أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع السرغيني - على هامش الفاتح من ماي بالمدينة العمالية طنجة.















المزيد.....

على هامش الفاتح من ماي بالمدينة العمالية طنجة.


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش الفاتح من ماي بالمدينة العمالية طنجة.

حيث كان من الواجب واللازم، تواجد اليسار العمالي في قلب المشهد إلى جانب طليعة الطبقة العاملة المنظمة في اتحادات ونقابات ومركزيات تواجدا وازنا، قويا ومنظما.. خابت آمالنا وأحسسنا بالإحباط حيث وجدناه على الهامش. ضعيف الحزم والشكيمة، متخفيا ومتظللا بحركات الطلبة والمعطلين والحقوقيين والمهاجرين.. مؤكدا انفصاله وانعزاله عن الطبقة الاجتماعية التي يتطلع لتنظيمها وتأطيرها وقيادتها في نضالها من أجل التغيير الاشتراكي الحتمي والأكيد.
هذا المشهد المرعب، الذي حرّك في دواخلنا أكثر من سؤال، وعلى رأس الأسئلة، علاقة اليسار بالطبقة العاملة والنقابات؟ وهي علاقة لا تضيف لها أي شيء هاته المشاركات الباهتة لمناضلي اليسار المعزولين عن الطبقة العاملة، وفي مسيرتها الأممية.
فمن خلال ما عاينـّاه عبر مشاركتنا في الفاتح من ماي بمدينة طنجة العمالية التي تحتضن المئات من المعامل والمصانع والشركات والمؤسسات والورشات الصغيرة والكبيرة.. التي يُعتـّد عبيدها المأجورين بعشرات الآلاف.. تبيّن حقيقة حجم اليسار العمالي، وواقع حاله الضعيف والمتهلهل والهامشي.. حوالي العشر تيارات تدّعي كلها انتماءها لليسار العمالي، وضمنها طبعا الاتجاهات الماركسية والثورية.. تجمّعت في هذا اليوم العمالي المشهود بحثا عن موقع لها داخل هذه المسيرة العمالية الأممية، لتجد نفسها، وكما العادة وككل سنة، معزولة إلى جانب جمعية الشباب الجامعي المعطل، وثلة من الحقوقيين والمناضلين الجمعويين.. دون أية مراكمة تنظيمية أو تأطيرية لقطاع من قطاعات الطبقة العاملة.
مئات من العمال والعاملات تظاهروا ذلك اليوم ورفع البعض منهم شعارات قوية تطالب بالتغيير ومناهضة الاستغلال والاستبداد.. باستقلال شبه تام عن شبيبة اليسار وطلائع اليسار وقيادات اليسار، وهو وضع ينذر بالخطر ويرسم صورة قاتمة عن مستقبل اليسار وعلاقته بالطبقة العاملة المغربية وطلائعها.
فإذا كان اليسار العمالي بأوربا قد استرجع جزءا من قواعده وهيمنته على الشبيبة المدرسية والجامعية وعلى حركة المعطلين والنقابات وساكنة الأحياء الشعبية.. فما يعرفه اليسار بالمغرب وبمدينة طنجة بالذات من تراجع وتقهقر وتسيّب.. يُملي ويفرض على عموم اليساريين الوقوف بجرأة أمام هذه الأوضاع المختلة، بتقديرها وتقييمها، بغية إصلاح الاعوجاجات، والحد من الانزلاقات.. لإحداث قفزة ثورية في حال ومسار اليسار العمالي، خدمة لمشروع التغيير الاشتراكي.
فأصل اليسار كان، ولا زال مناهضا شرسا للنظام الرأسمالي وللطبقات المالكة البرجوازية، وبالتالي لا بد من حضوره المتفوق والمتميّز في الميدان الاجتماعي المكافح، إلى جانب جميع الطبقات والفئات الاجتماعية المقهورة والمحرومة، وعلى رأسها طبعا الطبقة العاملة، إلى جانب جمهور الشغيلة والمستخدمين والموظفين الصغار وفقراء الفلاحين والتجار والحرفيين والطلبة والمستهلكين والمعطلين..الخ وإذا كان اليسار قد افتقد العديد من حصونه وقلاعه التاريخية داخل الثانويات الكبرى، وداخل العديد من الكليات والجامعات، وبالتالي داخل الحركات التابعة لهذه المواقع والقلاع، من حركات تلاميذية وطلابية وجمعوية وشبابية معطلة..الخ فطبيعي جدا أن يكون هناك خللا فظيعا، لا بد وأن ينعكس على علاقة هذا المسمى يسارا، بحركة الطبقة العاملة وبطلائعها المنظمة داخل النقابات والاتحادات والمركزيات.
فهل هي مجرد أخطاء في الممارسة، أم هناك خلل في الرؤية والمرجعية، أم هناك أسباب أخرى أعمق تتعلق بطبيعة هذا اليسار وبظروف نشأته، ومسار تجربته وتطورها على مدى عقود من الزمن، عقود من النضال والكفاح والصمود، رغم همجية وشراسة القمع الذي تعرض له وعانى منه هذا اليسار؟
فبتسجيلنا لهذه الملاحظات التي تعنينا جميعا كيسار عمالي، وكماركسيين ثوريين، وكحركة مناهضة للرأسمالية ومناضلة من أجل إسقاط نظامها وتغييره، تغييرا جذريا اشتراكيا، لمصلحة الطبقة العاملة وحلفائها الطليعيين داخل الأوساط الكادحة والمهمشة والمحرومة، من فئات وطبقات شعبنا المناضل..الخ نواصل نداءاتنا المبدئية من أجل إعادة بعث اليسار العمالي كقوة سياسية، فكرية، اجتماعية، حية ومناضلة، قوة لها حضورها الميداني وارتباطاتها الاجتماعية والطبقية، ومبادراتها السياسية والكفاحية في ساحة الصراع الطبقي في جميع مجالاته ومستوياته.
فعلى مدى العشر سنوات الأخيرة تشكلت المبادرات العديدة في مجال تنظيم عمل اليسار وتوحيده، داخل الحركة الطلابية وداخل حركة المعطلين، وداخل الحركة النقابية وداخل الحركات النسائية، وداخل حركة مناهضة الرأسمالية، وداخل الحركة المناهضة للغلاء، وداخل حركة الدفاع عن الحريات..الخ حيث انخرطت في الحركات مجمل تيارات اليسار أو أغلبها، بشكل حماسي انتظرنا منها الكثير والجديد، أملا في تطوير النضال اليساري وتجذيره وتصليب عوده..الخ لكن وبالرغم من الإخفاقات وسيادة الهيمنة والتوظيف السياسي الضيق ـ مثلما وقع بجمعية أطاك، وداخل تنسيقيات مناهضة الغلاء وبحركة العشرين من فبراير، وحركة النقابيون الديمقراطيون ـ ما زالت العديد من الأصوات اليسارية الصادقة تناضل وتطالب بوحدة اليسار الجذري المناضل وباصطفافه داخل تنسيقيات وجبهات للنضال الطبقي والاجتماعي، ضدا على السياسات الرأسمالية ومخططاتها، ومناهضة للنظام الرأسمالي وتقوية العداء ضده باعتباره أصل الشرور وأصل المعانات والحرمانات كلها..الخ وهو الشيء الذي ندعمه ونؤيده كتيار ماركسي لينيني وكخط بروليتاري مناضل من داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية، محتفظين لنفسنا بحق النقد والانتقاد لجميع التيارات الانتهازية اليمينية واليسارية، داخل هذا اليسار نفسه، ومشهـّرين كذلك بجميع الاتجاهات التي تتخذ الجبهوية والعمل الوحدوي شعارا لها حين تكون في وضع الأقلية، وهو عكس ما تتخذه في حالة الأغلبية، حيث السباق والهرولة نحو المقاعد لبسط الهيمنة وإقصاء الأقليات المعارضة لتوجهاتها ـ حالة المؤتمر الأخير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحالة المؤتمر الثاني لجمعية أطاك، وحالة الملتقى الرابع للتنسيقيات المناهضة للغلاء..الخ ـ
4 ماي 2013
وديع السرغيني



