المسكوت عنه في الثورة السورية (1) لماذا هي حرب استنزاف ؟

ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 22:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

المحامي ثامر الجهماني
28/4/2013
يدرك (( حزب الله )) أن معركته خاسرة على كل المستويات وأنه يضحّي بحصاد السنين السابقة . ويحاول اعادة امجاده وأنَّا له ذلك وقد عرّته الثورة السورية ..وأهدرت كرامته ...ومجده المزعوم .
في السياق ذاته أعلنت وسائل الاعلام عن لقاء جرى سراّ في لبنان بين الروسي بوغدانوف وحسن نصر الله ،وقد أشارت التسريبات الى لقائه أيضاً بمعارضين سوريين يعتقد ان بعضهم من هيئةالتنسيق وتيار الدولة وأخرين لم يتم تسميتهم ..بينما نشاهد ان الاعلام الامريكي يؤكد نجاح المحادثات بين الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي حول ضرورة الخلاص من الاسد .
مايلفت الانتباه تلك النبرة العالية للقيادة التركية حول عدم سكوت تركية عن استخدام الاسلحة الكيميائية وأنها لن تقف مكتوفة الايدي ...بعد هبوط مؤشر التصريحات في الاشهر الفائتة الى الحضيض .
تزامن ذلك مع تصريحات تم تسليط الضوء عليها لضابط سوري برتبة عميد انشقّ عن النظام ...قال فيها أن النظام السوري يمتلك 7000 طن من الاسلحة الكيميائية ومن بينها 2000 طن من غازالسارين .
مما تقدم نستشف أن دخول بعض عناصر (( حزب الله )) لتأجيج الجبهة على الحدود السورية اللبنانية لاتعدوا أن تكون سوى المشاغلة فقط ونشر المعركة على أكثر من محور لاستنزاف قدرات الثوار والجيش الحر .لاسيما واننا لم نشاهد ان ميليشيات ((حزب الله)) تزج بقدراتها القتالية التي تقلب موازين القوة وهي تمتلك ذلك ، ولا احد منا ينكر أن لدى مقاتليه خبرة قتالية لايستهان بها على مستوى حرب العصابات أو ما يسمى حرب المدن . الى جانب أنه لا يرغب بإثارة بعض الاطراف اللبنانيةأكثر مما شاهدناه ( كتصريحات الشيخ الاسير ) الذي يتعرض الان الى ضغوط اقليمية و لبنانية هائلة . لمنعه من تأجيج الصراع ونقله الى لبناني لبناني . الهدف اذا الوقت والمشاغلة والاستنزاف . كل ذلك لما لحمص من أهمية جيو عسكرية .
بات النظام السوري يدرك أكثر من ذي قبل أنه لن يتمكن منالبقاء طويلاً بعد أن انسحب ذلك الاعتقاد الى اصدقائه المقربين ( الروس ) .
لماذا كل ذلك ؟
أشارت بعض المصادر لوجود مهلة أخيرة للنظام السوري مدتها ثلاثة أشهر لإيجاد صيغة تفاهم وحل سياسي مع المعارضة السورية للازمة السورية ووقف نزيف الدم السوري ، حفاظاً على ما تبقى من المقدّرات الاجتماعية والاقتصادية و تحقيقاً لانقاذ الوطن .
تلك المهلة نابعة من اعادة إحياء مبادرة قيل انها انتهت. (( مبادرة نداء الضمير وتبني مبادرة الخطيب )) أو ان مبادرة الخطيب هي تسويق اعلامي لتلك المبادرة والله أعلم .
تهدف هذه المبادرة الى الوصول إلى طاولة المفاوضات يلتقيبها ممثلون من المعارضة ومن العصابات الاسدية لايجاد المخرج المناسب للازمة السورية، مع قبول مبدأ التفاوض دون شروط مسبقة من اي طرف .
( وهنا مكمن الخلاف والعداء الواضح بين اقطاب في المجلس الوطني والشيخ معاذ الخطيب الذي اشرة اليه في كتابات سابقة . )
بالعودة الى السياق أما المبادئ التي تنتهجها المبادرةهي اعلان جنيف الشهير ةمبادرة السيد معاذ الخطيب وخطة الحكومة السورية للعملية السياسية ، وستجري المفاوضات حول الاولية حول ايجاد أليات التنفيذ والتسلسل الزمني، وما هي الضمانات الدولية المطلوبة ، وأسس العقد الاجتماعي الوطني الجديد .
كما تهدف المبادرة الى تحقيق اهداف مباشرة وفورية تتمثل بوقف إطلاق النار الفوري والقضاء على من يرفض ذلك . مع الحفاظ على سيادة ووحدة الأرض والشعب السوري ، مع بدء عملية التحول الحقيقي نحو مجتمع ديموقراطي .
يدعي ممثلي هذه المبادرة انحيازهم للوطن وإعادة البناء .
كانت هذه المبادرة التي تعقد اجتماعاتها بشكل سري وبأكثرمن دولة عربية وأوروبية ، قد أعلنت فشلها بينما اجتماعاتها مستمرة واخر اجتماعانعقد في العاصمة الاردنية عمان في 19 ابريل 2013 ،
ما هي اهداف النظام من موافقتهعلى المبادرة ؟
1- بقاء الاسدحتى 2014 ومن ثم عدم الترشح لما بعدها . ( وهنا تظهر على السطح نظرية الاسدية بدونالأسد الى العلن ) .
2- الابقاءعلى الحكومة الحالية مع قبول تغيير وزيري الدفاع والداخلية فقط كضمان .

يرعى هذه المبادرة مجموعة من الاسماء : أنس الكزبري –راتب الشلاح – موفق قداح – عادل مارديني – زينة اليازجي – أديب الفاضل – عبد اللهالدردري حسب ما أفادت به ( زمان الوصل ) . لكن ما يثير انضمام عدد من رجال الدين والسيد معاذ الخطيب ( الذي نفى ذلك لكنه صرّح باجتماعه بهم ) اضافة الى بعض كوادرهيئة التنسيق واعضاء من الائتلاف الوطني والمجلس الوطني لم يتسنى لنا الحصول على الاسماء .
أعلن سابقاً عن فشل هذه المبادرة والتي سمّيت مبادرة (( أباطرة المال )) ، وارتبط اسمها بالابراهيمي لكثرة دعمه لها وجلب الدعم الدولي ايضاً . على ان تنجح هذه المبادرة خلال ثلاثة أشهر ... رغم التصعيد الاعلامي المنافي لذلك كوسيلة ضغط على الأسد ، وتعلق أحلام البعض من الطيف المعارض عليها .. مما يخلط الاوراق .
إلى حين انتهاء تلك المهلة تجري التحضيرات لدى المجتمع الدولي على عدة صعد منها تحضير العالم لموقف دعم عسكري للمعارضة غير مسبوق عبر الغاء قرار حظر السلاح وقد اتخذ هذا القرار على أعلى مستوى فيما لو فشلت المبادرة وانتهت المهلة دون حل سياسي على مبدألا غالب ولا مغلوب .
رغم ثقتي أن المجتمع الدولي لن يتدخل بشكل مباشر على الأراضي السورية إلا في إطار ضيق لبعض العمليات الخاصة والخاطفة لتحقيق أهداف ليست عصية عن الفهم لكل ذي لب .
المحامي ثامر الجهماني 28/4/2013

#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات