أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟















المزيد.....

كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد تطرقت لهذا الموضوع على صفحات "العالم" الغراء قبل عام أو يزيد، ومَرَدُ عودتي إليه اليوم هو أن أحد الأصدقاء الأكراد العراقيين كتب قبل أيام مقالة عاصفة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ينتقدني فيها ويهجوني ويصفني بالشوفيني "بالفاء المثلثة المشرقية"، لأن الفاء المثلثة في المغرب العربي تلفظ قافا حميرية، أي جيما قاهرية أو كافا فارسية. والشوفيني مصطلح سياسي وفكري أوروبي يُكثر الكتاب والساسة الأكراد في العراق في أيامنا هذه من استعماله كسُبة وشتيمة ضد مخالفيهم، وهم يفرطون في استخدامه في الصغيرة والكبيرة لدرجة يتهيأ للمرء معها أنه لو قال أن لبن أربيل لا يعجبه، لقالوا عنه شوفيني! والشوفيني صيغة نسبة الى المرحوم نيقولا شوفان، الشاب الفرنسي اللطيف والجندي العنيد الذي كان يصر على العودة الى القتال بعد كل مرة يصاب فيها بجرح، إذ كان ما أن يتماثل إلى الشفاء من إصابة أو يكاد حتى يتناول بندقيته ويهرع للقتال في معارك حروب الثورة الفرنسية دفاعا عن "مجد فرنسا" حتى أصبح اسمه مصطلحا سياسيا وتاريخيا يعني "الإفراط في النزعة الوطنية والمغالاة في التعصب القومي". وهنا يمكن القول بأن المبدأ البلاغي العربي المسمى "خروج الحال عن مقتضى الظاهر" قد انطبق على هذا الفرنسي الشجاع فبعد أن كان لقبه يعني الشجاعة وحب الأمة والوطن صار يعني التعصب والهبل الأيديولوجي الأقرب إلى السعار.

وعلى الرغم من كثرة المناسبات التي كتبتُ فيها رأيي المؤيد لقيام الدولة الكردية، وتكراري تبني شعار رفيقي الراحل هادي العلوي القائل (في الشرق الأوسط دولتان واحدة واجبة الزوال هي إسرائيل، والأخرى واجبة الوجود هي كردستان) فان نفرا من الأصدقاء الأكراد لا يزالون يجهلون هذه الحقائق أو أنهم لا يجهلونها، بل يعتبرون هذا الخلاف الصغير والنُتفي حول صيغة جمع لغوي أكبر أهمية وأشد خطورة من الاتفاق على حق الأمة الكردية في تقرير مصيرها. وكاتب هذه السطور هنا لا يزعم فضلا له على أحد، بل يبلغ الآخر بموقف شخصي يعتبره غير قابل للتساهل، مع أنه قد يتساهل مع تفاصيل وأولوليات تطبيق المساواة الطبقية وتحقيق المجتمع المشاعي السعيد!

قبل مقالة الصديق الكردي من العراق كنت قد شاهدت قبل مدة مداخلة تلفزيونية على اليوتيوب لمثقف كردي من سورية أو لبنان برر فيها رفض الأكراد لصيغة جمعهم هذه وإصرارهم على اعتماد صيغة "كُرد" أو "كورد" بالقول أنهم لا يرتاحون لها لأنها تشبههم بصيغة الأعراب غير المحترمة كثيرا. سأبدأ أولا مع الصديق الكردي الشامي فأقول إن العرب عرب والأعراب أعراب، ولا علاقة لهؤلاء بأولئك، أي أن لكل كلمة معناها الخاص، فالأولون هم العرب ذوو الأنساب الموثقة لديهم وسكنة المدن والحواضر والأكثر استقرارا وتحضرا، أما الأعراب فهم البدو ومنتجعو الغيث والكلأ قبل أن يستقروا، وهم لا يقلون احتراما عنهم، ولكن القرآن هجاهم لأن إيمانهم بالدعوة الإسلامية في بداياتها كان سطحيا وهشا فقال عنهم (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم / الحجرات 14). وهذه الآية بحسب بعض المفسرين تجيز أن يقال للكافر والفاسق والعاصي أنت مسلم ولكنك لست مؤمنا. وأغلب العرب كانوا أعرابا أي بدوا قبل أن يستقروا، ولا تزال هذه الصيرورة المجتمعية مستمرة في بعض جهات العالم العربي حتى يوم الناس هذا، وعندنا في العراق ثمة العديد من قبائل البدو الرحل التي استقرت وتمدينت أو تريفت فتغير طابعها المجتمعي.

