عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 07:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يعقل أن هذا السيد مرسي (العجيب)، لا يعرف أن أخوانه في سوريا (الأخوان المسلمين السوريين) مشاركون في الثورة السورية ومؤيدون لها، وأنهم وأبناؤهم ونساؤهم وشيوخهم في الجماعة أو من اصدقائها والمؤيدين لها لا يتعرضون للقتل والذبح وهتك الأعراض كما يتعرض المجتمع السوري ككل، وذلك بفضل وبقوة ودعم السلاح الروسي للعصابات الأسدية،إ ذ يعلن هذا (المرسي) اليوم بأنه متوافقون ومؤيدون أو متطابقون مع السياسة الروسية في سوريا، القائمة على تأييد روسيا للشبيحة الأسديين باستخدام السلاح الروسي من صواريخ سكود وطائرات ميغ في تدمير سوريا وفي قتل أطفالناتحت الأنقاض...
هذا المرسي العجيب، لم يجد طريقة لسد العجز والإفلاس الاقتصادي لنظامه المتداعي ولحكومته التي تريد أن تدير الدولة والاقتصاد بـ(التعويذات والحجيبات وطرد الشياطين) سوى بيع الدم السوري للروس ليعطوه قرضا من ثرواتهم الريعية التي لا تختلف عن الاقتصاد الريعي لكل البلدان النفطية المتخلفة ...
كنا نقول قبل ثورات الربيع العربي : إن الحياة السياسية في العالم العربي، تتساكن فيها روح الشموليات (التوتاليتارية .. التسلطية الحاكمة )، من جهة ، وروح الشموليات المعارضة (إسلاموية أو قوموية أو يساروية ) من جهة أخرى، كوجه آخر للأولى بوصفها قفاه، لولا اقتحام الشباب العربي في مصر وتونس وليبيا ، وسوريا لساحة التاريخ والسياسة، عاصفة بالعقل الشمولي ( التسلطي والمعارض ) معا ...
لقد شرحنا في مقالات سابقة كثيرة وجوه الشبه التشاركية ،بين الشمولية العلمانية (الفاشية والنازية والشيوعية الستالينية )، أي بين الشمولية (التوتاليتارية ) بوصفها سلطات كلية شمولية تطبق على حياة المجتمع والفرد إلحاقا وإخضاعا فكريا وروحيا وسياسيا واجتماعيا ، وكنا ندرج نموذج الحكم (الثيوقراطي ) وفق إعتراف أبو الأعلى المودودي بهذا النموذج، بوصفه نموذج الدولة الإسلامية، فكنا ندرجه في إطار هذه الشموليات ...
وكان يعترض علينا (الإسلامويون ) لإدراجنا نظامهم (الثيوقراطي) في إطار هذه الشموليات، التي يعتبرونها صفة الأنظمة العلمانية، حتى أتت التجربة الإسلامية الديموقراطية التركية لتكسر هذا القاعدة، لكن الإسلاميين العرب ( مصريين وسوريين ) أعلنوا قربهم من النموذج التركي، لكنهم ظلوا دائما ممتلئين بحشوة إيرانية شمولية ولايتية، وهذا ما يفسر التحاقهم بالموقف (الإيراني- الروسي) من مسألة الثورة السورية وتأييدهم لنظام الاستيطان الاستعماري الأسدي ...
لقد أتى موقف مرسي برهانا سياسيا ساطعا، بدون تعقيدات نظرية ، على تقاربهم الفكري والروحي والسياسي مع الشمولية (الثيوقراطية الإيرانية )أولا ، وثانيا مع الشمولية التي لا تزال راسخة البنيان المافيوي في روسيا التي سرقت ثورة البيريسترويكا الديموقراطية الشبابية كما سرق مرسي وشركاه ثورة شباب يناير ، حيث يتوافق مرسي مع مافيا بوتين ضد أخوته السوريين، بما فيها الأخوانيين، الذين يبيعهم بثمن بخس (دراهم نفطية بخسة معدودة ) ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