تاتي بالبرنامج الأنتخابي والخدمي الذي يتعامل مع طبيعة المدن وموارد خيراتها وطبيعتها الأجتماعية والتاريخية و الأغلب يتحدث بالعموميات , كمعالجة البطالة او الفقر او السكن دون تحديد الأليات , تكرار نفس السياقات السابقة في ضعف الأدارة والستراتيجية بالمشاريع يجعل من المواطن يدور في دوامة الروتين والحقوق المؤجلة , وجود عدة قوى اليوم ستكون هي الفائزة بأدارة المحافظات يفرض عليها العمل بروح الفريق الواحد وعدم هيمنة قوة عليه والمعارضة مقومة غير معرقلة للبحث عن أفضل الحلول , وأيجاد البدائل والرصانة في العمل والجدية .
بعض القوى السياسية رسخت مفاهيم الخلافات السياسية على الواقع الخدمي والمشاريع وخدمة المواطن اصبحت بمزاجيات الاحزاب النافذة وطبيعة علاقة الوزير بالمحافظ ورئيس مجلس المحافظة والدائرة الانتخابية التي ينتمي لها الوزير او عضو مجلس المحافظة وبذلك تفقد الأدارة المساواة والعدالة الاجتماعية وأن المرشح بطبيعته يمثل المحافظة بصورة عامة مثلما يمثل عضو مجلس النواب كل سكان الدولة , المسؤولية الكبيرة اليوم أمام المرشحين الفائزين الجدد بالنظر في طبيعة المدن ان كانت زراعية او صناعية او تاريخية للحفاظ على تلك الطبيعة وأستثمارها, إثبات المصداقية للوعود بالتعاون مع القوى التي تملك البرامج والتصور العام من تطوير المحافظات التي أصيبت بالشلل حتى إن مدينة بغداد كأنها ليست عاصمة ذات تاريخ يفوق 1250 سنة , ومدن أخرى أمتد تاريخها الى عمق التاريخ الأنساني للأصرار على الثبات بالمنصب وعدم الأستقالة والتراجع والأعتراف والموقع الوظيفي ملك المسؤول , وثقافة الاستقالة تعني حسن النوايا للعمل بجد لفسح المجال أمام الاخرين ومن يملك مشروعية و الافكار نحو تطوير المدن , المواطن هو أساس القرار والمخدوم في الدولة في استثمار طاقاته وخيرات المدن , وملايين الفقراء العاطلين عن العمل والباحثين عن سكن وأثبات وجودهم في وطنهم ينتظرون أيجاد فرص للعمل واستثمار ملايين الدوانم الزراعية وعشرات المعامل العاطلة بأموال المواطن وتسرق من تحت قدميه , بذرائع الصلاحيات والتقاطعات والمصالح الفئوية لمدن منسية .

#واثق_الجابري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل