أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون /ج2 من 2ج!















المزيد.....

الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون /ج2 من 2ج!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنستمع الى الفقرة التالية التي يبرر بها الكاتب قيام الأقاليم الطائفية ( وبما إن الصراع عراقي - عراقي ( داخلي )، فمن ضرورات الإقليم السياسية والوطنية والإنسانية والشرعية كحل مقنع: انه سيقلل من الاحتكاك بين العراقيين أنفسهم المشحونين والمعبئين طائفياً خلال هذه الفترة سواء بسبب الحكومة أو السياسيين أو علماء الدين أو الاحتلال أو الإعلام الدولي أو أي سبب أخر، المهم الشعب العراقي الآن مشحون طائفيا، ومن المنطق الإنساني معالجة هذا المشكل، والأقلمة احد الحلول التي ستأخذ بهذا المواطن المتشنج المستفز إلى بر التهدئة والأمان حتى يستعيد وضعه النفسي الطبيعي ). المصيبة الكبرى هي أنّ الكاتب يعترف مباشرة بأن تقسيم العراق إلى أقاليم مذهبية سياسية هو علاج مؤقت، وبشكل غير مباشر بأن الهدف منه مرضي بسيكولوجي هو تفريغ الاحتقان الطائفي ( وإعادة بناء شخصية المواطن العراقي من خلال إعادة بناء نفسيته المتعبة، لتكون الخطوة السليمة الأولى مستقبلا في بناء دولة العراق المركزية التي يصبوا إليها الجميع) فهل رأيتم وصفة للعلاج النفساني كهذه الوصفة "العبقرية" لمعالجة شعب مصاب بالتوتر والتشنج والاحتقان الطائفي؟ علاج يقوم فعلا على قاعدة : وداوها بالتي كانت هي الداء! فلبناء دولة مركزية غير طائفية ومعالجة الاحتقان الطائفي الحالي – بحسب وصفة الكاتب - لا بد من تقسيم العراق إلى أقاليم طائفية أولا!
ثم أن الكاتب يريد إقناعنا بأن الاحتقان والتشنج الطائفي هو بين فئات الشعب نفسها أي بين ملايين العراقيين البسطاء، وهذه كذبة شنيعة يكررها الكتاب الطائفيون من جميع الطوائف لأن الصراع الحقيقي والذي بلغ درجة السعار "الاستكلاب" هو بين الزعماء السياسيين الطائفيين ورجال الدين التابعين لهم المتصارعين على الحكم والغنائم المادية و الغلبة الطائفية بغض الطرف عن الطائفة التي ينتسبون إليها، وفئات الشعب العراقي من كل ذلك الصراع براء، بل هم إن توخينا الدقة ضحاياه.
