نادين عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 10:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المتعارف عليه دولياً هو أن أول خطوة لابد أن تتخذ فى المراحل الانتقالية هى الشروع السريع فى إصلاح مؤسسات الدولة، وهو ما لم يتم حتى وصل الإخوان إلى الحكم. وهنا وجدوا أمامهم دولة طويلة عريضة ذات مؤسسات مترهلة أو فاسدة. فبجانب الأجهزة الإدارية للدولة منعدمة الكفاءة، وجدت السلطة الجديدة أمامها على الأقل 3 مؤسسات تحتاج بدرجات متفاوتة إلى إصلاح أو تطوير: الداخلية والقضاء والإعلام. وهى للأسف لم تنجح فى إصلاح أى منها لثلاثة أسباب:
أولاً: غياب الإرادة السياسية: لم نشعر ولو لمرة واحدة بأن السلطة الجديدة تسعى لتغيير قواعد العمل داخل هذه الأجهزة. ما رأيناه هو فقط محاولات لتغيير الولاءات السياسية بطريقة تُبقى على النظام ذاته ولكن مع تغيير الأشخاص. وهل من دليل أكبر من الوضع التعيس الذى باتت عليه وزارة الداخلية؟
ثانياً: غياب التوافق وإعمال المصلحة السياسية الضيقة: لا يمكن أن يتوهم أى فصيل أن بوسعه أن يصلح أى مؤسسة دون أن يحدث توافق سياسى ومجتمعى حول معايير هذا الإصلاح. فلابد أن يكون الهدف من هذه العملية هو المصلحة الوطنية وليس مصلحة النظام الحاكم فحسب. فما المغزى من محاولة إصدار قانون جديد للسلطة القضائية يدعو للتخلص مما يقرب من 3000 قاض بلا سبب مقنع أو مفهوم؟ لماذا لم يتناول القانون، إن أراد فعلاً الإصلاح، المشاكل الحقيقية للقضاء المصرى؟ ونذكر على سبيل المثال لا الحصر غياب معايير واضحة لاختيار القضاة مما يخفض من كفاءتهم وبطء نظام التقاضى ذاته مما يقلل من فاعليته؟ يبدو أن الهدف ليس الإصلاح بل فقط التخلص من وجوه قضائية لا تروق للنظام الجديد.
ثالثاً: الإقصاء ونقص الشرعية: سيذهب الكثيرون بالقول إنه فى جميع الأحوال ليس من الممكن إصلاح مثل هذه المؤسسات لتشابك المصالح بداخلها. وهل سيصمت من تتضرر مصالحه بداخل هذه الأجهزة؟ بالطبع لا. إذن، فلا لوم على السلطة الجديدة لأنها مسيرة غير مخيرة. والحقيقة أن مثل هذا القول يتجاهل قوة الإرادة السياسية حين تدعم بالشرعية والتوافق المجتمعى. صحيح أن أى تغييرات ستثير حروباً عدة، إلا أن الانتصار فيها سيتطلب منك كنظام حاكم أن تستميل القوى المؤيدة لهذه الإصلاحات إلى صفك لا أن تقصيها. وهذا بالضبط ما لم يفعله الإخوان، فاستقطبوا الجميع ضدهم.
وهكذا سندور فى هذه الدائرة المفرغة حتى يعى الحكم أنه لا شرعية لنظام بلا إصلاح!
#نادين_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