أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادين عبدالله - الحركة النقابية بين براثن الاستبداد














المزيد.....

الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 01:32
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



أقر الرئيس- فور إصداره إعلانه الدستورى المشين- تعديل قانون 35 لسنة 1976 المؤطر لعمل النقابات العمالية والمنافى للاتفاقيات الدولية التى صدقت عليها مصر. كلنا يعلم أن جميع القيادات النقابية المحترمة فى عهد مبارك وحتى هذه اللحظة ناضلت من أجل تغيير هذا القانون الذى يشرعن اتحاد عمال مصر كجهة تمثيل وحيدة للعمال دون غيره. مر هذا الحدث مرور الكرام وسط سخونة الأوضاع رغم تداعياته بل دلالاته الخطيرة! فهذا الأمر لا يفصح لنا عن وجود محاولات حثيثة لتحجيم الحركة العمالية الشجاعة فحسب بل يفصح أيضا عن النهج الاستبدادى الذى يتبعه الرئيس وجماعته فى إدارة البلاد، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انقسام وغضب.

نص التعديل الأول للقانون على استبدال القيادة النقابية التى وصلت إلى سن المعاش بالمرشح الذى يليها فى عدد الأصوات، والسماح لوزير القوى العاملة باستكمال تشكيل مجالس إدارات المنظمات النقابية التابعة للاتحاد العام فى حالة حدوث فراغ لأى سبب. بديهيا، تعد السلطة الممنوحة لوزير القوى العاملة، المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين نائب رئيس اتحاد العمال سابقا، تدخلاً صريحاً فى العمل النقابى الذى يفترض فيه الاستقلالية، هذا لو أراد الرئيس الانتقال بنا إلى الديمقراطية كما يزعم. أما تبديل القيادات النقابية فى سن المعاش بمن يليها فى عدد الأصوات ليس سوى وهم كبير لأن العدد الأكبر من قيادات مجالس إدارات المنظمات النقابية قد فاز فى انتخابات 2006 بالتزكية. وهذا يعنى ببساطة منح وزير القوى العاملة فرصة كبيرة للتدخل واختيار قيادات بديلة كيفما يرى.

ولهذا التعديل دلالة كبرى: لا يبدو أن أولوية الوزير هى إصلاح مؤسسة نقابية فسدت سابقا بقدر ما يتعلق الأمر بكيفية الاستئثار بها. نعم، يتضح الآن أن التعاون الإخوانى مع بقايا النظام القديم داخل الاتحاد العام كان السبيل للسيطرة التدريجية عليه حين سنحت الفرصة، وهل يختلف ذلك عن أسلوب الرئيس وجماعته فى إدارة الوطن؟

أما التعديل الثانى فقد أقر تأجيل الانتخابات بداخل اتحاد عمال مصر لستة أشهر أو لحين إصدار قانون جديد للنقابات (أيهما أقرب). بالطبع، ستسمح هذه الفترة للقيادات العمالية المنتمية للجماعة أو القريبة منها- التى من المتوقع أن يزيد عددها بموجب التعديل الأول- إلى ترسيخ أقدامها كى تضمن الفوز فى الانتخابات النقابية المقبلة. أما الأمر المؤلم فهو يتعلق بتأجيل إصدار قانون الحريات النقابية إن سمحت توازنات القوى بإصداره لاحقا.

هذا القانون الذى تم إعداده برعاية وزير القوى العاملة السابق المحترم د. أحمد البرعى، وناضلت من أجل إقراره جميع الاتحادات النقابية المستقلة، كونه يحافظ على حقهم العمالى فى تشكيل نقاباتهم وحريتهم الإنسانية فى اختيارها. لم يظل قانون الحريات النقابية أسير أدراج المجلس العسكرى سابقا فحسب، بل رفضه أيضا وزير القوى العاملة الحالى. لماذا؟ لأن تفضيله كان لمشروع قانون حزب الحرية والعدالة الذى تبنته لجنة القوى العاملة حين كان وكيلها بالبرلمان المنحل. ولا يخفى علينا أن مشروع هذا القانون يضعف، فى كثير من بنوده، موقف النقابات المستقلة وقدراتها فى مواجهة اتحاد عام كان أمس «مباركيا» فأضحى الآن «إخوانيا».

ولهذا التعديل أيضا دلالاته الخاصة جداً: حين وصل الحوار بشأن قانون النقابات إلى باب مغلق بين وزير القوى العاملة من جهة وقيادات النقابات المستقلة من جهة أخرى، تم تمرير هذه التعديلات المرفوضة أيضا من قبلهم بسرعة بهدف تحصينها بعد (إصدار الإعلان الدستورى)، وهو طبعا منحى سلطوى بامتياز ينذر بعهد استبدادى جديد. وهل تختلف هذه الطريقة عن طريقة رئيس خير شعبه بين إعلان دستورى مستبد ودستور غير توافقى؟



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على -الفشل في ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في مزيد من الجامعات الأميركية
- “كيفاش نجددها” شروط وخطوات تجديد منحة البطالة الجزائر عبر ww ...
- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...
- إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية تستعد غد ...
- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادين عبدالله - الحركة النقابية بين براثن الاستبداد