أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟















المزيد.....

معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يُحِطِ الغموض والتناقضات بمعركة من معارك حرب غزو العراق سنة 2003 كما أحاط بمعركة مطار بغداد "صدام سابقا"، رغم كثرة ما كتب عنها حتى صارت في نظر البعض مأثرة عسكرية بطولية تحسب لمصلحة العسكرتارية العراقية، وفي نظر البعض الآخر،كانت مجزرة بشعة ارتكبها الغزاة ضد القوات العراقية باستخدام الأسلحة المحرمة ردا على مغامرة انتحارية غير محسوبة العواقب قامت بها قيادة النظام العراقي.
يلاحظ المتابع لحيثيات هذه المعركة أمورا عدة منها: ندرة ما قاله الطرف الأميركي من عسكريين ومدنيين، في توافق نادر، حول هذه المعركة. وكأنهم يعترفون ضمنا بحرمة ولا شرعية الأسلحة المستخدمة فيها من جهة، والاختلاف الشديد الذي يبلغ درجة التناقض التام بين ما قالته الأطراف العراقية عنها من جهة أخرى.
بالعودة إلى أشهر الروايات العراقية عن تلك معركة المطار، والمعروفة برواية العميد الركن علي أبو الفضل، التي نشرتها الصحافة العربية بعد ستة أعوام على وقوعها، نعلم أنّ معركة أخرى سبقت هذه وتعرف عراقيا بمعركة "ذراع دجلة"، أما الطرف الأميركي فأطلق عليها معركة "الليلة السوداء"، وفيها تصدت قوة مدرعة عراقية تتألف من 300 دبابة متطوّرة، هي قوات اللواء المدرع السابع والثلاثين من الحرس الجموري بقيادة اللواء محمد مصطفى عزيز، وكانت هذه القوة مقطوعة عن القيادة العراقية العامة وعن قوات الإسناد القريبة منها ودون غطاء جوي. وحين رصدت طلائعها قوات الغزو تقوم بإنزال ناجح وتبدأ التمركز قريبا منها، ارتجل قائدها خطة فدائية جريئة للتصدي للقوات الغازية ومنعها من الاستيلاء على مطار بغداد أو تأخير حدوثه. اعتمدت خطة اللواء عزيز على الهجوم الاقتحامي بالسرعة القصوى لدباباته وإطلاق النار على العدو منها وهي في أقصى سرعتها. ونفذت الخطة فعلا، وألحقت خسائر فادحة بالغزاة، ولكنَّ الرد المعادي كان مدمرا: انهالت القذائف الشديدة الفتك من اليورانيوم المستنفَد فكانت تثقب أعتى الدروع والدبابات العراقية كما يثقب السكين الملتهب قالب الزبد بعد أنْ يتولد عنها حرارة تصل إلى 5000 درجة مئوية وهي حرارة تصهر وتبخر كل شيء داخل الدبابة. قدّر العراقيون عدد شهدائهم بـ 1500 بينهم قائد اللواء، ولكن مصادر أخرى تحدثت عن أسره من قبل العدو وهو ما لم يتأكد حتى الآن. أما خسائر الغزاة ففاقت 400 قتيلا.
تكاد هذه المعركة أنْ تكون نسخة مطابقة لمعركة المطار من حيث نتائجها، ولكنها تختلف عنها من حيث تكتيكاتها فإذا كانت الأولى هجوماً مدرعاً اقتحامياً سريعاً، فقد كانت معركة المطار كمينا أعدّ بإحكام للقوات الغازية.
تتفق أغلب الروايات العراقية للمعركة على أنها كانت تتألف من قسمين، ربح العراقيون الجزء الأول منها وألحقوا بالأميركيين خسائر فادحة. في هذا الجزء من المعركة حوّل العراقيون مباني المطار إلى كمين متفجر بالنيران والغازات الخانقة يصعب على من يدخله الخروج حيا منه. الخطة العراقية كانت تعتمد على السماح للقوات الأمريكية بالإنزال في أرض المطار بعد معركة غير طويلة، ومن ثم الانقضاض عليها، وهو ما جرى فعلا، ونفذت الخطة بنجاح. المصادر العراقية تقول بأن عدد قتلى الجيش الأميركي ناهز الألفي قتيل. يروي أحد كبار الضباط العراقيين أنّ الجانب العراقي استخدم ( قذائف هاون من عيار 82 ملم تحدث تجويف أمامي يتخلله تيار هوائي قوي أثناء الانقضاض يقوم هذا التيار بنثر مسحوق دقيق جداً من البلاستيك الخاص بحيث يشكل في الهواء وعلى ارتفاعات معينة سحب دخانية تشبه تلك الناتجة عن غاز الاعصاب، الأمر الذي أجبر العدو على الانشغال بلبس الأقنعة والبدلات الواقية أو الاختباء في آلياته المحكمة الإغلاق المصممة للوقاية من الغازات القاتلة. و تمت العملية بسرعة حيث بدأ الانتشار الغازي للكيروسين وبدأت المادة البلاستيكية تقترب من الأرض أكثر فأكثر عندها أطلق وبشكل مدروس ومنتظم أيضاً نحو المطار قذائف هاون من النوع الحارق أو الملتهب فحدثت الكارثة أو الصدمة غير التقليدية، على هيئة انفجار أو احتراق هائل شمل مساحات كبيرة من المطار. و تحولت نواتج الانفجار على الأرض إلى مادة شبه إسفلتية معيقة للحركة، الأمر الذي جعل الوضع مناسباً للمدافعين العراقيين بعد حالة الشلل التي أصابت معظم الآلة العسكرية المعادية وقد تسبب الانفجار الهائل الذي نتج عنه حبس حراري وضغط شديد بوقوع خسائر كبيرة جداً وإصابات فادحة في صفوف الغزاة، عندها انقض عليهم المدافعون العراقيون وأجهزوا على مَن يتبقى منهم بعد التفجير الرئيسي.
