أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1















المزيد.....

لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 12:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الملاحظ لسير أحداث تشكيل الحكومة الجديدة بعد أكثر من شهرين ، هو إصرار القائمة الفائزة "الشيعية"على ترشيح "سني" لرآسة البرلمان ، ولم يكن هذا الإصرار على الترشيح يتماشى مع حقيقة ولا واقع النهج الديمقراطي الذي يدعي البعض التمسك به ، فلو كان هناك أي إيمان بنهج ديمقراطي فعلا، لما رأينا واقعا بائسا وإصرارا على تقسيم طائفي ممقوت لم نجده في الواقع العراقي ، قبل أن تتشكل الدولة العراقية الأولى ، فقادة ثورة العشرين وجلهم من الشيعة ،العلماء الأعلام ، كالشيرازي الكبير والشيخ محمد مهدي الخالصي والكاشاني وغيرهم ، لم نجد في خطابهم آنذاك الموجه إلى الشعب العراقي نفسا طائفيا بالمطلق ، بل كانوا يتحدثون باسم العراقيين والمسلمين عامة ،وجراء هذا الخطاب انضوى تحت لواء الثورة شيوخ العشائر " السنية " ، دون أن يشترطوا موقعا لهم ، لكون الهم كان عراقيا ، وشكلت المرجعية الدينية (الشيعية) مرجعية للشعب العراقي بأجمعه ، همها حرية الوطن وسيادته ، علما أننا لم نجد عند قادة ثورة العشرين ، قبل أكثر من ثمانين عاما، ما نجده في التقسيمات الإسلامية ـ الطائفية في الوقت الراهن من شخصيات ، عاشت وتعلمت في الغرب ، وواكبت تطوره السياسي ، وحصلت على شهادات علمية وأكاديمية واختصاصات رفيعة ، إلا أنهم ،مع الأسف ، لم يرتقوا ،بعد ، إلى مدارك وفهم أولئك القادة العظام الذين قادوا الثورة ...أما اليوم فقد عدنا القهقرى ، الى ما قبل الثورة العراقية الأولى ، أيام حكم الخلفاء غير الراشدين والسلاطين من آل عثمان رضوان.الله عليهم !. فكل حديث قادة القوائم اليوم ، عن الطائفة ، وتناسوا مرجعيتهم التي جاءت بهم الى الصدارة ، ولم نجد من يتحدث باسم الشعب مجردا ، ولا حتى باسم إسلام دون ذكر لما يفرق ، ورغم هذا نجد من يقول: نحن نعارض الطائفية ونعارض المحاصصة في الحكم كذلك !، وهم يجهدون حالهم لتنصيب طائفي لرئاسة المجلس دون نجاح ، فموقفكم يا سادة من عدم الاتفاق على رئيس للمجلس حتى اللحظة أين يصب ؟ فهل ديمقراطيتكم شيئ جديد ومستحدث خاص بالعراق ؟ لماذا لا يتم ترشيح أكثر من واحد ويجري عليهم التصويت ، وعندكم في المجلس ستة عشر سنيا بالتمام والكمال ؟ الديمقراطية تقول لا فرق بين شيعي وسني وبين عربي وكردي أو آشوري وتركماني، طالما هم عراقيون ، ولانص على نهج طائفي في كل المناصب كما تقولون !! إن كانت الأحزاب الدينية تنهج نهجا دمقراطيا حقا فلتنبذ الطائفية صراحة وتدين من يمارسها ،ولتعلن مرجعيتها ، كما شأن المرجعية قبل أكثر من ثمانين عاما ، أنها مرجعية لكل المسلمين ..! ولكن لم الضحك على الذقون وكل هذه القوائم الطائفية لم تحصل على ما حصلت عليه من أصوات لولا انحياز المرجعية الطائفيةـ الشيعية لها ، وهذا ما يقوله السيد حسين الصدر ، حيث تحدث بصراحة فقال ( إن المرجعية لها تأثير كبير في انتخاب أعضاء قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي حصلت على أربعة ملايين صوت ) مبينا أن (ما لا يقل عن مليونين صوت لم تكن قد اختارت هذه القائمة على أساس أعضائها ، لكن انتخابها للقائمة كان بدافع انتمائها للمرجعية ) ..فهل استوعبتم الدرس ، وعرفتم ما سبب فوزكم ..؟
