أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سيناريوهات الثورات العربية














المزيد.....

سيناريوهات الثورات العربية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذى يجمع مصر بالسيناريو العراقى والسورى؟ الإجابة تأتى على لسان بول بريمر الحاكم الأمريكى الذى جاء بعد غزو القوات الأمريكية والبريطانية للعراق، حيث أكد بريمر على أن بلاده أخطأت وكانت قواتها وقادتها فى حالة من الفوضى، سواء كانت فوضى مقصودة أو غير مقصودة، لكنها فى النهاية حققت أهداف كثيرة للولايات المتحدة، منها أنتشار المذهبية والطائفية، بل أن أمريكا بعد مرور عشر سنوات على غزوها العراق تعرف جيداً أن النظام العراقى الحالى الطائفى وأحزابه الدينية يقدمون خضوعهم وولاءهم الكبير لإيران، ومع وجود الفوضى توجد نسبة من الحرية يعيشها العراقيون لكن مع وجود الجهل العربى والتعصب الدينى الطائفى تسلل الإرهاب من كل مكان إلى المجتمع العراقى، وأرتفعت الرايات السوداء رايات الموت فى سماء العراق لتمزقه أكثر وأكثر حتى يومنا هذا، وكان هذا الزلزال أو تفجير البركان السياسى الإسلامى الذى ساعدهم على التوسع فى المجتمعات العربية مثل مصر وتونس وليبيا وسوريا بمساعدة كثير من الدول الخليجية.

الولايات المتحدة الأمريكية تلعب فى كل أنواع الأنشطة والألعاب المتاحة على الساحة العالمية، سواء حصدت الهزيمة أو النصر فإنها تستمر تلعب لسنوات ما دام ذلك يحقق مصالحها الأستراتيجية، وذلك عكس الأتحاد السوفيتى أو روسيا التى تتمسك باللعب فى ميدان فاشل ومستقبله ليس فى صالحها ولا فى صالح الجميع أى فى سوريا التى سمحت كل الدول العربية والأجنبية بخرابها وتدمير حاضرها ومستقبلها بإلقاءها فى أيدى كل القوى التى تنظر إلى مصلحتها الخاصة فقط لكن مصلحة سوريا وشعب سوريا هى آخر شئ تفكر فيه تلك القوى، من هذا المنطلق تستطيع تفكيك فكرة أن أمريكا تنتصر وتُهزم وهذا يخدم أهدافها سواء فى حالة النصر تجنى فوائد وفى حالة الهزيمة تجنى فوائد من نوع آخر، فالنصر والهزيمة لهم معانى خاصة فى أستراتيجيات السياسة والحرب والسلام الأمريكى، فالديموقراطية التى تطبقها وتسمح بها أمريكا فى مجتمعها الأمريكى، ليست هى نفس الديموقراطية التى تنادى بها وتريد نشرها فى بلاد البؤس العربى مثلاً، فسيناريو الديموقراطية فى مصر يختلف عنه فى سوريا ويختلف عنه فى السعودية أو قطر والبحرين واليمن والسودان، فكل دولة لها مقياس تقيس به أمريكا مقدار وأهمية ونوع الديموقراطية التى تحتاجها تلك البلاد.

فالسيناريو السياسى الذى تقوده أمريكا فى المنطقة أظهر قدرتها على الإمساك جيداً بمشعل القيادة بعد أن تترك التنفيذ لأبناء تلك الشعوب، وهو ما يبدو واضحاً وجلياً فى الضربة القاضية التى أيقظت العالم العربى من سباته العميق، لتبدأ سيناريو التغيير الشمولى والفاشية والأستبدادية سيناريو التخلف والعنصرية الدينية والطائفية، تلك السيناريوهات التى تفجر الفوضى الخلاقة فى المجتمعات العربية التى تعيش الثورات بعد أن أستولى عليها لصوص الشرعية الديموقراطية التى تقودهم أمريكا من خلف الستار، فنحن أمام ديموقراطية عراقية وديموقراطية تونسية وأخرى مصرية وأخرى ليبية وفى الطريق سورية بعد تركيع الأسد والشعب السورى معاً، وهى كلها ديموقراطيات طائفية تعمل فى النهاية ليس لأهداف الثورات والشعوب العربية بل لأهداف ومصالح ديموقراطية أمريكا الخاصة.

