حيدر الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 06:14
المحور:
الادب والفن
المدينةُ تجلسُ عاقلةً
والسماءُ التي فوقها مِطْرقةْ.
المدينةُ خاليةٌ،
يَجْرحُ الهمسُ هدْأَتها،
تُومِضُ الخطواتُ فتَعْلَقُ أصداؤها
كالخفافيشِ في الشُرُفاتْ.
المدينةُ تكتظُّ بالعرباتْ
دون جدوى تُديرُ دواليبَها فوق مِزْيَـتَـةِ الطُرُقاتْ.
المدينةُ تَكسِرُ مِرآتَها،
هو ذا النهر يَقْطَعُها مثلَ جُرْحٍ كبيرْ.
يَنْهَضُ النهرُ محترقاً،
النوارسُ وهي تلوذُ ببقيا سفائنَ غارقةٍ،
تَشْرَئِبُّ مدى ما تطاوعُ أعناقُها،
يسقُطُ النهرُ منكفئاً فيُجَرجِرُها للقرارْ.
المدينةُ تعجزُ عن لمِّ أطفالِها
تارةً يزحفونَ وأخرى يطيرونَ،
تَحْمِلُهمْ كالذنوبِ وتَطْرَحُهمْ كالثمارِ،
وتمتدُّ أغصانُها إِثْرَهُمْ عبثاً،
عبثاً تتفلَّتُ من جذرها لتَـلُـمَّ الصغارْ.
المدينةُ واقفةٌ، رأسُها في يديها،
تدورُ، تدورُ، تدورُ، تدوخُ،
وتغرقُ في اللافتاتْ.
المدينةُ تأخذُ كأساً من الماءِ
كي تَبْلَعَ الكلماتْ.
هي ذي الآن تهدأُ،
تُسْكِتُ أطفالَها، وتُوَتِّرُ آذانَها
في انتطارِ سقوطِ السماءِ الوشيكْ.
مخيم الأرطاويَّة، 1992
#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