أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟















المزيد.....

لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1134 - 2005 / 3 / 11 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدءً، أود التوضيح حتى لا يساء فهمي، فعندما أقول أن الأردن صار أكثر خطراً من سوريا على العراق، لا أعني أن الخطر السوري قد زال وأن سوريا تحولت بقدرة قادر إلى دولة صديقة وشقيقة حريصة على أمن وسلامة واستقرار العراق وشعبه. صحيح أن سوريا، وبعد ضغوط شديدة من الحكومة العراقية وأمريكا وافتضاح دورها في الإرهاب، سلَّمت الإرهابي سبعاوي إبراهيم الحسن، الأخ غير الشقيق لصدام حسين وعدداً من الإرهابيين البعثيين الآخرين إلى الحكومة العراقية، إلا إن هذا لا يعني أن سوريا تخلت عن مخططها ضد العراق، فكما قال مسؤول أمريكي بهذا الخصوص "وجود طائر سنونو لا يعني حلول الربيع".
ولكن دور سوريا هنا مكشوف ومعروف ولا غبار عليه فيما تقوم به ضد العراق. فالنظام السوري البعثي وقف علناً وبتحالف مع إيران ضد الحرب على نظام صدام حسين وتبنى النظامان مخططاً لتحويل العراق إلى "مستنقع فيتنامي جديد" لأمريكا وتحويله إلى ساحة لتصفية حساباتهم مع "الشيطان الأكبر" وإفشال الديمقراطية وعلى حساب الشعب العراقي. وهناك المئات من الإرهابيين العرب الوافدين الذين تم القبض عليهم في العراق، اعترفوا في فضائية "العراقية" عن دور سوريا في تدريبهم وتمويلهم وإرسالهم إلى العراق بقصد القتل والتخريب، كما وقد احتضنت سوريا قيادة فلول البعث العراقي التي تقود الإرهاب من أراضيها.
كذلك، فسوريا معروفة بمواقفها المعادية للديمقراطية وللغرب وبالأخص لأمريكا وبريطانيا ومعارضتها الشديدة للحل السلمي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فهي تؤوي قيادات الفصائل الفلسطينية المتطرفة المعادية للسلام مع إسرائيل وتدعم وتدير الأعمال الانتحارية في فلسطين. كما وإن سوريا متهمة الآن باغتيال رفيق الحريري إلى أن تثبت براءتها وقد أرغمت على سحب قواتها من لبنان. وباختصار، فسورية تعمل ضد استقرار العراق وإفشال العملية الديمقراطية في المنطقة وعلى المكشوف.

إذنْ، لماذا الأردن أكثر خطراً من سوريا على العراق؟ الجواب هو: رغم أن الأردن يعمل مثل سوريا على تدمير العراق وعدم استقراره ولكن بطرق شيطانية سرية وخبيثة ويتظاهر بعكس ما يخبئه من نوايا إزاء العراق. فالنظام الأردني يتظاهر بالديمقراطية والتعددية والبرلمان والأحزاب...الخ. إلا إن هذه الديمقراطية مزيفة وشكلية ولا قيمة حقيقية لها، فهو نظام ديكتاتوري ملكي والملك هو الحاكم المطلق فيه، على عكس ما يتظاهر بأنه ملكي دستوري ديمقراطي...الخ.

كذلك، فإن النظام الأردني معروف بصداقته وموالاته للغرب وبالأخص لأمريكا وبريطانيا وعلاقاته الحميمة مع إسرائيل، ولا أحد يستطيع أن يشكك بهذه العلاقة. ولهذا السبب، وعلى العكس من سوريا، فأمريكا وبريطانيا تثقان ثقة تامة به رغم مواقفه المعادية غير المعلنة لاستقرار ودمقرطة العراق، ومن العسير إقناع الدولة العظمى بخطورة الموقف الأردني هذا من العراق.