يطرح كاتب النص فكرة أخرى ملتبسة وغامضة يقول فيها إنّ ( الأقلمة "السياسية – المذهبية" ستكون قاصمة ظهر كل السياسيين ومشاريعهم من حيث إن هؤلاء الساسة النفعيون ومشاريعهم لكلا الطائفتين- السنة والشيعة - عندما سيعزلون مع قواعدهم الشعبية ضمن بيئاتهم المذهبية..ستنكشف أغراضهم ومشاريعهم السيئة وأجنداتهم الخارجية وقدراتهم المحدودة على العطاء ، وسينكشف كل من ليس لديه مؤهلات القيادة والبناء ، ممن كان يقتات على الخطاب الطائفي في بناء زعامته..لان المحرك والمغذي الذي كان يعتمده انتفى، وان المواطن بالمقابل سيكون تقييمه وقراءته للسياسيين أكثر وضوحاً وواقعية وجدية، قراءة مجردة من الغرض الطائفي ) ولا ندري هل ينتقد الكاتب هنا الأقلمة السياسية المذهبية، أم هو يمتدحها ويروج لها! فهو يريد إقناعنا بأن قيام الأقاليم سيكون طريقا لفضح وإسقاط السياسيين الطائفيين ( لأن الذي يحدث الآن في ظل ما تسمى (بوحدة الشراكة الوطنية والسياسية) أن الإخوة الشيعة التفوا حول شخص المالكي رغم كل ما عليه من مؤشرات: لأنه شيعي. وهو ميول " ميل؟ " وإيحاء طبيعي ظناً منهم أنهم يناصرونه ضد مشروع سني دولي يحاك ضدهم كما يروج لذلك المالكي وساسة الشيعة للفوز بأصوات جمهورهم...والسنة كذلك التفوا حول قادتهم السنة ممن كانوا في العملية السياسية، مع كل ما عليها وعليهم، لا لشيء إلا لأنهم سنة ظناً منهم أنهم يساندون مشروعاً سيقف بوجه مشروع شيعي دولي إيراني صفوي! والدليل نتائج الانتخابات الأخيرة: دولة القانون، ومن كان خطابهم ذي صبغة مذهبية، يحصدون أصوات الأغلبية، فيما غاب صوت الأكاديمي، والتكنوقراط، وكذا الحال للسنة في صلاح الدين وديالى، مع غياب تقييم الأوساط السنية الأخرى في الأنبار والموصل لعدم أداء الانتخابات) وهذا كلام متهافت و عبثي ولا يمكن أخذه مأخذ الجد، فالكاتب يقترح علينا: إقامة الأقاليم الطائفية لكي ينكشف السياسيون الطائفيون الحاليون على حقيقتهم ثم ...؟ ينقطع البث بعدها ولا نعرف مَن سيأتي لحكم الأقاليم الطائفية المذهبية، وإذا مضينا قدما مع تهويمات الكاتب وصدقنا بأن ما يسميها ( الأصوات الأكاديمية النزيهة والكفوءة) هي التي ستصل الى حكم الأقاليم الطائفية المذهبية فهل سيتغير جوهر أنظمة حكم هذه الأقاليم ويتحول إلى ديموقراطي وطني بعد أن كان مذهبيا طائفيا قبل خمس دقائق، إذا استلم حكمها هؤلاء الذين يروج لهم الكاتب؟ وهل سيعود العراق واحدا، موحدا، وطنيا، يسر مرآه الناظرين؟ إنه كلام أقل ما يقال عنه أنه تخليط و منطقه أشبه بمنطق أفلام الكارتون ولا علاقة لها بالسياسية والتنظير والتحليل السياسي الرصين، بل لا علاقة له حتى بالدردشات العادية في المقاهي بين الزبائن والتي تكون في الغالب أكثر رصانة من هذا الكلام المرسل والملتبس بما لا يقاس!
من الطريف أن صاحب النص، موضوع بسطتنا هذه، جرب في إحدى الفقرات الكلام باللغة والمفردات السياسية المعهودة، ولكن بشكل كاريكتيري أيضا، فهو يحدثنا عن توافق أو اتفاق بين اليمين السني واليمين الشيعي في عدائهما لمشروعه الإقليمي المذهبي السياسي، ويحاول أن يكشف سر هذا التوافق، والذي يبدو انه توافق الأمر الواقع، بين " اليمينَين / مثنى يمين " فيقول ( كيف يجتمع الأضداد على رأي واحد؟ اليمين الشيعي واليمين السني على رفض الأقاليم ؟ هذه النقطة هي التي تفسر لنا ذلك الاشتباك : وهو إن كلا الطرفين - الحكومة الشيعة، والهيئات السنية المتطرفة - على يقين : إن الأقلمة ستكشف أحادية مشاريعهم المبنية على البعد الطائفي، وان المواطن سيستغني عنها بعد أن انتفت حاجته منها واليها.) إن كاتب النص الذي يريد أن يوحي لقارئه بأنه يساري "بشكل ما"، يلعب لعبة تفتقر الى النزاهة والنبل حين يخرج نفسه من معسكر اليمين الطائفي رغم أنه الداعي والمروج للإقليم الطائفي، ويزج في اللعبة ما يسميها "الهيئات السنية" وهو يقصد طبعا هيئة واحد يكن لها العداء لأنها ترفض هذه اللعبة التقسيمية هي "هيئة علماء المسلمين". إن هذه الهيئة رغم كل ما يوجه لها من نقد ولوم وعتاب لم تتوقف عن معارضتها لحكم المحاصصة الطائفية ولا عن عدائها لدعاة التقسيم تحت راية الأقاليم المذهبية السياسية وهذا أمر لا ينكره إلا المغرضون وعديمو النزاهة.
