أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هادي فريد التكريتي - ..! التاريخ والوطنية















المزيد.....

..! التاريخ والوطنية


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 10:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الكثير من أبناء الشعب العراقي أثناء الحكم العثماني ، لا يقرأون ولا يكتبون ، وهذا نهج لكل حكم ظالم يريد أن يدوم ، كان والدي رحمه الله من مواليد هذا الحكم ، فكان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، ومارس مهنة شاقة بعض الشيئ ، زمن الحكم الوطني ـ الملكي ـ كانت تسمى مهنته بياع شراي في مجال الحيوانات، أي يشتري الحيوانات من القرى المحيطة بالمدينة التي يسكنها ويبيعها شتاء في الموصل ، إن كانت بقرا ، وصيفا في بغداد إن كانت غنما، وعندما يعود يقوم بجرد ما اشترى وما باع ، ذهنيا على السليقة ، وبما أني كنت أعرف القراءة والكتابة ، :كنت أقوم له بدور المحاسب ، وكثيرا ما ارتكبت من أخطاء فاحشة ، والخطأ في الحساب التجاري تعتبر نكبه لمثل والدي ، حيث رأس المال له حصة والشريك له حصة أخرى ، وعندما يكون خطأ في الجمع والطرح ، عند مقارنتة برأس المال يطلب مني والدي مراجعة الحساب ، وبفطرته وتقديره للأمور يعرف إن كانت تجارته قد ربحت أو خسرت ، وعلى ضوء ما يختزن من معلومات الشراء والبيع في دماغه، يطلب مني تدقيق ما أملاه علي ، كنت أتذمر لأنه كان يشك في صحة حساباتي ، إلا أنه كان دائما على صواب ، ونتيجة لهذا الواقع كنت أحتفظ بمسودات قوائم البيع والشراء لمراجعتها لاحقا غند الضرورة ، ولا أتلفها إلا بعد أن يشرع في مشروع جديد ، وربما عثرت على بعضها محشورا بين كتبي بعد عشرات السنين ، هذا الواقع انعكس على سلوكي الشخصي ، ولا زال ، حيث أحتفظ بكثير من مسودات الشخبطة الشخصية ، كما أحتفظ بكثير من رسائل وردتني من رفاق وأصدقاء في التجمع الديمقراطي العراقي ، والمساهمين في تحرير جريدته الغد الديمقراطي المنتشرين في كي كل بقاع الغربة ، أيام الحكم الفاشي الساقط ، وطيلة فترة عمل التنظيم منذ منتصف الثمانينات وحتى مطلع الألفية الثالثة من القرن الحالي ، ونتيجة للتطور المعلوماتي ، وقدراتي المتواضعة في استخدام الكومبيوتر صرت أحتفظ بما يردني من رسائل الأصدقاء وما ينشرون من على المواقع الألكترونية المختلفة ، وبعض من أحتفظ لهم الصديق العزيز ورفيق التجمع ، رشيد كرمة ، حيث كان قد أرسل لي مساهمة له قد نشرت على الكثير من المواقع بعنوان " التاريخ والوطنية " يتحدث فيها عن مخرج وطني شيلي ، بعد سقوط بينوشيت ، جمعته صدفة إنسانية قاهرة كثيرة الحدوث ، مع أحد أزلام النظام الدكتاتوري ليلا ، بعد عطل في سيارته ، ويدخل الزوج و( ضيفه ) الفاشي المنزل ، الزوجة وهي تقدم للضيف قدح ماء ، تتذكر هذا الشخص عند ما القي القبض عليها زمن الفاشية ، وإنه هو الذي حقق معها لمعرفة مكان اختفاء زوجها( الحالي )وهو الذي اغتصبها عند التحقيق .. وبمشهد تحقيق دراماتيكي تجريه الزوجة مع ( الضيف ) ، يعترف بأنه كان محققا انتزع اعترافات من مناضلين ومناضلات شيليات عن طريق الإكراه والاغتصاب ، والزوجة صاحبة الدار واحدة منهم ..ما الحل ...؟
وفي مجتمعنا وعلى امتداد السنين التي أعقبت 8 شباط الأسود عام 63 وحتى سقوط الصنم ونظامه في 9 نيسان عام 2003 ارتكب المئات بل الألوف من أزلام الأنظمة القومية والبعثية المتعاقبة ، وخصوصا في فترتي الحكم البعثي ، ارتكبوا جرائم لا تحصى ولا تعد ، وربما أدهى وأمر مما ارتكبه ( الضيف ) الشيلي المجرم ، وهؤلاء الأوغاد المجرمون ، لا زالوا يعيشون بيننا ، وقد تسلقوا مناصب قيادية عليا في الدولة ، والكثير من الضحايا سيلتقون ،كما التقى الشيلي وزجته بهؤلاء ، ماذا سيحصل .؟