الأردن، دائماً وأبداً، هو المستفيد الأول اقتصادياً من تدهور الوضع في العراق، وقد استفاد منه في جميع العهود، راجع مقالانا (دور الأردن في تخريب العراق!). فدعم الأردن لصدام حسين معروف في حربه على إيران وغزوه للكويت وحروبه الداخلية ضد الشعب العراقي، ومليارات الدولارات التي وهبها صدام لإعمار الأردن وحتى إثناء الحصار الاقتصادي على العراق عندما كان صدام ينظم مسيرات تشييع لجنائز أطفال العراق الجماعية بغية ابتزاز العالم، وكانت الأدوية التي بعثتها الأمم المتحدة للعراق ضمن (برنامج نفط مقابل الغذاء) تباع في شوارع عمان بسعر بخس. واستمر النهب الأردني للعراق والاستفادة من الوضع الجديد حتى بعد سقوط صدام، سواء لنهبه ثلاثة عشر مليار دولار بدعوى التعويضات لحرب الخليج الثانية، أو بتحويل العاصمة الأردنية إلى مركز لنقل المؤن وتدريب الشرطة العراقية بل وحتى الحكومة العراقية الحالية اتخذت من عمان عاصمتها الثانية لإدارة العراق من هناك.

وقد صار الأردن ملاذاً لفلول حزب البعث ومعهم المليارات الدولارات التي سرقوها من الشعب العراقي. فهذه صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية تنشر تقريراُ يوم 8/3/2005 بعنوان بارز: (الأردن يتحول «ملاذا آمنا» لآلاف العراقيين.. وأموالهم.... الكل يسعى لتملك عقارات.. بدءً ببنات صدام وانتهاءً بأعضاء حكومة علاوي.) جاء فيه: «.. يقول العاملون في البنوك إن أحدث موجة من العراقيين الأثرياء الوافدين جلبوا معهم ملياري دولار إلى الأردن، مما أحدث انتعاشا لم تشهده البلاد منذ حرب الخليج عام 1991. » وتضيف الصحيفة: « ونتج عن تدفق العراقيين انتعاش في سوق العقارات، وارتفاع المبيعات إلى مستويات قياسية في البضائع الاستهلاكية، من البرادات إلى العطور إلى مئات الآلاف من السيارات المعفية من الجمارك. والزبائن العراقيون الذين يقودون أحدث طرازات السيارات الفاخرة، هم الزبائن الأساسيون الذين ينفقون بسخاء في المراكز التجارية الراقية بالأردن... ويلتقي الملك عبد الله بكبار رجال الأعمال العراقيين في قصره الملكي، حيث يصغي إلى مشاكلهم... وهو قلق من احتمال أن تؤدي البيروقراطية إلى إبعاد المستثمرين العراقيين إلى مراكز أخرى منافسة في المنطقة، مثل دبي أو حتى في أوروبا. » كذلك يذكر التقرير: (( لقد بلغ نفوذ العراقيين إلى حد استياء بعض الأردنيين. فقال عضو سابق في البرلمان الأردني: «... أن بعض العراقيين يقولون إنهم يمتكلون الآن الأردن... إنهم يقولون إننا اشترينا هذا البلد بأموالنا». (الشرق الأوسط، 8/3/2005).

وهكذا نرى خراب العراق يعني إعمار الأردن وانتعاش اقتصاده. ولهذا السبب بذل العاهل الأردني قصارى جهوده لإقناع الرئيس بوش على إلغاء الديمقراطية في العراق وتعيين عسكري قوي لحكمه، وحتى وقت قريب طالب بإرجاء الانتخابات خوفاً من هيمنة الشيعة حيث أثار ضجيجاً عالياً لتشويه سمعة القوى الوطنية العراقية وخاصة الشيعية منها والتشكيك في وطنيتها واتهامها بالولاء لإيران والعزف على نغمة "الهلال الشيعي".. الخ، كل هذا صار معروفاً للقاصي والداني..

وليس مستبعداً أن حتى إطلاق سراح الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي من السجن في الأردن كان عن قصد للاستفادة منه في زعزعة الوضع في العراق بعد صدام. وإلا لماذا تم إطلاق سراح هذا المجرم الإرهابي قبل فترة وجيزة من سقوط النظام البعثي في العراق؟ ولماذا هذه الشعبية المخجلة الواسعة لصدام حسين في الأردن؟ ولماذا يتطوع 700 محامي أردني للدفاع عن أبشع مجرم في التاريخ؟ ولماذا حيطان الأبنية في المدن الأردنية مغطاة بشعارات موالية للنظام البائد في العراق؟ ولماذا معظم الصحف الأردنية معادية للشعب العراقي وتدافع عن الإرهابيين وتمجد أعمالهم الإرهابية وتسميها مقاومة؟ لا يمكن أن يحصل كل هذا في الأردن ضد شعب العراق ما لم يكن برضى ومباركة الحكومة الأردنية.