عودا على بدء، أقول وباختصار شديد، إن صيغة الجمع على زنة " فُعْل" مثل كُرد وتُرك وقُبط صيغة خاطئة لأنها ليست عربية بل أجنبية، وهاكم الدليل من القواميس الفرنسية والإنكليزية:

KURDES

COPTES

TURCS

وتلفظ على التوالي: كُرد.. كُبت "قُبط".. تُرك.. على اعتبار أن سين الجمع في الفرنسية لا تلفظ، وهي نفس الصيغ في الإنكليزية وعدد من اللغات اللاتينية الأخرى.

أما ما يقابلها في اللغة العربية فهي صيغة جمع التكسير الشائعة "أفعال" فنقول: أتراك وأكراد وأقباط وأفغان وألمان وأحباش وألبان (جمع ألباني، ولا علاقة لها بلبن أربيل طيب الذكر والمذاق)!

وقد يأتي أحدهم بمثال يظنه مناقضا لما نقول هو "فُرس" الشائعة كجمع لفارسي، وهنا نقول: إن زنة "أفعال" ستكون أفراس، وهي غير شائعة بهذا المعنى كجمع لفارسي، لأن القاعدة اللغوية العربية الثابتة ستبعد دائما "ما يُخشى اللبس فيه وضياع أو ختلاط المعاني" إذ يخشى تلابس أفراس جمع فارسي، مع أفراس جمع فَرس، فمالوا إلى الأخذ بالاستثناء مع الفارسي وتركوا هذه الزِنة القاعدية للأفراس.

وبعد هذا التوضيح، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف على صوابيته اللغوية، فإن أهل الدار أعرف بشؤونها، ومن باب أولى أن يقرر أهل اللغة العربية قواعد وسياقات لغتهم وكيف يفردون ويجمعون ويثنون، وليس أهل لغة أخرى غيرهم. ترى، هل يسمح لنا أصدقاؤنا الأكراد مثلا في أن نتدخل في لغتهم ونقرر نحن لهم كيف ينبغي أن يجمعوا المفرد؟ أو يستقبلوا الأفعال أو يأمروا؟ بالطبع لا، فَلِمَ يتدخلون في قواعد لغتنا ويجمعون ويطرحون ويزعلون حين نطبق قواعدها كما ينبغي أن نطبقها؟

ما يثير الاستغراب هو صمت العديد من الأساتذة الأكراد المتخصصين في اللغة والأدب العربيين، ومنهم أساتذة قديرون ومعروفون، وصمت زملائهم من سياسيين لبقين في التحدث في العربية بفصاحة ومكنة، بل أن بعضهم أكثر لباقة من المتحدثين العرب بها. صمتهم عن قول هذه الحقيقة التي لا أشك لحظة بأنهم يعرفونها معرفة يقينية والصدع بها على مسامع جماهيرهم أو أقلها على مسامع النخبة القارئة الكاتبة منهم.. أم يا ترى أنهم يخشون الاتهام بالشوفينية بدورهم؟

أهمس في آذان أصدقائي الأكراد، من النخبة وحولها، بأن كلمة "كرد" بضم الكاف وأيضا بفتحها، موجودة في المعاجم والقواميس اللغوية العربية القديمة، ولكنها موجودة بمعنيين كلاهما غير محبب أو لطيف ولن أذكرهما هنا لتوفيت الفرصة على "الشوفينيين" العرب وغير العرب وحرمانهم من الاستمتاع بممارسة "شوفينيتهم"!

شكرا للصديق الكردي الذي منحني بنقده الفيسبوكي الفرصة لتوضيح هذه القضية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وشركاؤه..دكتاتورية أم فوضى؟
- شيعة العراق من المعارضة إلى السلطة !
- تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة
- ديباجة الدستور العراقي مقارنة بأربع ديباجات أجنبية!
- معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟
- صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!
- حول مؤتمر القوى المدنية اللاطائفية الأخير في بغداد
- تجربة لاهوت التحرير بنكهة الربيع العربي!
- عناصر خطة شاملة دفاعاً عن وجود دجلة والفرات
- معنى الدكتاتورية والفاشية بين العلم والسجلات الحزبية!
- كتاب جديد لعلاء اللامي : -القيامة العراقية الآن .. كي لا تكو ...
- العراق: التيار الصدري بين مآلَين!
- -شيعة- جيمس جيفري المدجّنون!
- التحالف «الشيعي الكردي» ليس كذبة بل سبب البلاء!
- على مَن يضحك السفيرالأميركي بيكروف ؟
- إطلاق سراح أوجلان..إطلاق سراح أمتين!
- السدود والبحيرات كمسبب للزلازل في تركيا وشمال العراق/ج2 من 2 ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كُرد، كورد أم أكراد ولماذا؟