الديموقراطية تعني فيما تعنيه ‘عدم الموافقة على إقحام الدين في السياسة ، وترك مالله في الجوامع والحسينيات ، ولا تحولوا المجلس " بيت الشعب " الى حسينية ، وهذا موقف الكثير من قطاعات الشعب العراقي والقوى السياسية العراقية ، وحتى بعض القوى الطائفية قالت وتقول بهذا الموقف ، قبل سقوط النظام وبعده ، إلا إن موقفها هذا قد تغير بعد أن حصدت أغلبية الأصوات، معتقدة أنها قادرة على تمرير ما كانت تخفيه ، تارة بمحاولة الالتفاف على موقف القائمة الكردستانية المناهض لإقحام الدين في السياسة ، وتارة أخرى من منطلق إعطاء دور أكبر للدين .. وغير مفهوم حتى اللحظة ، مايرمي اليه التيار الطائفي من مغازلته للطائفة السنية ، وذلك بان تصر قائمة الائتلاف على إشغال طائفة "السنة " لرآسة المجلس الوطني وهم لا يشكلون إلا ، ستة عشر مقعدا من أصل 275 ، يعني بالقلم العريض إنهم أقلية ، إلا إذا كان الهدف من وراء ذلك تثبيت الطائفية والتأسيس عليها لاحقا ، وإلا فأين الديمقراطية من هذا ..؟ ..يتحدث السيد الجعفري المكلف بتشكيل الحكومة عن هذا المنصب فيقول:(ينبغي الإسراع في انتخاب رئيس الجمعية الوطنية ـ يعني التعيين ـ ونائبيه في الاجتماع القادم ولم تكن هناك من أسباب تدعو التأخير في ذلك ...) وهذا بعض ما عندهم من ديمقراطية ، الديمقراطية يا سادة أن يتقدم للمنافسه من يطلب الرآسة ويتم التصويت ، وليس تعطيل وإبطال فعاليته ، بسبب أن المرشح ليس من تريدون ولم يلق هوى ورغبة منكم ، وبغض النظر عن المتقدم فالمجلس هو صاحب القرار ، وليس قائمة أو جهة ما..! ..ويقول الجعفري(.. إن انعقاد الجمعية الوطنية لاستكمال المهمات الأساسية المكلف بها تأتي ضمن المسيرة الديمقراطية لشعبنا العراقي الذي ينتظر الآن بفارغ الصبر اختيار الهيئة الرئاسية وتشكيل الحكومة والبدء بصياغة الدستور الدائم ...) طيب !! من الذي تسبب في كل هذا التأخير ، فالشعب قد قال كلمته ، وترك لكم الكثير من الوقت لأن تتناقشوا وتساوموا ، وهو ينتظر دون أن تعيروا أية أهمية لتضحياته ، فهل كان الشعب هو الذي تسبب في التأخير حتى هذا الوقت ؟ وأنتم لا زلتم في المربع الأول ، ليس في تشكيل الحكومة ولا في صياغة الدستور ، فهذا يتطلب وقتا أطول للانتظار والصبر عليكم ، ولكن من أجل تسمية الرئيس لمجلسكم الموقر ، فالشعب كان ولا زال يطالبكم بحسم مواقفكم ، وتبيان حقيقة ما يجري بينكم ، إلا أنكم فشلتم بمصارحته ..! فهل تريدون القول أن الشعب هو من تسبب في التأخير الذي انتم فيه ، والله إنه لمنطق مفلوج وأعوج...!
