أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - في قرع الباب














المزيد.....

في قرع الباب


خليل الوافي

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


أقرع الباب
لونه تداعى للسقوط
يدق قلبي زمن الإنتظار
لم تسعفني جرأتي القديمة
على فتح النافذة
منذ متى دخلت
إلى فناء النهار
يغير لون الشمس من أشعة الغياب
أبحث عن نفسي ، عن لغتي
في رطوبة الجدار
في رائحة الشاي
في هوس الناي بلوعته المجهولة
في ممر الراجلين
أتعلم السير ببطئ
كي لا أخطئ طريق القدس


كل شيء يوحي
أنني أعرف هذا المكان
هل كنت هنا بالأمس
أبتغي جريدة المساء
تتأكد أصابعي
من إنتشال جسدي
عبر عتمة السؤال المبحوح
على عتبة الإلحاح الشهي
أمام تفاحة آخر منتصف الليل
عاصفة رملية
تغير ملامح خارطة الطريق
ضباب يعلو الجباه الجامدة
في قرار التجنيد
عتاب صغير يحتل غزة
بعد حربها الأخيرة
في الضفة المجاورة أجهش بالبكاء
حرب تراود الوجوه الحائرة
توغلت في دمي
في الذات الشاردة
يسقط عني قناع الأخبار الكاذبة
في القطاع أنفض عني غبار الإجتياح
في الصراخ الطويل
في العويل المباح
في المنفى الأخير
أمسح دموع الرحيل
عن خد أمي في الإطار
المشاكس ضوء الشمس
تقاوم زمن الهبوط
زمن السقوط
طائرة تراقب المدى التحتي
في مطار تل أبيب
أرى صورتي قريبة
من صورة الجدار
يمنحني الوقت الإضافي
تشخيص حالة الهروب
في مسرح الحي
في الهواء الطلق
تعدو الخيل بلا هوادة
تطارد هدير البحر
في جزر التلاقي
لا أثر للراحلة



أقرع الباب
يطل وجهي من الطابق العلوي
من شرفة البيت
أرى البحر وحيدا في عزلته
يراقب طيور النورس
وهي تزهو في رحلة صيد
يتلألأ الماء و الكلأ
في سواحل المتوسط
تغدو و تروح سفن الظلال
المفزوعة من تصاعد الملح
على شاطئ الجرح
تتمزق الأشرعة المتهالكة
على تلة العودة
تكبح الصخور جماح موج
يتمرد كلما أشاح الليل
عن وجهه الآخر
يطفو السواد بحجم الأرض
أرتمي في حضن الشفق
أسمع عذاب الصمت في قاع البئر
و أنين الجياع في صحراء الضمأ
على إيقاع الأطلال
تحاصرني بوثقة الوقت
في انحراف بوصلة الشوق
لا ظل يؤنسني هذه الليلة
أشد الرحال إلى دروب عجزي
كي أرى نفسي في السراب
كل الذي يعتمل في صدري
لن أبوح به إليك
مهما تجردت من عاداتي الأليفة
لا أثر للنزيف الغائر في شقوق الذاكرة
غريبة أنت
في كل الذي يحدث الآن
يأخذني همس البحيرة
الراكضة في عيون الساهرين
تحت قمر الإفصاح
تغالبني دحرجات التدفق السريع
يشهق القلب نبض حياة
تتجدد صورة الإطار
في مشهد الحصار و مخيمات اللاجئين
إلى وطن الأم
و أنا أختبر معدن التراب
في نهر أحزاني
يترسب الحجر الكلسي
طريق الإنزلاق إلى بلاد بوحك
يعترف الصبح بأخطائه الأولى
حين تنتهي الحرب من قتلاها
يعاودني النعاس
يترنح ظلي خلفي
يتماثل إلى الشفاء
أفرك حلمي شهية النظر
وأغمض عيناي
كلما أمسكت بمعصميها
تاج الإمارة



أقرع الباب
لا أحد يفتح بهو السماء
تتدلى عناقيد العنب
في عرائش الوجد
يقطف الربيع زهر نسائم
حبلى بالندى و عبق الزعتر
يقف آذار شامخا في ثوبه الأخضر
ينفخ في الريح مطر السواقي النائمة
على بث الرعب في المراعي الخصب
قنوات الدم الجاري
في خشونة التربة العربية
يزهر النخل غابة حطب
يحترق الشمع في ظلمة
غامقة إلى السواد
تضيء خيالاتي الساهرة
في قهوة الصباح
ماذا ينتظرني في الداخل ؟
أشم رائحة الخشب
في آثار الباب العتيق
أتحسس خطواتي المتثاقلة
فوق عيون الصمت
في مشهد الحائط
تطل الشرفات من أعلى الجبل
يحجبها وشاح ملائكي الألوان
عن جسد يتخلله مذاق المطر
في الصغر
تصبغه حناء الصحاري
و شما على خد القمر
ليلك ماجن
يرقد فوق جفون عذراء عدن
تكحل مساء عينيها
المارقتين خلف النافذة
يشتد ولعي إلى بعدها الأسطوري
في اكتشاف الأمكنة


خليل الوافي ـ كاتب و شاعر من المغرب
طنجة في : 23/02/2013



#خليل_الوافي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحلم كما أشاء
- أنسى أن أكون
- أنسى من أنا


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - في قرع الباب