أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - فتنة المدائن صناعة بعثية














المزيد.....

فتنة المدائن صناعة بعثية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 13:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الفتنة التي أثيرت في بلدة المدائن (سلمان باك) جنوبي بغداد، باختطاف أكثر من مائة من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، والتهديد بقتلهم ما لم يرحل عنها كل سكان البلدة من الشيعة، هي صناعة بعثية جديدة وآخر تقليعة إرهابية تفتقت بها عقلية البعث الشريرة، كما إنها دليل اليأس والإحباط اللذين أصابا فلول الإرهاب البعثي ودليل على فشلهم الذريع لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. إنها عملية تطهير طائفي تحمل في طياتها بصمات حزب البعث وكل المواصفات التي انفرد بها هذا الحزب الفاشي منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة. فليس غريباً على هذا الحزب استخدام الطائفية لأغراضه الدنيئة، وعقد تحالفات حتى مع أشد الخصوم الآيديولوجيين. لذلك ليس غريباً على حزب البعث "العلماني" المعروف بعدائه للإسلاميين، أن يتحالف مع عصابات القاعدة السلفية التكفيرية التي يتزعمها الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي.

فحزب البعث لن يتردد في عقد التحالفات عند الحاجة، فقد عقد التحالفات مع الحركة الكردية والحزب الشيوعي في السبعينات ثم غدر بهم وانقلب عليهم. وتحالف صدام مع شاه إيران بعد أن تخلى له عن نصف شط العرب ثم مزق الاتفاقية وشن حرباً على إيران الخميني، ليعود ثانية إلى ذات الإتفاقية إثناء حرب الخليج الثانية. كما وكان صدام حليفاً للدول الخليجية ثم انقلب عليها وغزا الكويت عام 1990 ونكل بشعبها. كذلك لن يتورع البعث عن تبني أشد الوسائل خسة ودناءة لإرعاب الجماهير، فكلنا يتذكر لعبة (أبو الطبر) في السبعينات وما نشره من رعب في قتل العائلات البغدادية، كذلك اضطهد رجال الدين وقتل منهم المئات ثم عاد في التسعينات ليقود ما سمي بالحملة الإيمانية وإطلاق سراح السجناء المجرمين ممن يحفظ القرآن الكريم، وتخصيصه مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي المحروم من ثرواته لبناء أكبر جامع في العالم في منطقة مطار المثني باسم جامع صدام.. الخ.
واضطهاد البعثيين لجميع مكونات الشعب العراقي وبالأخص الشيعة ليس جديداً، فهو حزب عنصري وطائفي حتى النخاع إذ رفع شعار (لا شيعة بعد اليوم) إثناء قمعه لانتفاضة الشعب في آذار 1991، كما وقصف قبة الإمام الحسين، ولذلك فلا غرابة أن يتحالف هكذا حزب مع أشد التنظيمات الإسلامية سلفية مثل القاعدة لقتل الشيعة والتطهير الطائفي، على أمل إثارة فتنة طائفية وحرب أهلية.
والغريب في الأمر أن بعض المسؤولين في الحكومة العراقية الحالية ومن خلفية بعثية يحاولون إلقاء تبعة فتنة المدائن على التنظيمات التكفيرية وحدها مثل «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» وتبرئة البعث من هذه الجريمة. ولكن الواقع يؤكد أن معظم الذين تم إلقاء القبض عليهم هم عراقيون، وهذا يعني أنهم بعثيون، ناهيك عن حملة قتل الشيعة على الهوية في المنطقة التي تسمى بمثلث الموت بين بغداد واللطيفية. أما «هيئة علماء المسلمين» فقد اعتبرت المعلومات عن القضية «مفبركة» وهذا انعكاس لما جاء في بيان لـ«تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» الذي يتزعمه الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي، بث على موقع الإنترنت، قال فيه أن «اختلق الكفار قضية الرهائن وقد كذبوا». ولن نستغرب يوماً أن نسمع من هؤلاء أن جميع الأعمال الإرهابية التي قتلت الألوف من أبناء شعبنا هي قصص «مفبركة» ومن اختلاق "الكفار".
إن معظم المجموعات الوحشية الدموية التي تنتحل أسماء إسلامية مثل (جماعة التوحيد والجهاد، "جيش أنصار السنة" و"سرايا المجاهدين" و"الجيش الإسلامي" و"الجيش الإسلامي السري" و"جماعة أنصار السنة" و"مجلس شورى المجاهدين"...الخ) هي منظمات إرهابية بعثية تأسست بأوامر من صدام حسين قبل سقوطه، الغرض منها شن الإرهاب على الشعب العراقي تحت أسماء إسلامية وبحجة الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال الأجنبي.
وهذا لا يعني أن لا وجود للمنظمات السلفية الإرهابية في العراق من مختلف البلدان العربية الأخرى، فهؤلاء موجودون وبتنسيق مع حزب البعث المنحل الذي وظفهم لتحقيق أغراضه القذرة. فالإرهابيون العرب يجهزون البعثيين بالانتحاريين ولكن الذي يوفر لهم التسهيلات اللوجستية من مأوى ومال ونقل ووسائل الموت الجماعي هم البعثيون. ولا يمكن للإرهابيين العرب تنفيذ إرهابهم في العراق بدون موافقة ودعم البعثيين لهم. لقد اتخذ حزب البعث المنحل من المنظمات الإرهابية الإسلامية، وجماعة الزرقاوي خاصة، أداة ضاربة لارتكاب جرائمه وإصدار بياناته باسم هذه المنظمات التكفيرية وإبعاد التهمة عن البعث، وكأن البعث بريء من هذه الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها بحق الشعب والوطن.
البعثيون يستغلون جميع الوسائل المتاحة وتناقضات الوضع لصالحهم، فهم الذين أمروا فدائيي صدام من الشيعة للانضمام إلى جماعة مقتدى الصدر التي وجدوا فيها ملاذهم الآمن ووسيلة لتشويه صورة العراق الجديد بارتكابهم أبشع الجرائم ضد النساء السافرات وطلبة الجامعات كما حصل لطلبة جامعة البصرة من أعمال لا اخلاقية يندى لها الجبين، واضطهاد أصحاب الديانات من غير المسلمين وفرضهم الحجاب على النساء وحتى المسيحيات وإطالة اللحى على الرجال وقتلهم الحلاقين الذين يرفضون الانصياع لأوامرهم القرقوشية.

