أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبدالله الناصر - بكم يدين لكم علاء الأسوانى ؟














المزيد.....

بكم يدين لكم علاء الأسوانى ؟


حسين عبدالله الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 04:09
المحور: الادب والفن
    


أصدر الأديب العالمى علاء الأسوانى مؤخراً روايته الجديدة "نادى السيارات" ، صاحَبَ ذالك "ظيطة" من بعض القراء الرافضين للأسعار التى تم بها طرح العمل الأدبى حيث النسخة بـ60 جنية . وعلى تويتر وفيسبوك وجودريدز وجد هؤلاء فرصة جيدة لإظهار غضبهم العارم من دار الشروق ومن علاء الأسوانى شخصياً واتهموه بالجشع والإنفصال عن الواقع والنفاق إلى آخره . ونقلت إحدى الجرائد نداءاً عاطفياً من القراء إلى الأسوانى متسائلين "كيف تنظر فى عين قارئك الذى لا يستطيع شراء رواياتك ؟" ؛ يالها من مشاعر سلبية فياضة تلك التى تم بها إغراق الرجل وإتهامه فى ذمته الأخلاقية ؛ حسناً سأُحاول أن أعرض المشهد من هليوكوبتر بعيداً عن الهيستيريا والمشاعر المجوفة .

هل يجب على الكاتب ودار النشر أن يدعما القارئ ويوفرا لهُ الكتب بالأسعار التى يريدها ؟ .. الإجابة لا ، هذة ليست مهمة دار النشر على أى حال ، وليس مطلوباً من أى كاتب أن ينزل بمستوى أسعار رواياته حتى يُرضى القُرّاء ، وإلا فإن قُرّاءه رخيصين لدرجة أنهم لا يقدرون قيمة الأدب ، ولو كانت الروايات الجيدة تُباع بقيمتها الأدبية الحقيقية لما استطاع شراءها إلا فاحشى الثراء ، لكنها تُباع بتقدير رمزى لقيمة الكاتب والعَمل الإبداعى ، وعن دعم الثقافة فهذة ليست مسئولية القطاع الخاص إطلاقاً إطلاقاً ، وإن فعل هذا فهو يكون من باب التطوع والعمل الخيرى لا من باب تحمل المسئولية ، لو كنتم تريدون للثقافة أن تصبح فى متناول الجميع فلتطلبوا من الدولة أن تُمكّن ذالك باستغلال أموال دافعى الضرائب استغلال صحيح فى نشر الثقافة ، لا تطلبوا من دار نشر تدفع ضرائبها للدولة أن تتنازل وتتطوع وتخفض أسعارها من أجل سواد عيونكم .

أُريد أن أسأل الذين هاجموا الأسوانى ؛ بكم يدين لكُم علاء الأسوانى ؟ هل ـ مثلاً ـ ساندتم الرجل فى شبابه وبداياته الأدبية وجمعتم من أموالكم أموالاً لتساعدوه فى إصدار أول رواية وبالتالى عليه أن يرد لكم الجميل ؟ هل هو كاتب سئ وأنتم تشترون رواياته من باب البر والإحسان وبالتالى لا يجب عليه رفع سعرها ؟ بالطبع لا ، لا يوجد ما يُسمى أن القارئ له فضل على الكاتب أو أن القراء هم سبب نجاح الكُتّاب ، هذة أسطورة رسخها الكُتّاب الفشلة الذين يهللون ويكبرون ويلعقون ما بين أصابع القارئ مُكررين عبارات العرفان بالجميل والإمتنان حتى يستمر فى القراءة لهم ، بينما الكُتّاب الحقيقيون تكون العلاقة بينهم وبين القارئ إحترام مُتبادل ، ليس لأحدهم على الآخر فضل . وبالتالى هو من حقه أن يرفع أسعار رواياته ليجعلها تلامس السماء لو أراد مادامت قوانين الدولة تسمح بذالك ومادام الأمر لا يخضع لشُبهة إحتكار تجارى .

من حق الأديب أن يكون متميزاً وأن يشعر بتميزه وتميُّز أسعار كتاباته لأن هذا يُعد نوعاً من التقدير ، ويمكنه لو أراد ـ تطوعاً وإختياراً ـ أن يختار خفض هذة الأسعار ، لكن لا يمكن لأحد أن يطلبه منه ذالك ، سيكون عملاً تطوعياً وخيرياً بحتاً يقوم به مواطن مصرى من أجل مواطنين آخرين ، ولو كُنتم تُريدون إجبار أحد على خفض أسعار الرواية فلتلجأوا لوزارة الثقافة أو حتى القضاء ضد دار النشر بتهمة الإحتكار ، لكن لو تمت تبرئتها ـ وأظنها بريئة ـ نعود لنقطة الأصل وليس لكم عندهم شيئاً .

بدلاً من الضغط النفسى على أحد أهم 50 روائى فى العالم واتهامه بالطمع ، وجهوا هذة الطاقة إلى حكومتكم التى أوقفت الدعم بشكل كامل تقريباً على معرض الكتاب وأوقفت مهرجان القراءة للجميع أحد أهم الإنجازات الحضارية لمصر ، اضغطوا على حكومتكم يا دافعى الضرائب ولا تضغطوا على علاء الأسوانى فهو لا يدين لكُم بشئ .



#حسين_عبدالله_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادفنوا نساء القبيلة
- حسن مصطفى مثلاً
- خواطر تدور حول الأستروجين
- ما الذى لا يعجبك فى الشهوة ؟
- شهوة موجّهة
- هرتلات عن التقويم الفلسفى
- مائتى ألف عام من العزلة
- نهضة بمرجعيّة مصريّة
- الأفكار لا تتقاطع
- بين ميكى ماوس و جان جاك روسو
- من هيام إلى الشعب المصرى
- علياء المهدى ~ معركة فى صراع القبيلة
- صندوق ورنيش ميّت .. حدثت بالفعل
- حمدين صباحى وحملة التشويه
- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر قصة قصيرة
- الفقر فى سبيل الله
- هل قامت الحضارة الإسلامية على أكتاف الملحدين ؟
- ليسَت إسرائِيل ؛ إنّها فلسطين المُحتلّة
- أهل الخليج لم يعودوا بدواً
- الخلافة الإسلامية ومستقبل البحث العلمى


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبدالله الناصر - بكم يدين لكم علاء الأسوانى ؟