تعالوا معي لنقرأ فصلا آخر عن المصلحة الوطنية وهو ما يقوله السيد مضر شوكت ـ سني من قائمة رئيس الوزراء علاوي : ( السنة العرب الموجودين داخل الجمعية يمثلون شريحة واسعة ..) لم يقل لنا السيد مضر من هي هذه الشريحة وما سعتها "هل يقصد أنهم يمثلون البعثيين فقط من أمثال مشعان الجبوري وآخرين يعرفهم الشعب العراقي ، أم هم من أنصار "هيئة التفجير والتفخيخ " التي تلقي الرعب في النفوس ..؟ وهل يقصد إن النواب الذين يبلغ عددهم ستة عشر نائبا في المجلس يمثلون "السنة" بئس الرقم وبئس التمثيل ، وما نسبة هؤلاء المئوية ضمن المجلس ؟ فالمعروف أن حكومة السيد علاوي ، التي يتحدث باسمه السيد مضر ، لم تستطع أن توفر لا حماية الناخبين في المناطق "السنية" ولا وصول صناديق الاقتراع إلى مناطق أخرى في العراق ناهيك عن مناطق السنة.،.والشيئ الجدير بالملاحظة أن السيد مضر شوكت عضو تنظيم الوفاق الذي يقوده رئيس الوزراء علاوي ينظٍر لنا وفق منطق مغاير لما هو واقع فيقول ـ لا فض فوه ـ :( عضو الجمعية الوطنية المنتخب عليه أن لا ينطلق من تعامله مع قضايا الوطن من خلال مصالحه الشخصية أو مصلحة حزبه أو قائمته الانتخابية ، بل عليه أن يضع العراق والعراقيين نصب عينيه وأن يمثل الشعب العراقي كله بجميع قومياته وطوائفه وأحزابه وانتماءاته..) بربكم هل قرأتم أروع من هذا البيان والبلاغة في الوطنية ،ألم يذكركم هذا الخطاب بما كان يقوله منظروا النظام الساقط ؟ لن أناقش كل ما تحتمله عبارات السيد مضر ، ففيها الكثير من الزيف والتضليل وعدم الواقع ، ولكني أسأله فقط لماذا غادر زعيم الوفاق ورئيس الوزراء جلسة المجلس الثانية وهي جلسة مهمة ، وهل هناك ما يدعوه للمغادرة أهم من قضايا الشعب والوطن التي من المفترض أن يناقشها المجلس الموقر ؟ أين تكمن مصلحة الوطن ، في الجلوس ومطالبة المجتمعين بحل قضايا الشعب والوطن ، أم المغادرة لعقد صفقة أو لاجتماع مع رفاق الأمس ..؟ لماذا كلكم أيها السادة ، أصحاب الكتل الفائزة، تصرون على سلوك نهج خاطئ وتلبسونه ، كذبا ورياء، لباس الديمقراطية والوطنية ، وهذا ما لم نجده في سلوككم ..!
2/3/2005
[email protected]



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!جلسة سرية غير مبررة
- تعليق على خبر -بايت-ولا زال طازجا !!
- فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!
- الطبع والتطبع ..!!
- احترموا الوقت يا سادة
- هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!
- لم التشفي يا عرب !!
- !!!شهداء الشعب العراقي
- لو كنت كرديا لتشددت
- مقاومة مأفونة..ومقاومين مأبونيين
- صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان
- المراة الراقية ..وغد أفضل
- هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟
- الكورد والفدرالية..والخطاب السياسي
- هل حدت الإنتخابات من الإرهاب المنفلت
- لماذا الكيل بمكيالين
- عهر.. وعاهر
- هل يتعض التيار الديموقراطي في العراق بما حصل ؟
- الديمقراطية الى أين؟


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - لماذا الإصرارعلى نهج خاطئ !1