خلاصة القول، أن ما جرى في المدائن عملية إرهابية قام بها فلول النظام الساقط، الهدف منها إثارة فتنة طائفية وحرب أهلية قذرة باسم أهل السنة والجماعات التكفيرية السلفية، ولكن في نفس الوقت أملنا كبير بيقظة شعبنا من سنة وشيعة وكرد وجميع مكوناته، إدراك المؤامرة الخبيثة التي خططها لهم الإرهابيون البعثيون وحلفاؤهم الزرقاويون. وعلى الواعين من أبناء شعبنا فضح البعثيين وسحقهم والوقوف بوجههم بشجاعة ودحرهم على أعقابهم فإنهم في النزع الأخير وعما قريب سيلفظون أنفاسهم الأخيرة.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البعث قابل للتأهيل؟؟؟
- ملاحظات سريعة في ذكرى سقوط الفاشية
- مغزى عولمة تشييع البابا يوحنا بولس الثاني
- علاقة سلوك البشر بالحيوان في الرد على بن سبعان
- لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟
- تحية للمرأة في يومها الأغر
- سوريا والإرهاب
- أعداء العراق في مأزق
- اختيار الطالباني رئيساً ضرورة وطنية
- من وراء اغتيال الحريري؟
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق
- مقترحات لدحر الإرهاب؟
- الزرقاوي، الوجه الحقيقي للثقافة العربية-الإسلامية
- البعث تنظيم إرهابي وعنصري
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 5-5


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - فتنة المدائن صناعة بعثية