كان النصر في الجزء الأول من معركة المطار لمصلحة العراقيين ولكنهم تركوا باقي تشكيلات العدو المتقهقرة تنسحب، وهو ما كان بمثابة فرصة ذهبية لتعيد تنظيم صفوفها وهو أمر فيه مخاطرة شديدة حيث ستتمكن هذه القوة بعد التحامها مع إمدادات مناسبة وقوة دعم كافية من القيام بهجوم معاكس يضيّع جهود القوات العراقية. وهذا ما حدث حين دخلت الكتيبة الأميركية الثالثة الميكانيكية لدعم الكتيبة الأولى المنهارة، الأمر الذي أعاد لهذه القوة عافيتها و تماسكها، ولأن العراقيين لم يتبق لديهم إلا فرقة النداء المدرعة كقوة ضاربة، فقد رفضت القيادة زجها في المعركة في ظل تفوق كبير لمصلحة العدو لأن ذلك يعني الانتحار.
بدلا من زج تلك القوة، قررت القيادة العراقية تزويد اللواءين المدرعين 26 و23 بدبابات ت 72 الروسية من الجيل الخامس وهو جيل متطور جداً تدرب الحرس الجمهوري عليه جيداً ولم يستخدمه من قبل.
بدأت المعركة، وكانت منذ ساعاتها الأولى لصالح العراقيين، وحاول الطيران الأميركي أنْ يثني هذه القوة المستميتة عمّا أرادت ولكن دون جدوى وكان مشهد المعركة يشير بوضوح إلى أنّ كفة النصر تميل للعراقيين، عندها لم يكن أمام الغزاة إلا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل أو ما يعرف عند قادة البنتاغون بالسهم المكسور ( Broken Arrow)، فقد أقلعت طائرتان من نوع (MC 130H Combat Talon) تابعتين لقوات العمليات الخاصة. تحمل كل طائرة قنبلة من نوع (أم القنابل MOAB) تزن 21000 رطل، و يبلغ طولها 9 أمتار. فقلبت هاتان القنبلتان موازين القوى وأسفرتا عن مجزرة بشعة بحق جميع المقاتلين في الميدان.
مصادر عسكرية وصفت هذه القنابل بأنها قنابل نووية ولكن من نوع جديد فهي تعتمد على مادة مركبة تسمى الباريوم الفتاك (Superbaric )، تولد حرارة مركزية تزيد على 10000 درجة مئوية، وهي حرارة كافية لصهر أي معدن وتبخير أي كائن حي، إضافة إلى إطلاقها موجة إشعاعية عالية التركيز من الميكروويف، الأمر الذي يصهر الآليات بأنواعها وتفحيم مَن فيها.
المصدر العراقي سابق الذكر، وصف خسائر قواته في هذه المجزرة بـ "الكارثية"، ويرجح مراقبون إنها ربما كانت بالآلاف، وأنّ ما نسبته 70% من تشكيلات قوات الحرس الجمهوري المشاركة فيها قد استشهدت أو أصيبت.
اختلفت التقييمات العسكرية لهذه المعركة فالبعض اعتبرها مأثرة عسكرية بطولية اضطرت العدو لاستعمال أسلحة الإبادة بعدها، فيما رأى البعض الآخر فيها نموذجا على التفكير المغامر والانتحاري الذي لا علاقة له بالعلوم العسكرية أقدمت عليها قيادة نظام دكتاتوري يقوده مجموعة من الأقارب المتعصبين لزعيمهم وأسفرت عن مجزرة كبرى يتحمل مسؤوليتها الغزاة أولا، ومَن خطط لها وقادها بهذا الشكل من الجانب المدافع ثانيا.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!
- حول مؤتمر القوى المدنية اللاطائفية الأخير في بغداد
- تجربة لاهوت التحرير بنكهة الربيع العربي!
- عناصر خطة شاملة دفاعاً عن وجود دجلة والفرات
- معنى الدكتاتورية والفاشية بين العلم والسجلات الحزبية!
- كتاب جديد لعلاء اللامي : -القيامة العراقية الآن .. كي لا تكو ...
- العراق: التيار الصدري بين مآلَين!
- -شيعة- جيمس جيفري المدجّنون!
- التحالف «الشيعي الكردي» ليس كذبة بل سبب البلاء!
- على مَن يضحك السفيرالأميركي بيكروف ؟
- إطلاق سراح أوجلان..إطلاق سراح أمتين!
- السدود والبحيرات كمسبب للزلازل في تركيا وشمال العراق/ج2 من 2 ...
- قضية الهاشمي: شهادة ليست للقضاء العراقي!
- احتمالات انهيار السدود التركية بسبب الزلازل
- توظيف العامل -الديني- في قضايا المياه
- كافكا الآخر.. رصد الاغتراب الروحي /ج2
- كافكا الآخر : رصد الاغتراب الروحي


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