أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أوس حسن - فجر النهايات














المزيد.....

فجر النهايات


أوس حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 06:23
المحور: الادب والفن
    


يا صديقتي أرهقني ليل ُ البائسين والفقراء
متعب ٌ أنا بدمي الذي حملته من فجر النهايات
من منفى الإغريق الأول إلى منفى العرب الأخير
ووزعته على أصقاع الأرض
خبزا ً ونبيذا ً..وسلاما
وزعته على صبية صغار
يركضون في الحيّ
يلهثون وراء قطعة حلوى
ودمية بالية
وفي عيونهم تبكي آلهة الربيع
وتنطفىء شمس النهار
وعلى جارية ثكلى ينام
القمر في جفنها كالحمل الوديع
وهي تطرز شال الليل بنجمة قادمة
من بلاد الموت ورعشة الصقيع
والصقيع إله من ماء الذكريات
والذكريات قلق البحر ودمع الغيوم الشاردة
هكذا يولد السؤال الأول على عتبة الحياة
ناصعا ً بالتمرد والأسرار
وهكذا يولد الحزن الأول
ليكون ملحاً ً لقصيدتنا الخالدة
* * *
متعب ٌ أنا يا صديقتي من شراء الحرية من سوق النخاسة
من باعة الكلام المتجولين
ومن أنبياء السياسة
والحرية أحيانا ً أن نؤمن
بما لم نؤمن به من قبلْ
أن تتفتح أحداقنا على نور ٍ يسري في أوردة الظلام
فتتوهج القلوب قبل المقل ْ
* * *
لا تسأليني من أنا يا صديقتي ؟
أنا مَنْ أرضعتني" فينوس"حزنها الأبدي
وأورثتني حصان طروادة
أنا سِفرُ الخديعة الأول في كتاب جلجامش وسره الأزلي


دمي نهر ٌ من الأسى يمتد من الفرات إلى بردى
إلى جيحون(1) إلى زهرة نارٍ في فراديس عدن
دمي جنة الله الموعودة
جنة الفقراء التي لا يسكنها السلاطين والأغنياء
يعطونها المحبة والسكينة والسلام
فتعطيهم أنهارا ً من الخمر والشهد واللبن

مصلوب ٌ على أسوار عكا
منقوش ٌ على ألواح الجليل
وأشجار الناصرة
ممتد ٌ كغيمة بيضاء من الشام إلى القاهرة
لكني لم أكن ذلك المملوكي صاحب العين الزرقاء
ولا تاجر السيوف الصقلبي(2) وأميرته الفاجرة
أنا الشرق بآلامه...وآماله
وأوهامه ...وأحلامه
أنا الشرق ..بسره...وسحره ...وعطره
ولدت ُمن حقيبة النسيان
ومِن وطن ٍ بلا ذاكرة
* * *
لا تتعبي نفسك ِ يا صديقتي
فعندما تصاب الحقيقة بالزكام
والعدالة بالجذام
وعندما تُذبح ورودنا الحالمة
على ما ئدة القيصر العظيم
يكفي أن امنح نفسي تاج الحكمة
وأحفر على بوابة العالم القديم
إنتصارا ً جميلا ً في سجل أنكسارتنا المتكررة
يكفي أن أكون ابنا ً للعذراء ((مريم))
أو للبتول ((فاطمة))
تلك هي النفس وما سوّاها
فألهمها شعرها ونجواها
أنا من سلالة الأحرار العابرين
والريح موطنها
والريح مأواها
* * *
صديقتي آآآآآآه يا صديقتي
هل تذكرين عندما كنا طفلين ؟
نلعب تحت غصن الزيتون
وسور بيتنا القديم
نلهو ونمرح ونغني كطيرين
نفترش الأرض عِطرا ً ونورا

نغني للثورة ...لجيفارا
والراية الحمرا
نكتب على تعاريج الغيم قصتنا
وأحلامنا الصغيرة
هل تذكرين كم كنا صغيرين ؟
نضيء الليل بدمعتين
كم كانت صغيرة حكايتنا
وأوجاعنا صغيرة
لكنني متعب الآن يا صديقتي
من أزمنة الموت الرخامية ومن فلاسفة الجوع
على أبواب روما
فاستحضريني من ذاكرة الغياب
كأسا ً من النبيذ المر
لملميني من قوافل الرحيل
ومن أغاني المساء الذهبية

راقصي شِعري كُلَّ ليلة
فشالك الفضيّ ما زال يقرأ تعويذة النهر المقدس
ويهتف بالمحاربين العائدين
من حروبهم الطويلة
افتحي صندوقك الخشبيّ
واطبعي على نحري قبلة ً خجولة ْ
كما كنت ِ تفعلين في الطفولة
فأجمل الأشياء لم تمت بعد
والثائر الموعود
لن يعود
لن يعود ..!!




.......................................................................................................................



(1) نهر جيحون أكبر أنهار أسيا الوسطى،وجيحون
التسمية العربية لهذا النهر،الذي كان قديما ً يعرف باسم أكسوس وحديثا ً باسم "أموداريا".....



(2)

الصقلبي...نسبة إلى الصقالبة وهم مجموعة عرقية لغوية يتحدثون باللغات السلافية...يستقرون أساسا ً في أوروبا الوسطى والشرقية ودول البلقان وكان لهم دور بارز في حضارة الأندلس وكونوا طبقة اجتماعية تشبه إلى حد ما طبقة المماليك الأتراك في المشرق الأسلامي.



#أوس_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الوهم عند العرب هل هي موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة؟
- -رحلة إلى ملكوت الله-
- لوحات شتائية من ذاكرة مساء هرم
- قصائد لهاينرش هاينه ترجمها عن الألمانية رياض كاظم السماوي
- قصائد لهاينرش هاينه ترجمها عن الألمانية رياض كاظم السماوي
- بالأمس
- سنابل الوجع
- ناجي عطالله وفرقته الناجية /
- خديعة
- قناع الوالي
- قصائد قصيرة /2
- صوت من مقبرة الأحياء ...((نص))
- ليلك يا شام
- قصائد قصيرة..بقلم اوس حسن
- (( تحذير للغرباء))


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أوس حسن - فجر النهايات