أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوس حسن - صناعة الوهم عند العرب هل هي موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة؟














المزيد.....

صناعة الوهم عند العرب هل هي موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة؟


أوس حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أغلب المثقفين والسياسين العرب الذين يروجون للعنف ويتاجرون بدماء الشعوب المستعبدة،يعرفون تماما ً أن صدام حسين هو عميل أمريكي بامتياز،ويعرفون كيف وصل إلى الحكم وخصوصا ً عندما كان في فرقة خاصة للإغتيالات ،وإن روحه السوداء كانت لا تستكين ولا تهدأ إلا بدماء العراقيين فقد ارتكب هذا الرجل وهو لم يبلغ الثالثة عشرة من عمره أول جريمة قتل بشعة بحق إنسان بريء،ويعرفون أيضا ً حجم المجازر والجرائم التي ارتكبها ، فالبلاد تعج بالأرامل واليتامى والثكالى،..البلاد الجريحة الممزقة تتناهشها الحروب والويلات والمآسي والآفات الاجتماعية،كل هذه من مخلفات نظام صدام المجرم الذي ألغى هوية العراق التاريخية وجعل من العراق قاعدة عسكرية هدفها الحفاظ على كرسي صدام وتمجيد شخصه المستبد، حتى الله لم يعد له وظيفة أوعمل في بلادنا فكان صدام هو القادر، القوي،العنيد، المذل، الماكر،..المستهزىْ..الخ،أما الجيش العراقي البطل الذي حمل راية الإنسانية ودافع عن الشعوب العربية المضطهدة تحول إلى جيش عقائدي هدفه عبادة صدام وتوحيد اسمه مع كل صلاة تنشد من أجل العراق،لذا كان الجندي العراقي في جيش صدام غير مؤمن بشرعية أي حرب يخوضها، فقد كان الجندي العراقي معدما ً..فقيرا ً، فاقدا ً لأدنى حد ٍ من إنسايته،لايفصله عن أي كائن حيواني سوى خيط رفيع شفاف،صدام حسين الذي ساهم في فبركة العقول الضعيفة غير القادرة على إنتاج الوعي والفكر الحر السليم،نجح في صناعة مجده الاسطوري الزائف،لكن هذه الإسطورة الزائفة كادت أن تسقط وتندثر في مزابل التاريخ إلى الأبد،عندما انتفض الملايين من أبناء الشعب العراقي...شبابا ً،شيوخا ً..،..نساء ً...أطفالا ً،لتحطيم صنم الأسطورة،والقضاء على أعتى وأخطر دكتاتور عرفه التاريخ البشري في القرن العشرين،لم ينس َ صدام حسين اصدقاءه القدامى من العصابات الأمريكية البريطانية،ولم يتوان لحظة ً عن الاتصال بهم والاتفاق معهم على استخدام طائراته وأسلحته المدمرة ضد الشعب العراقي وخصوصا ً عندما رأى نفسه قاب قوسين أو أدنى من السقوط والانهيار فما كان إلا أن حدثت هذه المجزرة الرهيبة بعد الانتفاضة الشعبانية،جرائم يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان،امتلأت شوارع العراق بالقتلى والجثث التي تنهشها الكلاب الضالة،ولم يخلُ بيت من يتيم أو أرملة أو ثكلى،لم يبق حجر أو شجريغني للحياة ،وأصبحت أرض السواد مكتظة بالمقابر الجماعية من الجنوب إلى الشمال،فبدلا أن نزرع الورود في أرضنا وبدلا أن نغني لربيع أخضر قادم،زرعنا قتلانا في أرضنا وتوشحنا دمعا ً كربلائيا ً أسودا ً ونواحا ً أبديا ً يشبه تراتيل الموت الأخيرة،نعم فأغلب المثقفين والسياسين والعرب يعلمون أن المخابرات الأمريكية هي من خلقت صدام،وهي من جعلته بطلا ً ملحميا ً في مسرحية هزلية كان العراقيون بعيدين عنها كل البعد لأن حياتهم على مر العصوركانت تراجيديا عميقة وأليمة،وهي من هيأت له موتاً رخاميا ً جميلا ً يشبه موت الأنبياء والقادة العظماء،لأن أمريكا هي التي يجب أن تحدد مفهوم البطل وشخصيته الملحمية التراجيدية التي يجب أن تظل راسخة في عقول الشباب العربي جيلا ًبعد جيل،إن العقل العربي الذي أنهكته الحروب والأمراض الاجتماعية هو عقل ضعيف غير قادر على انتاج الفكر الذي يسمو إلى الوعي والحرية،لذا فإن أغلب المثقفين العرب تمسكوا تمسكا ً رهيبا ً بالخطاب العاطفي الذي يحمل فكرة الرجل المنقذ أوالنبي الموعود،عندما يعجز العقل البشري على انتاج الفكر فإنه يلجأ إلى الأسطورة أو الحلم الذي يؤسس له سعادة مؤقتة تمنع كيانه من السقوط في براثن المجهول الأسود،رغم أن الحقيقة مؤلمة وجارحة وتتطلب لياقة هائلة في عملية نكران الذات ومران مستمر على التجرد من كل الايدلوجيات والموروثات المحنطة،لكن جوهر الحقيقة يبقى ناصعا ً أبيضا ًله لون السعادة و طعم الراحة الأبدية.
وأخيرا ًفانا لا أطلب من المثقفين والسياسين والعرب أن يكرهوا صدام حسين ويلعنوا روحه ،ولا أن يرجموا قبره بالحجارة،فأنا لست مسؤولا ً عن تصميم عواطف النفس البشرية وهندسة مشاعرها بالقالب الذي يرضي غروري وعقدي النفسية،لكنني أوجه مقولة عامة لجميع المخدوعين علها داعبت شيئا ً من أرواحهم الباحثة عن الحرية: كم لهثنا وراء سراب حسبناه ماء ًيمنحنا الحياة، ويروي عطش أرواحنا الجافة،كم كنا على مر العصور أرباب أحلام وأساطير، لكننا نبقى أصحاب موهبة عظيمة في اكتشاف الوهم الجميل،كم نحن قادرون على انتاج الوهم،وكم نحن بارعون في تصديقه.



#أوس_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -رحلة إلى ملكوت الله-
- لوحات شتائية من ذاكرة مساء هرم
- قصائد لهاينرش هاينه ترجمها عن الألمانية رياض كاظم السماوي
- قصائد لهاينرش هاينه ترجمها عن الألمانية رياض كاظم السماوي
- بالأمس
- سنابل الوجع
- ناجي عطالله وفرقته الناجية /
- خديعة
- قناع الوالي
- قصائد قصيرة /2
- صوت من مقبرة الأحياء ...((نص))
- ليلك يا شام
- قصائد قصيرة..بقلم اوس حسن
- (( تحذير للغرباء))


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوس حسن - صناعة الوهم عند العرب هل هي موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة؟