إن السيناريو الأمريكى لا يخجل من السماح لثقافة الإرهاب والتكفير والصراعات المذهبية أن تزداد وتسيطر على مجتمعات الثورات العربية، فالنموذج الأفغانى والباكستانى ما زال حاضراً ومستمر فى إنتاج التخلف والفقر بأسم المحافظة على التقاليد والشرائع الدينية، ورغم ذلك لصوص الثورات العربية أنخدعوا بقدراتهم وأنهم مختلفين تماماً عمن سبقهم وفى قدرتهم تنفيذ أيديولوجياتهم والمحافظة على التقاليد والشرائع الدينية التى يؤمنون بها ويريدون تطبيقها لإمتلاك السلطة لتستمر الفاشية والدكتاتورية لكن بأسلوب جديد يستغل ويحمل النكهة التقديسية الدينية، ليتكرر الفشل الخراب والتخلف للشعوب لكن يتكرر النجاح للأستراتيجيات الأمريكية التى لا تخطئ أهدافها ووسائلها فى الوصول إليها، لأنها تخطط لتحصد ثمار النجاح والفشل والنصر أو الهزيمة لأن نتائج خططها تحتم ذلك والنظام الأمريكى يعرف ماذا يريد من النظام الذى وضعه على كرسى الحكم فى مصر أو من أستمرارية الحرب فى سوريا التى تمدها بالأسلحة الممولة من دول النفط العربى، النظام الأمريكى يعرف متى يشعل النيران فى منطقة ما ومتى يطفئها متى يلجأ إلى التصعيد فى تهديداته ومتى يلجأ إلى التهدئة، إنه عالم الخبراء والعلماء الذى يدير أكبر دولة فى العالم!!

إن مخاطر توحش تلك السيناريوهات خاصةً تلك التى بدأت سلمية مثل مصر فالفشل الرئاسى والحكومى يترك الحبل على الغارب لتشيع الفوضى أكثر لتستمر أمريكا فى منحهم الكارت الأخضر ليحكموا ويخربوا بلادهم كما يشاءون، والأمل الوحيد فى توحيد القوى الثورية الوطنية قواها للوقوف وقفة رجل واحد لتكون مصر أولاً وحمايتها من الظلام القادم الذى تعمل على نشره قيادات عمياء البصر والبصيرة.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاطر ودولة الإخوان
- مشروع نهضة الإخوان
- وزير التحرش الجنسى بجدارة
- تحرش وزير الإعلام الجنسى
- ليست فتنة وليست طائفية
- باسم يوسف رمز مصرى
- مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
- إرهاب الإرادة الشعبية
- حد الحرابة شريعة جاهلية
- تحرير فريق الإرهاب
- الإنقاذ الأمريكى للإخوان
- محاكمة طغاة الإسلام السياسى
- إغتيال الوطن
- سلطان المقدس فى التحرش الجنسى
- قاتلوا جنود الله
- بشائر وبركات مرسى
- الإنسان هو الحل
- ثورة العصيان المدنى
- تصفية نشطاء الثورة
- الشعب يريد إسقاط النظام


المزيد.....




- تسلقت سياجًا وقفزت إلى مسبح.. طفلة بعمر عام تفارق الحياة بعد ...
- مسؤول أردني: جهد إسرائيلي -مُمنهج- لإعاقة وصول قوافل المساعد ...
- مستقبل غامض يواجه حزب الله المطالب بنزع سلاحه - مقال في نيوي ...
- ثورة غوارديولا التكتيكية: من التموضع إلى -كرة قدم حديثة-
- بريطانيا تبدأ بإعادة مهاجرين إلى فرنسا خلال أيام بموجب اتفاق ...
- ماذا نعرف عن جلسة الحكومة اللبنانية لمناقشة ملف سلاح حزب الل ...
- السودان: الحرب تطارد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في ال ...
- ديمتري مدفيديف يستفز دونالد ترامب.. تجاوزات -زعيم التحريض- ف ...
- الكشف عن هوية -إنتل بروكر-..الشبح الرقمي الذي أرعب الحكومات ...
- تخرج يوميًا للبحث عن طعام لوالديها المريضين وإخوتها وسط الجو ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - سيناريوهات الثورات العربية