إن الكاتب يتهم الوطنيين من أعداء الأقلمة الطائفية ويصفهم بأنهم "يمين طائفي سني" ويخرج نفسه من هذه الدائرة، وهذا فعل لا نزاهة فيه كما أسلفنا، أما هو فيسمح لنفسه بالقتال والصراع من أجل الحصول على جميع أرجاء الإقليم أو الوطن السني قبل أن يستولي عليه الأكراد والشيعية و ( يرمون للسنة فيما بعد بعظام إقليم سني ضعيف) فلنلاحظ اللغة الرثة والتحريضية التي يستعملها الكاتب هنا! ثم يختم الكاتب نصه بالقول (ليعتقد الجميع : أن الحكومة الحالية وإيران ليستا ضد الأقاليم كخيار إستراتيجي لها – كما أنها بالمقابل ( الأقاليم ) ليست مطلب مصيري بحد ذاته للسنة العرب...كلا .) وهذه هي المرة الأولى في حياتي التي أقرأ فيها "صيغة أمر بالاعتقاد" كهذه " فليعتقدْ " واللام هنا تسمى نحويا لام الأمر وهي من أدوات جزم الفعل المضارع، أي أنّ الكاتب يأمرنا بأن نعتقد ونؤمن بأن (الحكومة الحالية وإيران ليستا...الخ ) هذه الصيغة للأمر بإيمان واعتقاد معين لا تختلف عن صيغة التبعيث القسري في عهد النظام السابق حيث كان العراقي يجبر على الايمان بمبادئ وأفكار حزب البعث بالقوة وإلا!! وتلك خرافة لا نظير لها في كل الفكر السياسي والديني والفلسفي والأدبي العالمي، إذْ لم يجرؤ أحد قبل ذلك على أن يجبر الآخرين على أن يؤمنوا أو يحبوا أو يكرهوا ما لا يؤمنون به أو لا يحبونه أو لا يكرهونه ..
وهنا يكون صاحب النص المدافع عن الإقليم المذهبي السياسي قد "تطور فكريا" و انتقل من مرحلة أفلام الكارتون إلى مرحلة سلفادور دالي و لوحاته و السوريالية! انتهت



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون!
- الوهراني والسخرية الفنطازية من مثقفي زمانه
- الحكيم الديموقراطي عادل زوية !
- التشيع العراقي نقيض التشيع الصفوي وهازمه
- كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟
- المالكي وشركاؤه..دكتاتورية أم فوضى؟
- شيعة العراق من المعارضة إلى السلطة !
- تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة
- ديباجة الدستور العراقي مقارنة بأربع ديباجات أجنبية!
- معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟
- صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!
- حول مؤتمر القوى المدنية اللاطائفية الأخير في بغداد
- تجربة لاهوت التحرير بنكهة الربيع العربي!
- عناصر خطة شاملة دفاعاً عن وجود دجلة والفرات
- معنى الدكتاتورية والفاشية بين العلم والسجلات الحزبية!
- كتاب جديد لعلاء اللامي : -القيامة العراقية الآن .. كي لا تكو ...
- العراق: التيار الصدري بين مآلَين!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الدفاع عن الإقليم الطائفي على طريقة أفلام الكارتون /ج2 من 2ج!