أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين عبدالله - سر عجز النظام الإخوانى














المزيد.....

سر عجز النظام الإخوانى


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 08:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قوة أى نظام سياسى تكمن فى قدرته على دمج أكبر قدر من القوى السياسية والاجتماعية تحت مظلته فتعضده فى مواقفه. وإذا كان هذا هو المطلوب لمجابهة الصعوبات اليومية للحكم عندما تكون الأمور فى نصابها الطبيعى، فما بالك حينما تكون فى وضع انتقالى يفرض عليك الدخول فى صراعات متلاحقة؟ أن تصر على أن تكون نظاما إقصائيا فى فترة تحول سياسى ومجتمعى يعنى أنك تحكم على نفسك بالعجز والفشل. ولعل هذا هو الفرق الرئيسى ليس فقط بين إخوان مصر وتجارب النجاح بل أيضا بينهم وبين حركة النهضة الإسلامية فى تونس. صحيح أن هذه الأخيرة عليها مآخذ عدة، وسلبيات غير قليلة، غير أنها استطاعت فى نهاية المطاف تقديم بعض التنازلات للمعارضة ووافقت على تحييد الوزارات السيادية فى الحكومة الجديدة بناء على رغبتهم.

تفرض مراحل التحول الديمقراطى على السلطة الحاكمة القيام بإصلاحات سياسية ومؤسسية واقتصادية. وبما أن هذه التغييرات ستضر بمصالح الكثيرين فإنها ستدر أيضاً حروباً عدة. قطعاً الانتصار فيها يتطلب منك كنظام حاكم أن تستميل القوى السياسية المؤيدة لهذه الإصلاحات فى صفك لا أن تقصيها. للأسف، أقصيتها بالفعل وخرجت علينا بخطاب تبريرى يصورك ضحية مؤسسات «دولة عميقة» جاهزة لإخراج ثعابينها كى تلتهمك. والحقيقة هى أنك آثرت التحالف معها بشرط أن ترضخ لك، ولكنك نسيت أن هذه الدولة ليست «عميقة» بل بالأحرى «منهارة»- هى تحتاج سريعاً إلى حكم يصلحها وإلا تهاوت، وتهاوى حكمك معها. أما القادم على الصعيد الاقتصادى فهو أسوأ لك ولنا. فكيف ستقنع الشعب أن يرضخ لقرارات رفع الأسعار المرتقبة من دون أن تمتلئ الشوارع بالساخطين؟ وكيف ستقنع العمال والموظفين بتحمل أوضاع اقتصادية أصعب بكثير من الآن من دون أن تنفجر احتجاجات اجتماعية عنيفة فى وجهك؟ فالدول التى نجحت فى تعدى مراحل انتقالية مؤلمة هى فقط تلك التى أبرمت اتفاقات مرضية مع قواها المجتمعية المنظمة واتحاداتها النقابية. هذه الاتفاقيات مفادها تحمل التضحيات فى مقابل المشاركة فى صنع القرار. أما النظام الإخوانى فهو الوحيد الذى رفض صدور قانون الحريات النقابية لشرعنة التنظيمات العمالية ودمجها فى عملية التحول الاقتصادى الجارية - فعلى أى أساس ستوفر له الدعم؟

ترى الجماعة أنها التنظيم الأقوى مجتمعياً، وأن الظروف الدولية مواتية لحكمها، بالإضافة إلى حياد المؤسسة العسكرية حيالها طالما أن مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية لا تزال مضمونة. قطعا، هذه الرؤية التى تعطيها يقينا داخلياً بأنها ستسيطر على الأمور مهما كان، تنم عن تغيب حقيقى عن الواقع. بكل بساطة تجاهل النظام الإخوانى لرغبات ومصالح القوى الأخرى، كما هو الحال الآن، حرمها من الحصول على التأييد اللازم لخطواتها. فماذا كانت النتيجة؟ باتت سلطة غير قادرة على حكم دولة فى طور الانهيار.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا نتعلم من تجارب النجاح؟
- إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة
- عالجوا المرض قبل فوات الأوان
- هل نتشابه مع الثورات «الملونة» المتعثرة؟
- هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟
- أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- بعد الدعوة لحله.. ما مصير تنظيم الإخوان في سوريا؟
- بزشكيان يثمن تصريحات قائد الثورة الاسلامية
- 30 مرشحاً يتنافسون على خمسة مقاعد.. -الكوتا المسيحية- وسط ج ...
- الشيخ يلتقي رئيس بلدية بيت لحم ويؤكد أهمية حماية المكونات ال ...
- قائد الثورة الإسلامية: الأعداء أدركوا عدم قدرتهم على إخضاع إ ...
- خامنئي: اجتماع عُقد بعاصمة أوروبية لوضع بديل للجمهورية الإسل ...
- ماكسويل: ترامب بريء وإبستين لم ينتحر وقد كان مقربا من إيهود ...
- مرتضى الزبيدي.. عبقري الحضارة الإسلامية الذي ولد في الهند ون ...
- البروفيسور آرشين أديب-مقدم: الذكاء الاصطناعي وريث عنصرية عصر ...
- إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين عبدالله - سر عجز النظام الإخوانى