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الحريات الديمقراطية.. ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين ...
- نصرة للعمل الوحدوي داخل الصف اليساري التقدمي المكافح
- دفاعا عن حرمة الجامعة دفاعا عن حرمة الجامعة
- في سياق التحضير للفاتح من ماي
- عين العقل.. فيما صدر عن الطلبة المعتقلين من موقف
- ضد اليسراوية الرفضوية، وضد الانتهازية اليمينية وضد الرجعية ا ...
- عن قصة طرزان الذي رفض التحالف مع الإخوان
- في ذكرى 23 مارس
- في ذكرى صدور -البيان الشيوعي-
- دعما للحركة ولجميع الحركات الاحتجاجية المناضلة
- من تداعيات النقاش حول حزب الطبقة العاملة المستقل
- بناء حزب الطبقة العاملة المستقل مهمة ماركسية لينينية
- تحت راية الاشتراكية.. ومن أجل جبهة يسارية جذرية
- في ذكرى الشهيدة -سعيدة المنبهي-
- دفاعا عن الخط النقابي الديمقراطي الوحدوي
- في ذكرى الشهيد زروال
- دفاعا عن الثورة الاشتراكية
- من أجل منظمة ماركسية لينينية مغربية
- -إلى الأمام-.. -النهج- أي رابط وأية علاقة؟
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الذكرى الثانية والأربعون


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع السرغيني - على هامش الفاتح من ماي بالمدينة العمالية طنجة.