أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - في الإمساك اللزج أصعد سفح الجبل














المزيد.....

في الإمساك اللزج أصعد سفح الجبل


خليل الوافي

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


يكثر الكلام ، في المناحي المظلمة من الجسد ، و لا أحد، يملك جرأة المحارب الذي يقاتل في أكثر من جبهة ؛ كي يدافع عن شيء لا يعرفه ، و لا يخصه من بعيد أو قريب . هكذا، هي حالة البوح المكشوف عن نفسه ، في كل هذا اللغط المجاني ، و التحليل العاجز في قراءة صرخة التراب ،أمام الجسد العاري من كل الإحتمالات الممكنة ،و الغائبة عن حقول الفهم ،و الإدراك لخصوصية الوضع الثقافي، والإنساني في مسار التجربة الدقيقة، التي يخوضها كل مبدع ، وضمن سلسلة من العلاقات، و التراكمات المعرفية ،وانصهارها داخل النسيج الإجتماعي ،وما يتعرض له من إحباطات ،وخيبات الأمل. كلما زاد يقين الكثيرين بجدوى الإنبثاق، من تحت براتن الجهل، و العجز، و المحاصرة اللصيقة بالقلم المبدع ؛عندما يتعلق الأمر بما هو ثقافي . و أمام هذه الترجيديا السوداء في تعاطينا مع فعل الكتابة ، ترك الباب مفتوحا لرياح التغيير التي لم تأت بعد لتنقذ المشهد الثقافي من حالة الإنهيار.
رد الفعل الثقافي منعدما ، وفي أحيان أخرى خجولا، لا يقوى على تطوير أدوات إبداعه ،التي لا تنسجم؛ و خصوصية المرحلة ،و الإكراهات الإقليمية ،و الدولية ،و مواكبة التحولات العميقة، في صلب التجربة الإنسانية، ضمن حدود ما يندرج وفق ما هو ثقافي .والحالة الراهنة تكشف عن تناقضاتها الصارخة في كسب رهان التميز، و الخروج من عنق الزجاج ،و تجاوز عقبات الفشل الثقافي المتراكمة عبر حقب تاريخية طويلة . و تحريك الماء الراكض في متن المفاهيم ،و المعتقدات، و هاجس الخوف من إحباطات الآخر القابع، في ذاكرة كل من يهتم بتطوير، و إنعاش الحقل الثقافي؛ وهو مسلح بآليات لم تعد تساير العصر، ولا تتماشى، و هموم شريحة من المجتمع المتعطشة لفعل التغيير الإيجابي، الذي يخدم الوعي الثقافي في تجلياته الواسعة ،و في ضروب المعرفة التي يشتغل فيها العقل العربي ،و ينتج من خلالها رؤية جديدة لممارسة الحاضر ، و قراءة المستقبل بعيون تكشف خبايا الإنسان الغامضة 0
صحيح، أن بعض المراحل التاريخية، كانت ناضجة؛ رغم فسحة الأمل الضيقة ،بفعل عوامل متباينة . و فشل المشروع القومي، و إغتياله في مراحله الأولى، و النزوح نحو القطرية، و الإنكماش على الذات، و الإنغلاق على الآخر، رغم مظاهر الحداثة التي تبدو مظاهرها جلية ،في كل مكان، وفي تعاملاتنا اليومية 0 و نظام العولمة الذي ساهم في تقزيم دور المثقف، و إصابة الثقافة المحلية بالشلل، و الإنتكاسة البديلة 0 جل هذه العوامل أفزت نخب ثقافية عقيمة تشتغل في دوائرها الخفية محاطة بهالة من الكبرياء المتعال ،لا تخدم مصالح الوطن أنانية في إعتقادها أنها مرجعية فذة في قطبها، متناسية رسالة الفن، و الإبداع باعتباره ملك لكل إنسان على وجه البسيطة. و عاجزة على صياغة تصور جديد يحمي الذاكرة الثقافية من التلاشي
ناهيك ،عن التكثلات المتفرقة ،التي لا رابط يجمع بينها ،إلا أنها تنتمي إلى حقل ثقافي واحد ، و في هذا التباعد، و غياب جسور التواصل، بين مبدعي الوطن الواحد. كما جاء على لسان الشاعر و الروائي محمد الأشعري في إحدى مداخلاته الأخيرة بمدينة طنجة ضمن حفل توقيع روايته /الجائزة، التي تحمل عنوان :القوس و الفراشة
يؤكد على هذا الشرخ الهائل الذي يعصف بحركة الحداثة الجديدة التي تعيش لحظات الأفول و النسيان، و التي تختلف في جوهرها عن الحداثة التي تغطي واجهة المعمارالساحلي 0
تنبثق إحتمالات العودة إلى جادة الصواب ، و ممارسة فعل الثقافة، بكل حرية في ملامسة الجوانب الكامنة ،في جوهر الإنسان، الذي يعتبر قطب الحركة الإبداعية ككل ، لأن الثقافي، ينهض من مسام الوجدان العربي الرافض باستمرار للخطاب التقليدي الراسخ في ذاكرة المعطى الشفهي ، و خلق جرأة المساؤلة للذات الكاتبة ،بعيدا عن إرهاصات، و مخلفات مراحل متعاقبة من المتن المحكوم بهاجس الخوف، طيلة سنوات الفجيعةالفكرية التي أعقبت الحروب الفاشلة بامتياز 0
لا يسعنا، في ظل هذه التراكمات، إفراز خصوصية المكان والزمان؛ في حركة التجديد0 و المطالب الملحة في تحقيق جرأة الكتابة الحرة، بعيدا عن أسلاك التقليد، واجترار زمن الكتابة النمطية، و أمراضها المستعصية، على إدراك ثقل المسؤولية ،الملقاة على كاهل كل مثقف عربي بصفة عامة.



خليل الوافي
04/05/2013
[email protected]



#خليل_الوافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطر يقارع شتاء الرحيل
- إفصاح يواري زمن البوح
- ملامح التجربة الشعرية في دلالات اللغة
- طنجة 0 0 0 مدينة البحر الشارد
- هاجس الكتابة و مطارح اشتغالها
- من يكتب الآخر ، القصيدة أم الشاعر ؟
- قصائد جبل الجليد
- أنسى ما كتبت
- أنسى وجهي في المرآة
- اول الحلم في كتاب السفر
- حناء عروس الليل
- عوائق الفهم في عوالق الهدم
- أنسى ظلي في مكان ما000
- أنسى كل شيء
- في قرع الباب
- لا أحلم كما أشاء
- أنسى أن أكون
- أنسى من أنا


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - في الإمساك اللزج أصعد سفح الجبل