أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مقارنة معبرة عن الفوارق الحضارية بين مسؤولي ألمانيا إزاء شعبهم ومسؤولي العراق إزاء -شعبهم-!














المزيد.....

مقارنة معبرة عن الفوارق الحضارية بين مسؤولي ألمانيا إزاء شعبهم ومسؤولي العراق إزاء -شعبهم-!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يوم أمس (4/5/2013) سقط جندي ألماني من الوحدات الخاصة قتيلاً برصاص الإرهابيين في أفغانيتان وجرح آخر. و واليوم (5/5/2013) وقف وزير الدفاع الألماني, الدكتور توماس ديميزير, معبراً عن حزنه الشديد وألمه للخبر الذي صدم ال جميع, ثم توجه بالتعزية إلى عائلة القتيل والشعب الألماني والقوات المسلحة الألمانية لفقدان جندي ألماني واحد في أفغانستان, كما توجه برجاء الشفاء العاجل للجندي الجريح. وهكذا عبرت مستشارة ألمانيا, الدكتورة انجيلا ميركل, إذ تحدث الناطق باسمها عن حزنها الشديدة وصدمتها الشخصية لمقتل الجندي الألماني وتمنت لعائلة الفقيد الصبر والسلوان. وبنفس المعنى تحدث وزير خارجية ألمانيا الدكتور غيدو فيسترفيله. بهذا النبأ الحزين وموقف المسؤولين امتلأت وسائل الإعلام الألمانية بين حزين ومنتقد لموقف الحكومة باستمرار وجود جنود ألمانيا في أفغانستان, وبين مؤكد ضرورة تأمين الحماية اللازمة لهؤلاء الجنود. هذا هو شعور المسؤولين في الدول المتحضرة إزاء أبنائهم في القوات المسلحة أو إزاء المواطنين والمواطنات عموماً. وهذا هو شعور الناس في المانيا. فهل مثل هذا الشعور الإنساني نجده في العراق "الجديد!" ولدى المسؤولين الذي يتغنى به البعض؟
كل أسبوع يسقط بالعراق عشرات القتلى والجرحى, إن لم نقل المئات. وفي شهر نيسان/أبريل 2013 وحده سقط 700 عراقي قتيلاً ومئات الجرحى والمعوقين حسب الإحصاء الرسمي للطب العدلي بالعراق. فهل كان هناك رد الفعل إنساني عند المسؤولين العراقيين من الذين بيدهم حكم البلاد؟ هل أحس وزير الدفاع العراقي ووزير الثقافة, تصوروا المهزلة والمأساة في آن واحد في أن يكون وزير الثقافة بالعراق وزيراً للحرب بالعراق أيضاً!, أو هل أحس رئيس مجلس الوزراء العراقي بنفحة إنسانية إزاء المواطنات والمواطنين الذين سقطوا قتلى برصاص الإرهابيين وغيرهم أو برصاص القوات المسلحة أو إزاء الجرحى والمعوقين العراقيين وبوخز الضمير, أم استقبلوا أنباء سقوط الشهداء بدم بارد تماماً ,كما استقبلوا قبل ذاك عشرات ألوف الضحايا؟ في الغالب الأعم استقبلوا هذه الأنباء بسقوط قتلى وجرحى ومعوقين بدم بارد كالجليد ولم يرمش لهم جفن ولا وخزهم ضميرهم في أن يكونوا في السلطة وعلى رأسها وتقتل مثل هذه الأعداد الغفيرة, دع عنك الاغتيالات اليومية بكاتم الصوت, من المواطنات والمواطنين الأبرياء.
ويوم أمس سقط ثمانيي ضحايا بتفجير إجرامي وجرح العشرات من المواطنات والمواطنين إضافة إلى اغتيال جديد بالكاتم أيضاً, فهل شعر المسؤولون بالمسؤولية إزاء هذا الحادث "المؤسف" أيضاً, وسجل الحادث على قتلة "مجهولين!" الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية وكرره تلفزيون فرنسا باللغة العربية.
إن الجلوس على قازوق السلطة هو, كما يبدو, أحلى وأفضل بمئات وآلاف المرات من سقوط قتلى وجرحى في البلاد, فالموت حق ولا يتحكم به رئيس مجلس الوزراء, بل إنه أمر بيد الله! ولو كان الله يريد بقاء هؤلاء على قيد الحياة لما سمح للإرهابيين بقتلهم أو للجيش بقتلهم كما حصل في الحويجة وفي غيرها! هكذا تفكر جمهرة كبيرة من الإسلاميين السياسيين من أصحاب النعمة والسلطة الحديثة, من الذين يسعون إلى تكريس اللاوعي الجمعي بالخرافات الطائفية.
إنها لمحنة كبيرة هذه الأوضاع السيئة والبائسة والمرهقة التي يعيش تحت وطأتها الشعب العراقي, سواء أدرك ذلك أم لم يدركه. وفي الغالب الأعم فإن غياب الوعي الناضج الجماعي من جهة, وحركة اللاوعي الجماعي المخدر التي تدفع بالناس صوب الاصطفاف الطائفي واستقطابه, كما اشار إلى ذلك البروفيسور الدكتور قاسم حسين صالح في مقاله القيم الموسوم "اللاوعي الجمعي العراقي.. مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة 1-3), هو الذي سمح بحصول المالكي وقائمته وكل القوى الإسلامية السياسية على أعلى الأصوات, في حين لم تحظ قوى التيار الديمقراطي العراقية إلا بـ 11 أو 12 مقعداً في انتخابات مجالس المحافظات في 20 نيسان/أبريل 2013.
إن المحنة كبيرة وكم كان صادقاً الصديق المناضل رضا الظاهر حين قال بـ "أننا نحفر في الصخر", وكم كنت خاطئاً حين انتقدته على هذا القول, إذ إن مأساة الوعي واللاوعي والمحاصصة الطائفية هي التي تحكم العراق في المرحلة الراهنة.
6/5/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من عراق القرن العشرين - فهارست أحد عشر مجلداً
- اشتكى المالكي من الطائفية.. والشكوى لله!!
- تحريم تشكيل الميليشيات المسلحة لمواجهة القوات المسلحة العراق ...
- جلال ذياب ضحية النضال في سبيل الحرية والمساواة
- حصاد عشر سنوات بعد الحرب والاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية
- شباب قلعة دزه كانوا هدف البعثيين العنصريين الأوباش
- إن كان المالكي صادقاً ولا يكشف ملفات القتلة فتلك مصيبة, وإن ...
- قراءة مكثفة في كتاب وكاتب: بغداد حبيبتي ... يهود العراق... ذ ...
- مرشحو التيار الديمقراطي بناة المجتمع المدني الديمقراطي الجدي ...
- المأساة والمهزلة في آن حين يكون الحاكم مستبداً و... !!
- هل من سبيل لإيقاف العدوانية الإجرامية في السياسة العراقية؟
- لقاء في النادي الثقافي الكلداني بعنكاوة ... هموم وطموحات مشت ...
- تحية إلى الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟
- عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغ ...
- 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق
- سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مقارنة معبرة عن الفوارق الحضارية بين مسؤولي ألمانيا إزاء شعبهم ومسؤولي العراق إزاء -شعبهم-!