أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - أنسى وجهي في المرآة














المزيد.....

أنسى وجهي في المرآة


خليل الوافي

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


أيّ شيء يكون حائلا
بيني و بين شفتيك
في جرأتك النادرة
من عناد يفوق الخيال
كنت بالأمس بريئة حد الصغر
من قطاف العنب
في أوج نضارته
من شمس تغادر
حجمها في الأفق
مراعي الغزلان الخائفة
تخبئ نبوءة المطر
فيض الماء في الأرض المغمورة
ينتفض من غيض
ما أبكته العين الغاضبة
أداري وجهي بكف يدي
وشم غجرية تداعب البحر
ترتعش خصوبة المكان
في البلاد البعيدة
من فطام الحليب عن هشاشة الجسد
كل الذي قالته عذراء البراري
لم أحلمه يوم ولدت
عن المسالك الوعرة
يكبر خطوي في بحر الحجر
لم يكن جسدي
سوى ركام الأتربة
فوق سطح بيتي القديم
في صحراء التيه أمشي
أراها تحرك النخل ساعة الولادة
يأتيها المخاض سريعا
كلمح البصر أشكو حظي
عند ممر الشجر
أقلب وجهي في مرآة غيري
لا شكل لي في ما تراه عيناي
الشوك يؤلم حوافر الخيل
في إشتعال الرمال الحائرة
أقترب من صوتي المبحوح
في شقوق المرايا المتكسرة
لمست وجهي مصادفة
و أنا أرتب مساحيق الغياب
أحسست بقناع يحمل عني زيف الحقيقة
في كل هذا اللغط المشاغب
بدت عليه تجاعيد الوهم الفارغ
من جدوى الإبتسامة


أيّ شيء يوقظ فيّ حماسة الرجال
في كل الحروب الخاسرة
أقف وحيدا في ساحة الوغى
أسيرا
أغيب في نفسي
مقيدا بأغلال الخيبة
تقودني الهزائم
شبح الليالي الباردة
في نعش قبري
الراحل إلى تراب موتي
أتهجى طلاسيم البداية
حرا ، طليقا أمشي
أتذوق ملامحي المنفلثة
من زجاج النافذة
أخسر ظلي
كلما خاصمت الشمس في المغيب
تمنحني فرصة أخيرة
كي أرى ظلي
ينفض عنه رتابة الوجع المغولي
في حدود ذاكرتي
يملأني الحنين إليك
في الوحشة الغريبة
في بطن الحوت
لم أدرك أني حي في ذاتي
في قصائدي العاجزة على قولي
في مقاهي التسكع
في اللوحات الزيتية
أرى وطني يتغير في الألوان
في صمتي الطفولي
حتى آخر ظهور لي على وجه القمر
أشتهي لغتي
في نطق الكائنات النادرة
ينقرض صوتي مع بزوغ الشفق
أتوغل في ممكنات الضوء
ينصهر معدن التراب
قالبا يخص جسدي العار مني
أحفظ ذاكرتي من التلاشي
أحن إلى صمتي الملتهب في الكلام
في إنكماش القنفد
في سبات الغابات الممطرة
تحت جليد الإرتجاف
تعود الصورة إلى جوهر الإكتشاف
أضبط إيقاع جسدي
يفيض الماء طريق حبري
على بياض الورق
مثل سفينة تخوض حرب الموج
أبحث عن مرساي في سكون العاصفة
درأ للغرق المفاجئ
تكثر الطحالب في غوصي
وكلما إقتربت منك
أمسك أصابعك المرمرية
في ملامس الأصداف
القريبة من صوتك
تروي حكايات الماء و الرمل
في شاطئ الذكريات
في الماء يتغير لون جسدي
في الرمل أقتفي أثر قدمي
في الحكاية أحْبك نهايتي
ـ من أين أتيت ؟
و إلى أي الكواكب سأعود ؟




أيّ شيء يرش الندى
عن صبحي القديم
أمسح وجهي في مرآة الزمن
يخرج الربيع بريئا
من وشاية خريف بائس
تحت شجرة الخروب
أنتظر لحظة الغروب
في شاطئ غربتي يتسع النشيد
في صخر يمتد ظلي
عبر الماء و السماء
يكبر الحلم صورتي
في موج يتصاعد ركاب الصهيل
يختفي وجهي ويتسارع للهبوط
يعاود الصعود
ينحصر الريح في ألواح الأشرعة
أراقب مدى الطيور في الغناء
يجتمع البحر و بحري
في أرض تسبح في لج الماء
يتبخر الغيم قطع هواء
لمن يحب رؤية البجع
في أقاليم الحصاد
ترتفع الزغاريد موسم خصوبة
نسل و حرث أولاد
تبتسم العيون من فرط الماء و التراب
أجمع تمار العمر إخوة و أحفاد
أطبطب على الحفيد
وهو يراقب شمس الغروب
تغادر مدن الصحو فينا
تنام فوق أفق الغياب
ينفجر الليل بلونه الكوني
وشاح مريم العذراء
يجتمع السكون النادر
في قرى الدعاء
أسأل النهر عن الماء
عن وجهي في سهول الجفاف
أمسح عنها دمعة البراءة
تخرج يدي بيضاء
لا أثر لوجهي في المرايا الغائبة
و لا في الظلال الخائفة من حفيف الورق
أرسم شكلي في الماء
يوقظ بوحي في العناق
في الفراق
في العطش اليومي
أكتشف ظلي يعود
إلى أصل الإنتماء



خليل الوافي من الوطن العربي
كتبت بتاريخ : 24/03/2013
[email protected]



#خليل_الوافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول الحلم في كتاب السفر
- حناء عروس الليل
- عوائق الفهم في عوالق الهدم
- أنسى ظلي في مكان ما000
- أنسى كل شيء
- في قرع الباب
- لا أحلم كما أشاء
- أنسى أن أكون
- أنسى من أنا


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - أنسى وجهي في المرآة