هاكم ما حصل معي ، في العام 1984 التقيت مصادفة، وجها لوجه في دمشق بعنصر من العناصر البعثية ، عرفني وعرفته طأطأ رأسه وولى ، كان قد أشرف على تعذيبي وعلى العشرات من أمثالي ، نساء ورجالا ، القابعين في قصر النهاية السيء الصيت ، كانت جرائمه كثيرة كحارس قومي ، إلا أنه يحاول أن يغسل يديه من جرائمه ومن نظامه الفاشي ، تسلل إلى الصحافة الوطنية ، وفي اجتماع ضم بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للتجمع الديمقراطي العراقي وهيئة تحرير جريدة الغد الديمقراطي الناطقة باسمه ، طرح أحد الأعضاء اقتراحا لتطوير الجريدة ورفدها بقدرات وطنية ، هكذا ، اقترح تطعيم هيئة تحرير الجريدة بأحد الكتاب العراقيين ( المرموقين )، وعندما تم الاستفسار عن هذه الشخصية فوجئت بأنه نفس العنصر البعثي والحرس القومي السابق ، انتظرت لأرى ردة فعل الآخرين ، وعندما وجدت أن الأمر سيحسم بقبوله ، اعترضت وقلت أيها الرفاق إنه بعثي وحرس قومي ويداه ملطخة بجرائم لا أول لها ولا آخر ، فأنا غير موافق على إجراء لا يشرفنا كوطنيين ، استبعد الاقتراح ...دارت السنون وإذا به الآن سفيرا للعراقيين ، فهل هذا سيشرفني عندما أدخل عليه وأناديه بسيادة السفير ! والمشكلة ليست في حالة فردية مثل هذه ، المشكلة في المئات بل الآلاف من الجلادين والمجرمين الذين لا يمكن لنهري دجلة والفرات أن يغسلا جرائمهم أو يزيلوا آثارها ، يتواجدون في السلطة وفي البرلمان وفي مراكز دوائر الدولة العليا والجامعات ، أعداد غفيرة من هؤلاء في كل مرفق ، كيف سيجري تعامل المواطنيين العاديين معهم ؟ كيف سيقاضونهم وهل هناك إمكانية للحد من نشاطهم وتأثيرهم على المجتمع ، الجامعات تشكو من نشاطاتهم مع الطلبة ومضايقتهم وتهديدهم بالرسوب وحتى الطرد ، وفي التحريض العلني والمستور على السلطة ومنظمات المجتمع المدني ، الدوائر الرسمية تعج بهم وهم يعرقلون معاملات الناس لحل مشاكلهم التي أوجدها النظام الساقط ، الكثير الكثير من المشاكل ، كيف يمكن إقناع المواطن بالصبر للحصول على حق له اغتصب منه وهو بأمس الحاجة إليه وليس بمقدوره الحصول عليه إلا عن طريق غريمه المتربع على سلطة القرار..؟
هل يكمن الحل في إقصاء أو تحييد من أساءوا وأرجرموا بحق المجتمع .؟ هل يكمن الحل في تشكيل لجان لا يشترك بها أي بعثي ومهما كان ، لرد الحقوق والاعتبار للمواطنين الذين تضرروا .؟ وهل يكمن الحل في تشكيل وزارة خاصة لحسم لحسم قضايا المتضررين وإلزام مؤسسات الدولة المعنية بالتنفيذ الفوري..
وهل يتطلب الأمر من الجمعية الوطنية ( البرلمان ) اتخاذ قرارات بصدد تشكيل لجان لدراسة تجارب الدول والشعوب التي عانت من الفاشية والنازية والديكتاتورية ، كما في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا واليابان وشيلي ، والحلول التي توصلوا لها وطبقوها ...عدم معالجة هذه الظاهرة المستفحلة بشكل فوري وجدي ، سيجد المواطن نفسه محشورا في دوامة عنف لانتزاع حقه بيده ، وهنا تكمن الطامة الكبرى..!



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة والوطن والعشق والخمرة..!!
- الخام والطعام ..!!
- إعادة بناء العراق ..مشروع نهب الشركات المتعددة الجنسيات
- ..؟!!ابتسامة فمصافحة
- أول الغيث قطر..!
- لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1
- !!جلسة سرية غير مبررة
- تعليق على خبر -بايت-ولا زال طازجا !!
- فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!
- الطبع والتطبع ..!!
- احترموا الوقت يا سادة
- هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!
- لم التشفي يا عرب !!
- !!!شهداء الشعب العراقي
- لو كنت كرديا لتشددت
- مقاومة مأفونة..ومقاومين مأبونيين
- صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان
- المراة الراقية ..وغد أفضل
- هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هادي فريد التكريتي - ..! التاريخ والوطنية