أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - غرباء في وطن الغرباء














المزيد.....

غرباء في وطن الغرباء


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 00:45
المحور: المجتمع المدني
    


.
منذ أكثر من ثمانون عام لم يشهد العراق تساقط الامطار بهذا الشكل , مدن كانت تتوقع الجفاف وحر الصيف في هذا العام , تعيش قساوة العيش جراء السياسات الدكتاتورية بتجفيف الأهوار وتغيير مسار جغرافية الأرض العراقية وطبيعتها, أكبر كارثة بيئية ارتكبت بحق الانسان والطبيعة تلك التي خلفها نظام البعث المقبور تجاه اهالي الأهوار والمحافظات الجنوبية , بتغير مسار الأنهار وتحويل مياه دجلة والفرات الى شط العرب والخليج , يشبع منه الحيتان ويحرم العراقي من وسائل العيش , مدن أصبحت أطلال دارسة فقدت نعمة الطبيعة والطيور المهاجرة والأسماك والمواشي والزراعة , ومع تغيير تلك البيئة تحول طقس العراق الى حار ملتهب صيفاً جاف غير ممطر شتاءً ويتطاير الغبار صيف شتاء .
أهوار وقرى وقصبات كانت مأوى للمقاومين لبطش النظام , منذ عشرة سنوات وبعد الصبر والويلات والحرمان من تلك السياسات انتظرت طويلاً أن تعود لها الحياة ولكنها بقيت صحراء قاحلة , أصيبت بالتعرية وهجرة ساكنيها للبحث عن العمل وعيش لأطفالهم , بلد ألتهمته حيتان ومافيات الفساد لم يلتفت فيه من كان يتغذى على قوت الجنوب , وأرض كانت ساحات حرب السياسات الهمجية العبثية , أصيب معظم ساكينيها بالأمراض الخطيرة نتيجة المخلفات وطاردتهم الألغام في بلد فيه الغام اكثر من ساكنيه ( 30 مليون لغم ) وفي ميسان وحدها 5 ملايين , تقتل وتقطّع الأطفال والمواشي والرحل لكسب الرزق , كانوا ينتظرون هذا العام موجة من الجفاف والقحط وضاقت بهم السبل للحياة , بعد ان تركت الانهار كما هي منذ أن تغيرت مجاريها .
هطول امطار هذا العام لم يرصد كما تصاب الدول بالزلازل والفيضانات , تتعاضد الجهود المحلية والحكومية والدولية , مناظر مؤلمة لأطفال العراق ونساءه وشيوخه وهم يركضون خلف مساعدات الهلال الاحمر والقوى العسكرية , حفاة وتقاسيم وجوههم تشكي الضيم والخذلان من القريب والبعيد , للحصول على خيمة او وجبة غذاء , رسمت على جباهمم خارطة وطن اصبحوا فيه غرباء وتحركه أكف الغرباء ويفتك فيهم من يشاء , مدن فقيرة محرومة دون خط الفقر يقارب في تلك المحافظات 50% معظمهم من هذه المناطق , لا يملكون سوى بيوت من الطين وبعض المواشي وارض يزرعوها يعتاشون عليها من موسم لأخر , خطط حكومية بعيدة عن الواقعية ومسؤولين إبتعدوا عن واقع مدن أوصلت معظمهم الى سدة الحكم , ولم يأسسوا لها مدرسة متطورة او مركز صحي او طرق مواصلات , نكران كبير للجميل وإبتعاد عن ستراتيجية ادارة الموارد البشرية والطبيعية في تلك المناطق جعل منها مدن منكوبة جراء امطار يوم واحد واجراءات حكومية كانت متاخرة لم تتبع التحذيرات الجوية لأخذ التدابير , سقطت البيوت وزحفت الالغام وماتت المواشي والزراعة , مواطنون يلتحفون السماء وضاقت بهم الأرض , بين فقدان ممتلكاتهم وسقوط بيوتهم وأمراض اطفالهم وتشردهم , إنشغلوا بأنفسهم وإنشغل الساسة بالسجالات والمقايضات والمساومات , وما تم رصده لهم من تعويضات لا يداوي جرحاً لهم في غلاء معيشة وعودة لفقراء الى مادون الصفر بتعويض من 2-4 مليون دينار عراقي لا تكفي لشراء كرفان واحد لعوائل كبيرة والأخطر في ذلك بعضهم من أقترض للزراعة 30 مليون دينار ذهبت مع السيول , نعمة من السماء تحولت الى كارثة إنسانية وبيئية كبيرة , بحاجة الى تكاتف الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع ورجال الدين وأصحاب رؤوس الاموال الميسورين , بحاجة ان نسمع لصوت من الشمال والوسط والغربية والجنوب يجتمع بصوت واحد لمساعدة المناطق المنكوبة , غضب الطبيعة نعمة من السماء لأزالة شر او نشر خير لتكن باب لوحدة العراقيين .



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية السياسة العربية والأرهاب الأسرائيلي
- الأنتماء لوطن
- مخاطر ادارة الاقتصاد العراقي وزيادة العاطلين
- قائمة المالكي من يقودها في المحافظات ؟
- الأمطار لأختبار مجالس المحافظات
- الشهادة الجامعية ضرورة ربما يأتي يومها
- القيادة والأمل نجاح في زمن قياسي
- أزمة العمل من تعطيل قانون الخدمة المدنية
- الشذوذ الفكري والأخلاقي لأعداء الأنسانية
- الذهب الأخضر في السياسة الأقتصادية لمعالجة البطالة
- لماذا خسر الدعوة في الأنتخابات ؟؟
- شراكة الأقوياء من النظرية الى التطبيق
- سلبيات الأعلام العراقي
- الفائز الأكبر في الأنتخابات
- الوقوف عند أسباب تراجع الناخبين
- الخطر على الأبواب العراقية
- نجاح الأنتخابات بتحقيق أهدافها
- سيدنا قتل سيدنا وكلاهما في الجنة
- النتائج النهائية للأنتخابات ..1- ائتلاف المواطن 2- الأحرار 3 ...
- رسالة من بغداد


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - غرباء في وطن الغرباء