لذلك نود أن نسترعي انتباه أيناء شعبنا والحكومة العراقية الجديدة وخاصة أولئك الذين راهنوا على حسن نوايا الأردن إزاء العراق لنوضح لهم الأمور والمخاطر التالية:
1- لقد آوى العاهل الأردني بنتي صدام حسين وأبنائهما وأسكنهما أحد قصوره، بدوافع إنسانية في الظاهر، ومعهما الملايين الدولارات المنهوبة من الأموال العراقية.
2- كما ذكرنا أعلاه، فتح الأردن أبوابه على مصراعيها لفلول البعث وخاصة الأثرياء منهم، ووضع كوتا معينة لكل من يملك مائة ألف دولار فأكثر من حقه كسب الجنسية الأردنية وشراء العقارات ومؤسسات اقتصادية..
3- ومن الأردن، يدير فلول حزب البعث الأعمال الإرهابية في العراق تماماً كما يعمل رفاقهم في سوريا، ولكن دون أن يجلبوا انتباه المسؤولين العراقيين والأمريكيين، لأنهم في بلد "صديق".
4- بعد سقوط النظام البعثي الفاشي مباشرة، كان أيتام النظام مذعورين لا يستطيعون السفر إلى الخارج. أما الآن فإنهم يتنقلون بكل حرية في جميع أنحاء العالم بجوازات سفر أردنية وكونهم مواطنين أردنيين "لا خوف عليهم ولاهم يحزنون" ومعهم دفاتر الصكوك السميكة لشراء الذمم ورفد منظمات الإرهاب وحضور المؤتمرات للتحريض على الشعب العراقي. فقد حدثني صديق أثق به ومطلع على هذه الأمور، عن أحد أقربائه من مجرمي النظام الساقط أنه قبل أشهر كان محبطاً وكئيباً يخاف التحرك ومغادرة بيته في العراق. أما اليوم فهو يتنقل بمنتهى الحرية بين باريس ولندن وغيرهما من عواصم الدنيا بعلنية وبجواز سفر أردني وكمواطن أردني.

ما العمل؟
أعتقد أن من الواجب الوطني أن تتحرك الحكومة المنتخبة الانتقالية الجديدة لفضح الأردن ووضع حد لسياساته الخبيثة المعادية للعراق وذلك بملاحقة أعوان النظام ومصادرة الأموال العراقية المنهوبة لتجفيف منابع الإرهاب البعثي. كذلك العمل على إقناع الإدارة الأمريكية والبريطانية على ما تقوم به الحكومة الأردنية من تقديم الدعم للإرهابيين وفضح سياساته واللعب على الحبال.
فالإرهاب السوري علني وأمكن كشفه، وما أن يعرف النظام السوري أنه مهدد بالزوال يسارع فيسلم الإرهابيين ويستسلم للحفاظ على وجوده، أما النظام الأردني فهو كما نقول بالعراقي (خنيث وخبيث)، لذلك يجب فضحه والحذر منه.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للمرأة في يومها الأغر
- سوريا والإرهاب
- أعداء العراق في مأزق
- اختيار الطالباني رئيساً ضرورة وطنية
- من وراء اغتيال الحريري؟
- بريماكوف الأكثر عروبة من العربان!!
- وحتى أنتِ يا بي بي سي؟
- العراق ما بعد الانتخابات
- مرحى لشعبنا بيوم النصر
- يوم الأحد العظيم، يوم الحسم العراقي
- الشريف الحالم بعرش العراق
- مقترحات لدحر الإرهاب؟
- الزرقاوي، الوجه الحقيقي للثقافة العربية-الإسلامية
- البعث تنظيم إرهابي وعنصري
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 5-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 4-5
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 3-5
- هل الانتخابات وسيلة أم هدف؟
- لماذا لا يصلح النظام الملكي للعراق؟ 2-5
- الإرهاب والبعث وجماعة صدام


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